روابط للدخول

خبر عاجل

ازدياد نسبة الأزمات القلبية بين متابعي مباريات المونديال


أياد الکيلاني – لندن

تتعامل السلطات الصحية حول العالم بصورة جدية مع بطولة كأس العالم لكرة القدم، فلقد حذر وزير الصحة المكسيكي عشاق الكرة من الإفراط في الانفعالات القوية أثناء مشاهدة المباريات، كما اقترحت دائرة الصحة في هونغ كونغ على المتفرجين باللجوء إلى الفواكه وليس إلى الأغذية المليئة بالدهون لدى إحساسهم بالحاجة إلى الطعام. أما الأطباء في أوروبا فظهروا أكثر صرامة حين نصحوا المشاهدين بالاحتفاظ بأجهزة إعادة تشغيل القلب على مقربة منهم خلال المباريات، ولقد أعدت المراسلة Judith Corwin تقريرا لإذاعة العراق الحر تبحث فيه عما يجعل كرة القدم تشكل خطرا على صحة الناس.

تذكر المراسلة بأن خسارة المنتخب الإنكليزي أمام غريمه الأرجنتيني بفارق ضربات الترجيح في إحدى مباريات كأس العالم عام 1998 ، أسفرت – بحسب المستشفيات المحلية – عن زيادة بلغت 25% في حالات الأزمات القلبية.

وتنقل المراسلة عن باحثين بريطانيين قناعتهم بأن هذه الزيادة لم تأت كصدفة، فهم يعتقدون أن خسارة كبيرة في مباراة أثناء كأس العالم من شأنه التسبب في أزمات قلبية لدى الرجال، على غرار ما تسببه الأحداث المهمة الأخرى، مثل الزلازل والهجمات العسكرية.

** ** **

وتنقل المراسلة عن Douglas Carroll – صاحب دراسة ركزت على هذه الظاهرة، وهو أستاذ بعلم النفس بجامعة Birmingham – قوله:
"يتولد شعور عارم من الضيق والانزعاج، ولقد شاهد نحو 22 مليون شخص من سكان إنكلترا البالغ عددهم 50 مليونا، شاهدوا منتخبهم وهو يخسر أمام الأرجنتين عام 1998. صحيح أن الزلازل أو التعرض إلى هجوم بصواريخ (سكود) ربما تكون أكثر عنفا، ولكن مباراة كرة القدم الأقل عنفا تجمع بين عدد أكثر بكثير من الناس. أما التأثير على السكان فربما يكون متشابها في كلتا الحالتين."

كما تنقل المراسلة عن الدكتور Eugene Katz – أخصائي القلب بمستشفى الجامعة في مدينة (لوزان) السويسرية – تأكيده بأن مباراة مثيرة قد تؤثر على قلب المشجع، ويمضي موضحا:
"التفسير هو أن تعرضك إلى الضغوط، من شأنه أن يزيد من ضربات قلبك، ما يتسبب بدوره في ارتفاع ضغط الدم لديك، وهذا يجعلك في وضع محرج إزاء ما قد تعاني منه من أمراض الأوردة والشرايين."

ويتابع Katz موضحا بأن الانفعالات ليست مضرة في جميع الحالات، ويعود إلى التذكير بكأس العالم لعام 1998 بقوله:
"حين فاز منتخب فرنسا بكأس FIFA عام 1998، حصل انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات بين الفرنسيين المصابين بأمراض القلب."

** ** **

وتتابع المراسلة في تقريرها بأن النساء أقل عرضة للأزمات القلبية خلال مباريات كرة القدم، شأنهن في ذلك شأن تحملهن الزلازل والحروب، الأمر الذي يعتبره Carroll مرتبطا بتكوين النساء البيولوجي، إذ يقول:
"ربما يعود الأمر إلى أن النساء أكثر تعقلا، ما يجعلهن يسيطرن على عواطفهن تجاه مباراة لكرة القدم، كما ربما يعود الأمر إلى أن بنيتهم الجسمية تفوق بنية الرجال في قوتها."

ويخلص الدكتور Katz في حديثه مع المراسلة إلى أن تحمل النساء يمثل أخبارا سارة لعشاق كرة القدم من الرجال، إذ تشهد غالبية الحالات النساء وهن يسارعن بمعالجة أزواجهن من آثار الأزمات القلبية المحتملة.

على صلة

XS
SM
MD
LG