روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

نستهل جولتنا على الصحافة البريطانية بالتوقف عند تقرير نشرته The Times تشير فيه إلى أن مئات حراس الأمن البريطانيين في العراق يتعرضون إلى ضغوط كي يستقيلوا بالجملة الشهر القادم بسبب خلاف حول أجورهم، الأمر الذي قد يقوض عمليات الحماية للبعثات الدبلوماسية.
وتوضح الصحيفة بأن هذا الإجراء من جانب العاملين لحساب شركة Control Risks يثير التساؤلات حول اللجوء إلى شركات الأمن الخاصة لتوفير الأمن للسفارات ولحراسة الدبلوماسيين وعاملي الإغاثة في المناطق المضطربة، علما بأن العشرات من هذه الشركات حققت – منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق – حققت إيرادات تقدر بمئات الملايين من الجنيهات. فلقد أنفقت الخارجية البريطانية – بحسب التقرير 110 ملايين جنيها على الحماية الخاصة خلال الفترة التالية لإطاحة نظام صدام حسين.
وتمضي الصحيفة إلى أن شركة Control Risks التي يوفر موظفوها ال450 الحماية للدبلوماسيين وعاملي الإغاثة البريطانيين في العراق، لم تتمكن من تجديد عقدها مع الوزارة إلا بعد موافقتها على خفض ما تتقاضاه، من خلال خفض أجور بعض مستخدميها بنسب تتراوح بين 19 و37%. وهذا يعني أن قائد فريق الحماية الذي كان يتقاضى 340 جنيها في اليوم سينخفض أجره إلى 275 جنيه، في حين سيتراجع دخل الرجل الثاني في الفريق إلى 172 جنيه.
وتمضي الصحيفة إلى أن الخلاف حول الأجور – الذي قد يؤدي إلى استقالة 75% من منتسبيها في العراق – يعتبر نكسة لشركة تتمتع بسمعة متميزة في مجال عمل كثيرا ما يجذب المرتزقة والمخادعين.
أما وزارة الخارجية فلقد أكدت بأنها لا دور لها في النزاع حول الأجور، مؤكدة أيضا بأنها قادرة على تفادي أي نقص في عدد رجال الأمن في العراق.

** ** **

وتشير صحيفة The Daily Telegraph إلى أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير – على الرغم من جميع الصعوبات التي واجهتها بلاده والولايات المتحدة منذ غزو العراق – أكد في كلمة بجامعة Georgetown بأن الأزمات التي يواجهها عالم يشهد اعتمادا متبادلا بين مكوناته – سواء كانت أزمات مالية أو عرقية أو بيئية – لا بد من معالجتها بالردود الاستباقية، ودعا جميع الدول المؤمنة بما وصفها بالقيم العالمية – أي الحرية والديمقراطية والعدالة والتسامح – إلى التوحد في تبنيها. وتنقل الصحيفة عن بلير – في إشارته إلى العراق في المرتبة الأولى من كلمته – مطالبته جميع الدول التي أيدت أو عرضت غزو العراق بأن تتحد وراء صراع هذا البلد من أجل تحقيق الديمقراطية، وتابع قائلا: "العولمة تنجب الاعتماد المتبادل، الذي ينجب بدوره الحاجة إلى نظام للقيم المشتركة كي يحقق النجاح، وبعبارة أخرى فإن المثالية لا بد لها من التحول إلى الواقع.
وتشدد الصحيفة على صواب رأي السيد بلير في التأكيد على مبدأ التحرك الاستباقي، مشددة في الوقت ذاته بأن هذه السياسة لا بد لها من أوسع إجماع ممكن. كما تؤكد الصحيفة بأن المصالحة التي يدعو إليها بلير باتت صعبة التحقيق نتيجة غزو العراق، ولكن هذا لا يغير شيئا من صواب قرار بريطانيا في دعم أميركا ومساعدتها في إزالة ذلك الطاغية الذي كان يهدد منطقة من العالم تتميز بأهميتها الإستراتيجية.

على صلة

XS
SM
MD
LG