روابط للدخول

خبر عاجل

جهود متسارعة للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الكتل السياسية الرئيسية في العراق


ناظم ياسين

في الساعات التي تسبق الجلسة البرلمانية المقرر عقدها الاثنين تتسارع وتيرة المساعي التي تُبذَل من أجل التوصل إلى اتفاقٍ يُرضي جميع الكتل السياسية. لكن التقارير الواردة حتى ساعة إعداد هذا الملف تشير إلى
أن مفاوضات اللحظة الأخيرة لم تُفضِ إلى اتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة رغم مرور أربعة أشهر على الانتخابات التشريعية.
ونُقل عن مصادر مطلعة على مسار المشاورات التي استؤنفت الأحد بين ممثلي الكتل النيابية العراقية أنها تتركز على تسمية المرشحين للمناصب الرئاسية الثلاثة ونوابهم، أي رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الوزراء.
وفي هذا الصدد، نسبت وكالة فرانس برس للأنباء إلى النائب ظافر العاني الناطق الرسمي باسم (جبهة التوافق العراقية) ترجيحه أن "تكون الاجتماعات صعبة وانه لن يكون بالإمكان الاتفاق على مرشحي المناصب العليا الثلاثة اليوم قبل يوم من عقد جلسة مجلس النواب"، بحسب تعبيره.
فيما نقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عن الشيخ خالد العطية العضو البارز في (الائتلاف العراقي الموحد) تصريحه الأحد بأن الائتلاف "يفضّل إرجاء الجلسة البرلمانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق وأن تُعقَدَ في نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل لإعطاء مزيد من الوقت" للمشاورات، على حد تعبيره.
لكن مصدرا آخر في الائتلاف صرح لوكالة رويترز للأنباء بأن المفاوضات توشك على التوصل إلى حلٍ لمشكلة المرشح لرئاسة الحكومة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الحل يقضي بأن يسمّي الائتلاف قيادياً آخر من (حزب الدعوة الإسلامية) لرئاسة الحكومة المقبلة بدلا عن رئيس الوزراء الحالي إبراهيم الجعفري.
وفي حال التوصل إلى اتفاق شامل سوف يتعين على أعضاء مجلس النواب أن يعيّنوا بغالبية الثلثين مجلساً رئاسياً من ثلاثة أعضاء تكون مهمتُه تسميةَ رئيس الوزراء المقبل. وهذا التكليف يحتاج إلى الغالبية البسيطة في مجلس النواب للمصادقة عليه.

** ** **

في محور المواقف الإقليمية والدولية، أفادت مصادر سياسية ونيابية عراقية في بيروت بأن اتصالاتٍ مكثّفةً جرت خلال اليومين الماضيين أسفرت عن اتفاقٍ على إجراء المحادثات الأميركية - الإيرانية - العراقية المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد عن هذه المصادر أن تلك الاتصالات أدت إلى توافق على نقاط أهمها: المسارعة إلى تحديد موعد جديد للحوار الأميركي - الإيراني في بغداد على أن يشارك فيه وفد حكومي عراقي رفيع المستوى خلال أيام.
كما نُسب إلى هذه المصادر القول إن الاتصالات التي أجراها رئيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) السيد عبد العزيز الحكيم مع طهران "لإطلاعها على ما تم التوافق عليه كانت إيجابية" ولقيت ترحيباً من الجانب الإيراني، بحسب ما ورد في التقرير المنشور في صحيفة (الحياة) اللندنية.

** ** **

في محور المواقف الإقليمية أيضاً، يُشار إلى التصريحات الجديدة التي أدلى بها الرئيس المصري حسني مبارك وقال فيها إنه لم يقصد الإساءة للمسلمين الشيعة أو التشكيك في ولائهم عندما ذكر قبل أيام في مقابلةٍ بثتها فضائية (العربية) أن الشيعة في العراق ودول عربية أخرى موالون لإيران وليس لأوطانهم.
ونقلت وكالات أنباء عالمية عن مبارك قوله في التصريحات التي نشرتها صحفية (أخبار اليوم) القاهرية الحكومية السبت إنه حاول فقط التحذير ضد الأخطار والتهديدات التي تكتنف وحدة واستقلال العراق.
وقال الرئيس المصري إن تصريحاته التلفزيونية السابقة "لم تحمل أي إساءة أو تشكيك في ولاء الشيعة العراقيين لبلدهم العراق" مضيفاً "إنني كنت أتحدث عن الولاء والتعاطف الديني بدون التقليل من إخلاص الشيعة في العراق أو في أي مكان آخر"، بحسب ما نُقل عنه.

** ** **

في محور القوات متعددة الجنسيات، أفاد تقرير إعلامي ياباني الأحد بأن طوكيو ستحدّد موعدَ انتهاء مهمة قواتها في العراق بعد المحادثات المتوقع أن يجريها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي مع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في أواخر حزيران المقبل.
ورَدَ ذلك في سياق تقرير نشرته صحيفة (نيهون كيزاي شيمبون) اليابانية وقالت فيه إن الحكومة توصلت إلى استنتاجٍ مفاده أن من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار نهائي في شأن سحب القوات من العراق قبل أن تُناقَشَ هذه القضية في محادثات كويزومي مع بوش.
وجاء في التقرير الذي بثته فرانس برس من طوكيو أن السحب التدريجي لأفراد الكتيبة اليابانية كان مقررا أصلا نحو نهاية شهر آذار على أن يمتد حتى أيار أو حزيران.
لكن طوكيو وافقت بناءً على طلب من واشنطن أن تنتظر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بحسب الصحافة اليابانية.
وعلى أي حال يتوقف سحب هذه الكتيبة على بريطانيا وأستراليا اللتين تقومان بتوفير أمن نحو 600 جندي ياباني منتشرين منذ كانون الثاني 2004في جنوب العراق حيث يشاركون في مهمات تقتصر على العمليات الإنسانية وإعادة الإعمار.

** ** **

في غضون ذلك، تواصلت احتفالات المسيحيين العراقيين الأحد بعيد الفصح المجيد في صلواتٍ خاصة أُقيمت لهذه المناسبة في معظم الكنائس.
وجاء في تقريرٍ بثته فرانس برس من بغداد أن المصلّين تحدّوا العنف وتوجهوا إلى الكنائس سيراً على الأقدام للاحتفال بالعيد وسط أجواء الخوف والعنف الطائفي.
التقرير نقل عن راعي إحدى الكنائس العراقية التي أقيمت فيها صلوات عيد الفصح المجيد قوله إنه يأمل في استتباب الأوضاع الأمنية في البلاد وأن "يسرع القادة العراقيون الخطى نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية".
فيما أشار أحد المصلين ويدعى أبو مريم إلى أن الإرهابيين أخفقوا في زرع الأحقاد الطائفية بين العراقيين على الرغم من هجماتهم المتكررة على الكنائس.

على صلة

XS
SM
MD
LG