روابط للدخول

خبر عاجل

الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه عن حال الاتحاد يقترح بخصيص تمويل إضافي للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، مثل (الإثانول السلولوزي).


اياد كيلاني - لندن

- في الوقت الذي يراوح فيه سعر النفط حول مستوى 60 دولار للبرميل الواحد، ليس غريبا أن تعود الحكومة الأميركية إلى التفكير في البدائل للوقود المستخرج من الأرض، فلقد أكد الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه عن حال الاتحاد الأسبوع الماضي، أكد بأن الولايات المتحدة "مدمنة على النفط". ومن أجل تخليص الأمة من هذا الإدمان، اقترح بوش تخصيص تمويل إضافي للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، مثل (الإثانول السلولوزي).
مراسلة إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية في واشنطن Julie Corwin أعدت تقريرا حول هذا الموضوع تنبه فيه إلى أنه ليس واضحا لحد الآن إن كان لهذه المادة أن تحل محل أنواع الوقود التقليدية، موضحة بأن (الإثانول السلولوزي) يتم استخراجه من نفايات المحاصيل الزراعية، مثل فتات الخشب والجذوع النباتية وبعض أنواع الأعشاب. كما توضح بأن السيارات والشاحنات يمكنها العمل بهذا الوقود لدى خلطه مع البنزين، وأن مقدار التلوث في هذه الحالة يقل عما لو كانت تسير بالبنزين وحده، ما يجعل الكثيرين يعتبرون (الإثانول السلولوزي) مصدرا جديدا للطاقة وبديلا واعدا للنفط. ومن بين المروجين لهذا الوقود الجديد الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي عرض آمال إدارته في شأنه بخطابه عن حال الاتحاد، حين قال:

(صوت Bush)

يتمثل هدفنا في جعل هذا النوع الجديد من الإثانول مصدرا عمليا ومنافسا للطاقة خلال ست سنوات، وسوف تساهم الاكتشافات العلمية المتعلقة بهذه التقنية وغيرها في تمكيننا من تحقيق هدف عظيم آخر، وهو استبدال ما يزيد عن 75% من وارداتنا النفطية من منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2025 .

وتمضي المراسلة في تقريرها إلى أن – في الوقت الذي قوبل فيه مقترح بوش بالتصفيق الحاد – إلا أن الخبراء في شأن الطاقة القابلة للتجديد يميلون إلى التحذير من الآمال الكبيرة المتعلقة ب((الإثانول السلولوزي) ، وتنقل عن Suzie Greenhalgh – الخبيرة الاقتصادية الأقدم لدى معهد الموارد العالمي في واشنطن – قولها إن الإثانول يمكن استخراجه من نفايات المحاصيل أو حتى من محصول الذرة مباشرة، إلا أنه لا يوجد ما يكفي من هذا أو ذاك في الولايات المتحدة لاستخراج كميات كبيرة من الوقود بهذه الطريقة، وتضيف:

(صوت Greenhalgh)

لا يمكنك استبدال كل النفط بالإيثانول ، فهذا ببساطة ليس ممكنا، ولا أعتقد أننا، كأمة، نرغب في تحويل أراضينا الزراعية إلى زراعة محاصيل الطاقة.

كما تنقل المراسلة عن Greenhalgh تأكيدها بأن الحل العملي طويل الأمد الوحيد لمشكلة الطاقة في أميركا يتمثل في زيادة الوعي لدى الناس فيما يتعلق باستهلاكهم للطاقة، مشددة بأنه يترتب عليهم تخليهم عن عشقهم للسيارات الرياضية الضخمة المستهلكة للوقود بشكل مفرط، واحتضانهم السيارات الأكثر كفاءة في استهلاكها للطاقة، وتضيف:

(صوت Greenhalgh)

أعتقد أن الجزء الأكبر من الحل سيتمثل في تقليل استهلاكنا للطاقة، وهذا أمر له جوانب عديدة، منها ببساطة تحسين أداء سياراتنا في استهلاكها للوقود. فنحن لدينا سيارات بالغة التبذير للوقود، كما انتشرت لدينا على نطاق واسع تلك السيارات الرياضية الضخمة.

ويشير التقرير إلى أن بعض المشككين يتهمون السياسيين الأميركيين بأنهم يجدون منفعة لهم في الترويج لآمال العثور على مصادر بديلة للوقود، وذلك حين ترتفع أسعار النفط، ما يجعلهم يظهرون وهم يسعون إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو إيجاد حل لأزمة الطاقة، إلا أن هؤلاء المشككين ينبهون إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة ظلت توعد بأكثر مما تمكنت تحقيقه.

وتحدثت المراسلة مع Andy Olsen – من مركز القانون والسياسة البيئية – الذي عاد بالذاكرة إلى عام 1992 ، حين قال:

( صوت Olsen )

منذ ذلك الحين ونحن نتحدث عن (الإثانول السلولوزي) ، حين كانت المختبرات القومية تتكهن بقدرته التنافسية مع البنزين بحلول عام 2000، ولكن ومع الأسف، تعرضت هذه المختبرات القومية إلى تقليص في تمويلها طوال عقد التسعينات، تماما كما هو الحال الآن. فالمختبر القومي للطاقة المتجددة بات يضع الخطط لتسريح بعض العاملين لديه، تماما في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس حول ضرورة تبني الجدية في شأن هذه البرامج.

وينبه Olsen إلى أن تمويل الأبحاث المتعلقة بأنواع الوقود البديلة يزداد ويتقلص، شأنه شأن أسعار النفط، إذ يتناقص التمويل فور هبوط أسعار النفط، ما يدفع المختبرات المنشغلة في الأبحاث الأساسية إلى تسريح الناس، وهذا ما يعيق تحقيق الاستمرارية في جهود البحث.

أما Denis Scheutzle – المدير السابق للأبحاث والتكنولوجيا الدولية بشركة Ford Motor Company ، ونائب الرئيس الحالي لشركة TSS الاستشارية في كاليفورنيا – فتقل عنه المراسلة تأكيده بأن حتى الزيادة الجديدة في تمويل الأبحاث على الوقود البديل، المتمثلة في مليار دولار طلبت إدارة بوش تخصيصها في العام المالي الجديد، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تنفق أقل من غيرها من الدول في هذا المجال، ويتابع قائلا:

( صوت Scheutzle )

لنأخذ الصين مثالا، حيث تم تخصيص مليارين ونصف مليار دولار لواحد من الصناديق التي تمول الأبحاث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة، وهذا لا يأخذ في الاعتبار العديد من البرامج المستمرة الأخرى، ولا ما لديهم من خطط أخرى في هذا المجال.

وتمضي المراسلة في تقريرها إلى أن البرازيل تقوم منذ سنوات باستخدام الإيثانول المستخرج من السكر، ما يسد نصف حاجة البلاد تقريبا من وقود السيارات، ولديها شبكة واسعة من محطات وقود الإيثانول في أرجاء البلاد، في حين تتمركز المحطات القليلة من هذا النوع في الولايات المتحدة في ولايات الغرب الأوسط الأميركي حيث تنتشر زراعة الذرة.

وينسب Olsen إلى البرازيل قيامها بما يزيد عن أي بلد آخر في تطوير الإيثانول، إلا أنها تعتبر في الوقت ذاته نموذجا لما يجب تفاديه في تطوير هذا الوقود، فلقد دأب بعض المنتجين البرازيليين لهذا الوقود بتلويث المياه الجوفية في المناطق المحيطة بمعاملهم ، مبددين بذلك المنافع البيئية المستفادة من استخدام هذا الوقود الملائم للبيئة.

ويخلص التقرير إلى أن ردود فعل صانعي السيارات الأميركيين إزاء مقترحات الرئيس بوش كانت إيجابية، فلقد أصدر رئيس مجلس إدارة شركة فورد بيانا جاء فيه: "في مقدور الإيثانول أن يخفف من أعباء المستهلك عند مضخات الوقود، كما من شأنه أن يخفض اعتماد أميركا على النفط الأجنبي.

كما تقول شركة فورد إنها أنزلت مليونا ونصف المليون من السيارات القادرة على السير بالإيثانول إلى الطرق الأميركية، وتخطط لإنتاج 250 ألف سيارة أخرى هذه السنة، مشيرة أيضا إلى أن هذه السيارات يمكنها العمل بوقود يتم إنتاجه في قلب المناطق الزراعية الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG