روابط للدخول

خبر عاجل

خلاف جديد حول الدستور وجهود مكثفة لتطوير قوات الشرطة العراقية


فارس عمر

رفض رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك أي توجهات من شأنها إبقاء الدستور دون تعديلات جوهرية عليه. وحذر من خطر تقسيم العراق في حال الاصرار على هذا الموقف. ويأتي رفض المطلك بعد اعلان رئيس الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم في كلمة بمناسبة عيد الاضحى ، ان الائتلاف لن يقبل بأي تغيير في جوهر الدستور مشيرا الى ان هناك قوى تعمل على تعديل الدستور.
وكان المطلك أكد في وقت سابق انه التقى الحكيم وغيره من زعماء الائتلاف العراقي الموحد وأكد ارتياحه لنتائج هذه اللقاءات. وقال انها كانت ايجابية كلها تسودها روح الأخوة الصادقة.
المطلك أكد في تصريحات يوم الخميس ان إقناع العرب السنة بالمشاركة في انتخابات الجمعية الوطنية في الخامس عشر من كانون الاول الماضي كان مشروطا بتعديل الدستور خلال الأشهر الاربعة الاولى من الحكومة الجديدة.
وفي هذا السياق نقلت وكالة اسوشيتد برس عن صالح المطلك قوله في حديث هاتفي من الاردن: "إذا لم يقبلوا باجراء تعديلات أساسية على دستور البلاد الجديد ، ومن ذلك قضية الاقاليم ، فليعملوا بمفردهم على تقسيم البلد" ، أما نحن فلا نقبل بذلك" ، على حد تعبير صالح المطلك في حديثه لوكالة اسوشيتد برس.
** ** **

أعرب قائد عسكري اميركي عن اقتناعه بأن القوات العراقية ستتمكن من ترسيخ الأمن بقدراتها الذاتية في وقت قريب. وأكد اللفتاننت جنرال جوزيف بيترسن المسؤول عن تدريب مئتي ألف من عناصر الشرطة العراقية انهم سيكونون جاهزين لأخذ مهمة حماية المواطنين على عاتقهم في غضون عام. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن القائد العسكري الاميركي قوله لوفد من اعضاء الكونغرس في العراق: "ستكون هذه القوات مدرَّبة بحلول نهاية عام 2006 ولديَّ ثقة تامة بأنها ستتولى مسؤولية الأمن في العراق" ، على حد تعبير الجنرال الاميركي.
ويأتي التركيز على تدريب قوات الشرطة وإعدادها في وقت أخذت القوات الاميركية تنقل مزيدا من المسؤوليات الأمنية الى القوات العراقية. كما ازداد الاهتمام بوضع قوات الشرطة بعد اكتشاف معتقلات سرية بادارة وزارة الداخلية وارتكاب خروقات بحق السجناء.
وكان الرئيس الاميركي بوش تحدث عن هذه القضية بصراحة في كلمة القاها امام حشد من المحاربين القدماء.
وقال بوش
(ان عددا كبيرا من افراد الشرطة الخاصة هم من المحترفين. كما انهم يمثلون كافة مكونات المجتمع. لكن بعضهم إتهم في الاونة الاخيرة باساءة معاملة مدنيين عراقيين. انه أمر غير مقبول. انه غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة كما انه غير مقبول بالنسبة للحكومة العراقية. وعلى القادة العراقيين الالتزام بوقف عمليات الاساءة هذه. علينا ان نتيقن من ادراك الشرطة بان مهمتهم هي خدمة فكرة عراق حر. وان لا يأخذوا العدالة بايديهم ليمارسوا المظالم كما في السابق)).
وفي اطار الجهود الرامية الى بناء قوات شرطة وطنية يُفتَح باب التطوع لإنخراط المواطنين من سائر مكونات الشعب العراقي في قوى الأمن. كما أُعدت خطط للتوعية بحقوق الانسان في أكاديمية الشرطة. وقال اللفتاننت جنرال بيترسن ان المتطوعين يتلقون اثنتين وثلاثين ساعة من التثقيف بحقوق الانسان وسيادة القانون. واشار القائد العسكري الاميركي الى انه في الخدمة منذ اربعة وثلاثين عاما لكنه لم يتلق هذا العدد من الساعات التثقيفية بحقوق الانسان.
وأوضح المستشار السياسي في السفارة الاميركية في بغداد روبرت فورد ان المواطنين يتطلعون الى القوات العراقية للاضطلاع بمهمة توفير الأمن في انحاء البلاد. وأضاف المسؤول الاميركي ان الولايات المتحدة من جهتها بادرت الى توفير العديد من المدربين ورصد موارد مادية كبيرة لتدريب القوات العراقية من أجل ان تكون بالمستوى الذي يطمح العراقيون برؤيته في هذه القوات.
وقال فورد ان العراقيين والحكومة الاميركية يريدون ان تقوم القوات العراقية بالدور القيادي في المجال الامني مشيرا الى توفير طاقم كبير من المدربين الاميركيين لهذا الغرض.

من التشكيلات الجديدة التي يُمكن ان تعتبر نموذجا يُقتدى في قوى الأمن العراقية وحدة الرد السريع بقيادة العقيد نعمان. وقد وصفها اللفتاننت جنرال بيترسن بأنها وحدة تمثل سكان العراق ، على حد قوله. ولكن العقيد نعمان أقر بأن هذه الوحدة ما زالت استثناء يطمح في ان يكون القاعدة لاحقا. ونسبت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الى العقيد نعمان قوله ان الوضع لن يتحسن "طالما نواصل توزيع المناصب الوزارية على اساس الطائفة وليس على اساس الكفاءة" ، بحسب تعبير الضابط العراقي نعمان.
** ** **

قال محللون في شؤون الأمن والارهاب ان العراق أخذ يتحول الى ساحة تدريب مثالية لنمط جديد من الارهابي المتمرس القادر على توجيه ضرباته في أي مكان من العالم ، بحسب هؤلاء المحللين.
ويذهب هؤلاء المحللون الى ان نواة المسلحين ، سواء أكانوا أجانب أو عراقيين ، تتكون من عناصر أكثر حراكا وأشد خطرا بامكاناتهم من المجاهدين الذين طردوا الاتحاد السوفيتي من افغانستان في ثمانينات القرن الماضي وظهر منهم زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مايكل كلير ، الاستاذ والخبير بشؤون الامن في جامعة امهرست الاميركية وصفه ما يجري في العراق بأنه "نموذج كامل لقتال المدن لم يوجد في افغانستان". وتابع ان المقاتلين سيعودون من العراق بقدرة على القيام بأشياء فظيعة ، على حد تعبير الخبير الاميركي. وكلما طالت الحرب زاد عدد العناصر التي تُدرَّب على هذا النحو وزاد الخطر الذي يشكلونه.
المحلل جيريمي بيني من صحيفة جين ديفنس الاسبوعية المتخصصة بالشؤون الأمنية ، ايضا اكد اختلاف الوضع في العراق عنه في افغانستان التي قال انها كانت أنسب لتدريب المقاتلين الذين كانوا يتوجهون الى البوسنة والشيشان. وفي العراق يتعلق الأمر ، كما قال الخبير بيني ، باستخدام بيوت آمنة وتهريب المواد تحت انوف قوات الأمن ، بحسب تعبيره ، وتطوير تكتيكات تفجير وتكنولوجيات استهداف تصلح لشن حملة ارهابية داخل المدن.
وفي سياق متصل نشر الجيش الاميركي انتقادات لأدائه في العراق وجهها ضابط بريطاني كبير. وافادت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في عددها يوم الخميس ان انتقادات البريغادير أَيلْوِن فوستر Aylwin-Foster تركزت على فشل القادة العسكريين الاميركيين في تدريب جنودهم وتثقيفهم بفن العمليات المضادة للنشاط المسلح وضرورة كسب قلوب السكان المحليين وعقولهم ، بحسب الصحيفة. واشار الضابط البريطاني الى ان الجيش الاميركي يعاني من البيروقراطية والنظرة التراتبية التي وصفها بالخانقة والميل الى العمليات الهجومية. ونوه العميد أيلْوِن فوستر بدماثة الجنود الاميركيين ولكنه اضاف ان عدم مراعاتهم أحيانا لعادات السكان وتقاليدهم ، غير المقصود بصورة مؤكدة تقريبا ، هو بمثابة عنصرية مؤسسية ، على حد تعبير البريغادير ايلْوِن فوستر. وعمل البريغادير ايلون فوستر مسؤولا كبيرا في مكتب تدريب القوات المسلحة العراقية وتنظيمها في عام 2004. ونُشرت انتقاداته في مجلة "مليتاري ريفيو" التي يصدرها الجيش الاميركي.

على صلة

XS
SM
MD
LG