روابط للدخول

خبر عاجل

إجراءات في ترکيا لمنع تفشي إنفلونزا الطيور


أياد الکيلاني وقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة

أعادت السلطات التركية فرض حظر على صيد الطيور البرية، وعلى حركة نقل الدواجن في المناطق الشرقية من البلاد، في الوقت الذي أعلن فيه مسئولون في الاتحاد الأوروبي أنهم يراقبون الوضع عن كثب ، وذلك في أعقاب وفاة اثنين من الشباب في المنطقة إثر إصابتهما بأنفلونزا الطيور. فلقد أصبحت فتاة في ال15 من عمرها الضحية الثانية لهذا المرض في ساعة مبكرة من صباح الخميس، أي بعد أربعة أيام من وفاة شقيقها متأثرا بالمرض ذاته وفي نفس المستشفى. ويعتبر الشقيقان الضحيتين البشريتين الأولى والثانية لهذا المرض الفتاك خارج منطقتي جنوب شرق آسيا والصين.
المحررة بقسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية Gulnoza Saidazimova أعدت تقريرا خول هذا الموضوع تنقل فيه عن وزير البيئة التركي Osman Pepe إعلانه يوم الخميس عن إعادة فرض الحظر على صيد الطيور البرية في المناطق الشرقية من البلاد، حين أكد أمام مؤتمر صحافي بمدينة (أنطاليا) الجنوبية: سيبقى الحظر مفروضا حتى تنتهي المشكلة، وعلينا ألا نبالغ أو نستهين بالتطورات.
وسارعت السلطات المحلية بمدينة Van الشرقية إلى منع حركة نقل الدواجن ، حين صرح Niyazi Tanilir حاكم مدينة Van:
"كل تحريك للدواجن، بما في ذلك نقلها إلى الأسواق أو إلى المناطق السكنية، بات ممنوعا."


ويمضي التقرير إلى أن هذا الإجراء جاء في أعقاب وفاة فتاة في مدينة Van إثر إصابتها بمرض أنفلونزا الطيور ، فلقد توفيت Fatma Kocyigit في الساعات الأولى من يوم الخميس ، وأكد طبيبها المعالج بأنها كانت في وضع صحي بالغ الخطورة منذ الأربعاء. وهي شقيقة شاب في ال14 من عمره يدعى Muhammad Ali Kocyigit الذي كان توفي في نفس المستشفى يوم الأحد الماضي، حين أوعز الأطباء وفاته إلى مرض ذات الرئة. وكانت وفاته الحالة الأولى لوفاة إنسان متأثر بالمرض خارج منطقتي جنوب شرق آسيا والضين، حيث تسبب المرض في وفاة ما يزيد عن 70 شخص منذ أواخر عام 2003 ، توفي ما يقرب من 40 منهم خلال عام 2005. وينبه التقرير بأن سبعة أشخاص آخرين ، بمن فيهم شخصان من عائلة Kocyigit ، ما زالوا يتلقون العلاج بمدينة Van لأعراض تشبه أعراض أنفلونزا الطيور.
ولقد لخص وزير الصحة التركي Recep Akdag الوضع الصحي في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أمس، بقوله:
"لقد اكتشفنا حالتين مؤكدتين تنتميان إلى نفس العائلة ، وحالة أخرى أقل تأكيدا في طفل آخر. أما مجموع الحالات الإيجابية المشكوك بها فيبلغ حاليا ست حالات."

ويوضح التقرير بأن عضوين آخرين ينتميان إلى عائلة Kocyigit هما من بين متلقي العلاج في Van نتيجة إصابتهما بأعراض تشبه أعراض أنفلونزا الطيور ، وهما يتناولان عقارا باسم Tamiflu الذي يعتبر علاج الأنفلونزا الوحيد المثبوتة فعاليته ضد الفيروس المسمى H5N1. ولقد أكد وزير الصحة التركي بأن بعض أفراد هذه العائلة كانوا تناولوا لحم دجاج مصاب بالمرض.


وتوضح المحررة في تقريرها بأن الشقيقين (محمد علي) و(فاطمة) كانا يعانيان من الحرارة المرتفعة بشكل متواصل ومن نزيف في حنجرتيهما، وكانا يتنفسان بواسطة جهاز تنفس. كما توضح بأن عائلة Kocyigit تسكن المناطق النائية القريبة من حدود تركيا مع إيران وأرمينيا، تقد على بعد 100 كيلومتر جنوب قرية Aralik التي تقع ضمن مسار الطيور المهاجرة التي ينسب إليها انتشار الوباء، ولقد فرض الحجر الصحي على Aralik الأسبوع الماضي في أعقاب التأكد من أن بعض الطيور هناك مصابة بأنفلونزا الطيور.
يذكر أن تركيا – الواقعة على خط مسار الطيور المهاجرة – كانت تعرضت الدواجن فيها مرتين إلى انتشار حالت من هذا المرض الفتاك خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، إلا أن مسئولين أتراك أعلنوا في أوائل الشهر الماضي عن أنهم قضوا على فيروس أنفلونزا الطيور في تلك المنطقة بعد إجراء فحص لآلاف العينات وقتل نحو عشرة آلاف من الطيور.
وأضاف مسئولو الاتحاد الأوروبي أنهم أرسلوا خبراء بيطريين والمتخصصين بالأوبئة ، إضافة إلى فريق مماثل من منظمة الصحة العالمية، إلى تركيا لمراجعة الأوضاع هناك. كما أعاد المسئولون تأكيد حظر مفروض على استيراد الدواجن من تركيا منذ اكتشاف أولى حالات المرض بين الدواجن في تركيا في تشرين الأول من عام 2005 ، الأمر الذي تناوله Michael Mann – المتحدث باسم المفوضية الأوروبية – في تصريح أدلى به أمس الخميس في بروكسل، جاء فيه:
"المفوضية الأوروبية، بالاشتراك مع المركز الأوروبي لمنع الأمراض والسيطرة عليها، ومنظمة الصحة العالمية ، تراقب الوضع عن كثب، خصوصا من الناحية الوبائية. ومن المؤكد – وأريد هنا طمأنة الجميع – أن الحظر الشامل على استيراد الطيور الحية أو منتجات الدواجن من تركيا، الذي كان فُرض في أوائل تشرين الأول، ما زال يعمل به."


ويوضح التقرير بأن أنفلونزا الطيور ما زال يعتبر من أمراض الحيوانات، ولكن الخبراء يخشون احتمال تحوله خلقيا إثر اتحاده ببعض أنماط الأنفلونزا البشرية ، إلا أن مسئولي الصحة العامة يؤكدون عدم وجود ما يشير إلى أن الفيروس ينتقل مباشرة من إنسان إلى آخر، ولقد نفى وزير الصحة التركي وجود أي إشارة لانتقال الفيروس من إنسان إلى آخر في تركيا.
ودعا الوزير Akdag عامة الناس إلى التزام الهدوء، مؤكدا بأن تركيا لديها كميات كافية من لقاح الأنفلونزا ، وبأن تركيا قد أخطرت منظمة الصحة العالمية بالتطورات، عملا بموجب الإجراءات الدولية.
وتذكر المحررة بأن أنفلونزا الطيور كان تم اكتشافها أيضا في كل من رومانيا وكرواتيا وروسيا وشبه جزيرة القرم في أوكرانيا. كما تنقل عن Colin Blakemore – رئيس مجلس الأبحاث الطبية في بريطانيا – تأكيده بأن دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى يترتب عليها الاستعداد لمحاربة انتشار أنفلونزا الطيور، لكونها تقع ضمن مسارات الطيور المهاجرة، وأضاف:
"هذا لا يعني بالضرورة أن الانتقال بين بني البشر سيقع أو أن حالة الوباء ستحدث فعلا في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، إلا أنه يعني بالتأكيد أن اتساع المرض سيتم، بصورة شبه حتمية، من منبعه - وربما يكون ذلك في الصين أو فيتنام أو تايلاند أو كمبوديا – عبر أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى."

وتخلص المحررة في تقريرها إلى التذكير بأن وباء الأنفلونزا الذي اجتاح العالم في 1918 وفتك بنحو 50 مليون شخص، ظهر حين تحول فيروس من فيروسات أنفلونزا الطيور إلى نمط مكنه من الانتقال من إنسان إلى آخر.

على صلة

XS
SM
MD
LG