روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير خاص حول عددا من المقابلات مع اناس عاديين في كل من بغداد وكابول اللتين شهدتا منعطفات رئيسة نحو التحول الى الديمقراطية..


اياد كيلاني

مستمعينا الكرام، شهدت كل من أفغانستان والعراق خلال العام الحالي منعطفات رئيسية في طريقهما الوعر نحو التحول إلى الديمقراطية، فلقد أجرى البلدان انتخابات مهمة لاختيار برلمانين دستوريين، العراق في الأمس وأفغانستان قبل ثلاثة أشهر. إلا أن هذه السنة تميزت بالعنف أيضا، إذ ما زالت القوات العراقية والأميركية تقاتل تمردا قويا في وسط العراق، وفي أفغانستان شنت حركة طالبان بعضا من أقوى هجماتها منذ اندحارها قبل أربع سنوات.
ولقد أجرى بعض مراسلي إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية عددا من المقابلات ما أناس عاديين في شوارع كل من بغداد وكابول، وأعدوا تقريرا بحثوا فيه عن مصير هؤلاء الناس خلال العام المقبل على نهايته، فلقد أجاب رجل أعمال في كابول على سؤال حول رأيه في تطورات العام الحالي، بالرد التالي:

((

أنا اسمي (نزار محمد) وأملك شركة صغيرة، وبالمقارنة مع الماضي فلقد تحسن نمط الحياة بنحو 30 إلى 40%. فلدينا الآن اتصال بشبكة الانترنت كما تتوفر الهواتف المحمولة، ولدينا مدارس في كل تقاطع للشوارع، تقدم دروسا بلغات مثل الانكليزية. كما ليست هناك الآن قيود على التنقل، والجميع يحق لهم السفر. صحيح أننا كنا نتطلع إلى نظام مالي أفضل وضمانات مصرفية، ولكننا ما زلنا في انتظار تحقيق ذلك الأمل. في الماضي كان الناس يعانون من انخفاض المستوى الاقتصادي. أما الآن فلقد تنامى الاقتصاد بشكل عام للجميع، وليس فقط بالنسبة إلينا.

ويوضح التقرير بأن (محمد) يعتبر أحد المحظوظين المنتفعين من إطاحة حكم طالبان على أيدي التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، ومن النمو الجديد للاقتصاد في العاصمة.

-------------------فاصل---------------

ويمضي التقرير إلى أن النمو لا يقاس فقط بانتشار الخدمات الهاتفية، بل بتشييد الأبنية الجديدة وإعادة تعبيد الطرق أيضا، علما بأن نسبة كبيرة من نشاط إعادة التعمير في كابول ومناطق أخرى تتم بتمويل من الدول المانحة. إلا أن رجال أعمال – مثل (نزار محمد) – يمكن لهم كسب مستلزمات معيشتهم من خلال ممارسة العمل التجاري، ما كان قد توقف تماما إبان عهد طالبان.

ولكنك لو سألت أحد سكان كابول الأقل حظا حول ما حمله له العام الجاري، فسوف تستمع على الأغلب إلى رد مختلف: كالآتي:

((

أنا اسمي (محمد أكبر) وأعمل سائقا وعندي أربعة أطفال، بعد أن فقدت ستة آخرين من أطفالي في هجوم صاروخي ذات ليلة إبان الحرب الأهلية بين المجاهدين. كنت لاجئا وعدت إلى دياري إبان حكم طالبان وعانيت الكثير تحت وطأة ذلك النظام. أما الآن، ومع الحكومة الجديدة فنحن بخير نسبي، فالصواريخ لم تعد تمطر علينا، ولكننا في مرحلة لا تجعلنا نموت ولا تجعلنا نعيش حياة حقيقية. كنا نتوقع أن كل شيء سيتحول إلى ما يرام، أن تصبح لدينا مصانع تشغل الناس، ولكن الذي كنا نتأمله لم يتحقق بعد. خلال هذه السنة، مثلا، لم يحصل أطفالنا ولو على كتاب واحد من المدرسة ، ما فرض علينا شراء جميع الكتب بأنفسنا. كنا على درجة عالية من العادة خلال تطلعنا إلى مجيء هذه الحكومة ، ولكننا لا نحتفظ الآن بأية ذكريات طيبة عنها.

-----------------فاصل---------------

وفي بغداد أيضا، يظهر استطلاع غير رسمي للآراء أن مزيجا مماثلا من العواطف سائد بين الناس إزاء عام 2005 ، وسط المخاوف اليومية من التفجيرات اليومية التي تشهدها العاصمة، ما يصفه أحد المواطنين بالعبارات التالية:

((


التقرير يوضح بأن هذا الرجل لم يشأ الكشف عن اسمه، ولكن حديثه لا يسلط الضوء على الخوف من التفجيرات فقط، بل على حالات الخطف من أجل فرض الفدية.
وينبه التقرير إلى أن تغيير النظام في العراق قد وضع حدا للعقوبات المعوقة التي كانت تفرضها الأمم المتحدة عل بغداد ، وحقق رواتب أفضل للموظفين الحكوميين ، وفسح في المجال لتنفيذ مشاريع إعادة التعمير التي تموّلها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ، غير أن جهود إعادة التعمير تتعرض إلى التأخر ، وحتى إلى التقويض ، نتيجة خالة التمرد المستمرة في بعض أجزاء البلاد، خصوصا في المنطقة الوسطى.
كما يشير التقرير إلى أن العراقيين أنهوا هذه السنة بانتخاب أول برلمان دستوري في البلاد، وهي خطوة تجعل الكثيرين يتأملون منها تحقيق الاستقرار في العراق، أما إن كان ذلك سيتحقق، فسوف يبقى السؤال المركزي في أذهان العراقيين العاديين خلال الأشر ال12 المقبلة.

على صلة

XS
SM
MD
LG