روابط للدخول

خبر عاجل

أوضاع اللاجئين العراقيين في إيران ومدى تعاون المنظمات الإنسانية العالمية والحكومية في تقديم المساعدات لهم


ديار بامرني

طابت أوقاتكم مستمعينا الكرام

في حلقة هذا الأسبوع من البرنامج سنستمع إلى مقابلة أجريناها مع أحد اللاجئين العراقيين في أيران يتحدث لنا عن المشاكل التي يعانيها هناك ومدى تعاون المنظمات الإنسانية العالمية والحكومية بالأظافة إلى الجهات الرسمية العراقية في دعم هؤلاء ومساعدتهم, البرنامج أيضا يستضيف اليوم نائب مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في (طهران) يتحدث عن عمل المفوضية ودورها في مساعدة اللاجئين وابرز مشاكلهم , فأبقو معنا.

--- فاصل ---

سيداتي سادتي, أدخل نظام صدام السابق العراق في حروب دامية خلال العقود الأربعة الماضية ومارست أجهزته القمعية الإرهاب وتعذيب آلاف من العراقيين, الأمر الذي اجبر العديد منهم الهرب من بطش ذلك النظام واللجوء إلى دول العالم. مسيرة الهرب هذه كانت شاقة و مليئة بالمخاطر وأدت في الكثير من الأحيان إلى موت العديد منهم ووصل آخرون إلى دول استظافتهم , ولكن لم تكن هذه نهاية المحنة حيث عاملت بعض تلك الدول اللاجئين بالقسوة والإهمال ولم تمنحهم الحقوق الكافية للعيش الحر.

المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين (رود لوبرز) أعلن سابقا إن ثمة اكثر من مليون نازح داخل العراق. وقال لوبرز ان حوالي 800 ألف كردي هُجروا من ديارهم في الشمال، في حين ان 300 ألف شيعي أرغموا على ترك منازلهم في الجنوب خلال حكم نظام البعث السابق. وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي يعيشها العراق في الوقت الحاضر الا انه عاد الكثير من اللاجئين, وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين انه قد عاد عدد كبير من العراقيين من ايران والسعودية ولبنان بمساعدة المفوضية العام الماضي ولكن المتحدث بأسم المفوضية قال ان المفوضية لا تشجع اللاجئين على العودة لأن البلاد ليست مستعدة لأستقبال أعداد كبيرة منهم في الوقت الحاضر.

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام برنامج حقوق الأنسان في العراق يستضيف اليوم السيد (ابو عبد السلام العادلي) ,والذي أمتنع عن ذكر أسمه الحقيقي لأسباب معروفة, ليتحدث لنا عن مشكلته التي يعاني منها ولسنوات. أبو عبد السلام كان قد بعث برسالة إلى البرنامج يذكر فيها تفاصيل هذه المشكلة حيث وبعد محاربته لنظام صدام وامتناعه المشاركة في الحرب على أيران, ترك العراق هو وعائلته وطلب اللجوء في أيران. أبو عبد السلام تعرض الى حادث أدى إلي بتر ساقه اليمنى وهو ألان تحت العلاج, لكن هنا المشكلة, حيث ليس لديه راتب شهري والحكومة الإيرانية لا تغطي نفقات علاجه ولا يمتلك أي بطاقة للضمان الصحي. أبو عبد السلام راجع لعدة مرات منظمات عديدة لطلب المساعدة ومنها منظمة الصليب الأحمر في إيران ولم يحصل على أي رد أو مساعدة بالأظافة إلي عدم تجاوب الجهات الإيرانية والعراقية مع طلبه هذا وتقديم الدعم المطلوب. (العادلي) يتحدث لنا في البداية عن وضع الجالية العراقية في إيران بصورة عامة واللاجئين منهم بصورة خاصة :

--- فاصل ---

أعزائي المستمعين وحول هذا الموضوع, البرنامج التقى بالسيد (هنريك نوردنتوفت) نائب مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في طهران وطلبنا منهم أولا الحديث حول عدد العراقيين في إيران الآن :

(هنريك نوردنتوفت) "من الصعب تقدير عدد العراقيين في أيران, قبل 3 سنوات أجرت السلطات الإيرانية إحصاء لعدد اللاجئين وكان الرقم الإجمالي للعراقيين هو 200,000 لاجئ عراقي مسجل أي حوالي 40,000 عائلة. منذ التغييرات التي شهدها العراق عام 2003 , قد تقلص عدد العوائل التي تسكن إيران ليصبح العدد هناك حاليا حوالي 100,000 عراقي, أي بين 15000 و20000 عائلة"

(ديار) - كيف يعيش هؤلاء العراقيين الآن وما الحقوق التي يتمتعون بها وما هي الخدمات التي توفرها السلطات الإيرانية لهم ؟

(هنريك نوردنتوفت) - " السلطات الإيرانية لديها نظام فاعل جدا لاستقبال العراقيين حيث تم تسجيل جميع العوائل العراقية من قبل تلك السلطات والبعض منهم يعيش حاليا في مخيمات خاصة للاجئين ويقدر عددهم بين 6000 و 7000 لاجئ وهم مستقرون في تلك المخيمات لسنوات عدة. هذه المخيمات مزودة بخدمات أساسية ومنها توفير الطعام وتقديم كافة الخدمات الصحية ,كما خصصت السلطات الإيرانية مدرسين لتعليم الأطفال, لكن عددا كبيرا من العراقيين اختاروا الخروج من هذه المخيمات والعيش في القرى والمدن الإيرانية بعد أن حصلوا على كافة الموافقات من السلطات وهم الآن يعيشون مثل بقية المواطنين ومعظمهم يزاول الأعمال حرة وهذا ما يقوم به أيضا العديد من اللاجئين الأفغان"

(ديار) - هل هذا يعني ان اللاجئين يتمتعون بمعظم الحقوق التي يتمتع بها المواطن العادي ؟

(هنريك نوردنتوفت) – " لنكن واقعيين, نحن نعتقد انهم حصلوا على معظم حقوقهم ولكن عادة كلما تحصل على بعض الحقوق, تريد حقوقا أكثر, وعندما تقارن أوضاع اللاجئين بصورة عامة في العالم ستجد أن اللاجئين العراقيين تمكنوا من الحصول على المساعدة والحماية الجيدة. طبعا هناك فرق بين منظمة واخرى ولكن بصورة عامة لم يقم اللاجئين بإضراب او مسيرات أحتجاج للمطالبة بحقوقهم ولكن كانت هناك بعض المطالب لتحسين الظروف. ولكن بصراحة ان معظم اللاجئين العراقيين الان في إيران يعيشون حياتهم ولديهم أعمالهم ومداخيلهم الخاصة ويعيشون حياتهم مثل ما نفعل انا وانت, بالطبع قد تكون الحياة صعبة ومن الصعب ان تستمر هكذا وكذلك صعوبة الحصول على فرصة عمل ولكن اعتقد انهم تمكنوا من الأستقرار"

(ديار) – هل هناك أي اتصال بينكم والمنظمات الإنسانية الأخرى أو الجهات الرسمية وبين هؤلاء اللاجئين ؟

(هنريك نوردنتوفت) – المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من المنظمات الرئيسة التي هي على أتصال مع اللاجئين خاصة من أفغانستان والعراق,وهناك أيضا أتصال بينهم وبين منظمات أخرى مثل منظمة الصليب الأحمر التي تتعامل مع أسرى الحرب حيث ان العديد من العراقيين في إيران كانوا أسرى حرب وطلبوا البقاء في إيران. لدينا خمس مكاتب في مدن ايرانية حيث تسكن الكثير من العوائل العراقية اللاجئة. ولكن العديد من هذه العوائل قد اندمجوا مع الحياة وتوقفوا عن طلب المساعدة وبذلك توقف الاتصال بيننا وبينهم في هذه الحالة حيث لا تنسى انه هناك عوائل تسكن في أيران أكثر من 20 سنة وخلال هذه السنوات بنوا حياتهم وهم الآن لا يعتبرون أنفسهم لاجئين بل مواطنين عاديين. بالإضافة إلي انه ليس هناك أي ضغوط من الجانب الإيراني لإرجاع هؤلاء إلى العراق وأخيرا هناك أيضا اتصال بين الجهات الرسمية العراقية وهؤلاء اللاجئين أخرها كان زيارة رئيس الوزراء العراقي ومجموعة من الوزراء إلي إيران حيث جرت لقاءات بين الوفد والعراقيين لمعرفة آخر التطورات والمشاكل ونقل ما يحدث حاليا في العراق"

(ديار) – ما هي المشكلة التي يمكن القول بأنها (رئيسية) تواجه اللاجئ هناك ؟ وهل السلطات وفرت لهم خدمات أساسية يتمتع بها باقي اللاجئين في أنحاء العالم مثلا الضمان الصحي ؟

(هنريك نوردنتوفت) – " أعتقد ان المشكلة الرئيسية هي الحصول على فرصة عمل جيدة تمكنهم من الحصول على مدخول ثابت حيث هناك محدودية في الحصول على فرصة عمل بالإضافة إلى وجود منافسة كبيرة لذا نجد انه هناك العديد من العوائل تعيش على مدخول واطئ جدا. أما بالنسبة للضمان الصحي ,فأن السلطات الإيرانية وفرت الضمان الصحي لجميع اللاجئين وأمكانية زيارة المراكز الصحية وتلقي العلاج دون مقابل. صحيح هناك حالات خاصة كالعلاج الخاص الذي يجب على اللاجئ تحمل نفقاته ولكن منظمتنا تساهم في دعم هؤلاء اللاجئين ومساعدتهم ماديا في هذه الحالات إذا كانت مثلا النفقات عالية"

(ديار) – ولكن في حالة اللاجئ الذي طلب المساعدة (السيد أبو عبد السلام العادلي) ثبت انه هناك مثل هذه الحالات وهناك يبدو أهمال من قبل تلك الجهات في مساعدته, بماذا تنصحون هؤلاء؟

(هنريك نوردنتوفت) – "هناك حالات خاصة واعتقد انه مثل هذه الحالات تحدث, انا انصح هذا الشخص والبقية الذين يعانون من نفس المشكلة, التوجه إلي إحدى مكاتبنا الخمسة الموجودة في إيران والاتصال بنا لنقوم بدراسة هذه المشاكل وإمكانية تقديم المساعدة, صحيح ان هناك مراكز صحية تستقبل فقط أو لاتاخذ نفقات من المواطنين العاديين ولكن هناك أيضا العديد من المنظمات التي لا تميز بين اللاجئ والمواطن وأنا اطلب منهم التوجه إلى إحدى مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"

(ديار) – بعد التغييرات المتسارعة التي تحدث في العراق وسقوط نظام صدام, هل لاحظت منظمتكم انه هناك عوائل عراقية قد رجعت الى العراق؟

(هنريك نوردنتوفت) – نعم لحد ألان نجد هناك أناس يرجعون إلى العراق وخاصة الذين قدموا من المحافظات الشمالية مثل السليمانية, وكركوك, وأربيل بسبب تحسن الظروف هناك لكن هذا الرقم يتقلص بالنسبة للأشخاص الذين قدموا من المحافظات الجنوبية وبصورة عامة أعتقد ان عدد العراقيين الذين يريدون العودة الى العراق الان قل حيث يقدر عدد الذين رجعوا خلال هذه السنة بحوالي 5000 شخص في حين كانت التوقعات ان يعود حوالي 20000 شخص, أما إذا كان هناك نزوح من العراق إلى إيران بسبب الظروف التي يمر بها العراق الآن فاعتقد ان عدد النازحين قليل ومعظمهم يذهب لغرض زيارة الأهل والأقرباء هناك."

في نهاية اللقاء أشكر السيد (هنريك نوردنتوفت) نائب مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في طهران, وكذلك السيد (ابو عبد السلام العادلي) أحد العراقيين اللاجئين في ايران.

--- فاصل ---

أعزائي المستمعين .. برنامج حقوق الإنسان في العراق يرحب بكل مشاركاتكم و ملاحظاتكم, يمكنكم ألكتابه للبرنامج على ألبريد ألألكتروني ألتالي :

bamrnid@rferl.org

حلقة الأسبوع القادم نتحدث فيها عن ظهور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني التي بدأت تعمل في العراق بعد تحريره وسقوط نظام (صدام) حيث بدأت الكثير منها العمل وإنشاء مكاتب لها في مختلف أنحاء العراق لتقديم خدماتها الإنسانية للمتضررين ومساعدتهم, فما هي إنجازاتها وما هي المشاكل التي تعاني منها؟

في الختام هذا ديار بامرني, يَتمنى لكم أطيبَ الأوقات و في أمــــان ألله

على صلة

XS
SM
MD
LG