روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي کما تناولته الصحافة الأميرکية


أياد الکيلاني

سيداتي وسادتي ، نشرت اليوم صحيفة New York Times تقريرا بعنوان (الجنرالات يعرضون رؤية واقعية للحرب العراقية) ، تشير فيه إلى أن بعض الجنرالات الأميركيين تراجعوا في مقابلات معهم هذا الأسبوع عن تنويه بعضهم بأن التوجهات الإيجابية في العراق قد تتيح تقليصا مهما في عدد القوات الأميركية أواخر العام الجاري أو أوائل عام 2006 ، فلقد تكهن أحد هؤلاء الضباط أمس الأربعاء بأن الوجود العسكري الأميركي في العراق قد يستمر سنوات عديدة.

وينسب التقرير إلى الجنرال (جون أبي زيد) – كبير العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط قوله في جلسة استماع عقدت في واشنطن إن إحدى المشكلات تتمثل في التقدم المخيب للآمال نحو تكوين وحدات شرطة عراقية قادرة على تشكيل تحدٍ للمتمردين ، ما سيتيح بالتالي للقوات الأميركية البدء في التراجع عن المواجهات القتالية. أما في بغداد فلقد صرح ضابط أميركي كبير أمس الأربعاء بأن عدد تفجيرات السيارات المفخخة خلال الشهر الجاري بلغت لحد الآن 21 تفجيرا ، أي ما يعادل تقريبا جميع الهجمات ال25 من هذا النوع طوال العام المنصرم.

في مقابل ذلك ، أكد الضابط – بحسب التقرير – بأن هناك تراجعا في نشاط المتمردين في منطقة العاصمة بغداد خلال الأيام الماضية ، في أعقاب عدة أشهر من أكثر الهجمات دموية ، ما يوحي بأن الضغوط الأميركية – بما فيها القبض على عدد من المفخخين المهمين – ترك المتمردين دون القدرة على شن عمليات هجومية متلاحقة.

غير أن التقرير ينسب إلى نفس الضابط تحذيره من أن النجاح في تحقيق الأهداف الأميركية في العراق ليس أمرا مضمونا ، على الرغم من النجاح الأميركي الأخير في ضرب وتشتيت خلايا المتمردين ، وا أسفر عن القبض 1100 مشتبه به في بغداد وحدها خلال الأيام ال80 الماضية.

وتابع الضابط الأميركي الكبير في حديثه مشددا على أن الكثير يعتمد على مدى نجاح الحكومة الجديدة في تدعيم الثقة لدى عامة المواطنين العراقيين ، موضحا بأن نجاح المتمردين يستند إلى إقناع الناس بأن الحكومة لن تدوم. ومن بين المشكلات الأخرى التي أشار إليها الضابط ، قرار الحكومة الجديدة بمنع اقتحام المساجد ، وهو قرار توقع الضابط إعادة النظر فيه في أعقاب مشاورات رفيعة المستوى جرت بين القادة الأميركيين ومسئولين عراقيين أمس الأربعاء. وأوضح الضابط بأن هذا المنع صدر على ما يبدو عن وزير الدفاع الجديد (سعدون الدليمي) دون حصوله على موافقة حكومية أوسع ، وبأنه يتوقع استبداله بترتيبات وصفها بأنها أكثر اعتدالا. وتابع المسئول العسكري الكبير معربا عن قناعته بالنجاح على المدى البعيد ، حتى لو استغرق الأمر سنوات عديدة ، وأضاف: نحن نؤمن بالمهمة الموكلة إلينا لكوننا معنيين بها ، ولو خففنا قبضتنا الخانقة على التمرد فسوف ينهار هذا البلد ويتراجع إلى حالة الحرب الأهلية والفوضى.

ومضى الضابط الأميركي في حديثه إلى أن المحققين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين وجدوا سائق السيارة في كلتا الحالتين مربوطا بالأشرطة اللاصقة ، إذ كانت قدم أحدهما مثبتة بعتلة البنزين ، بينما تم ربط يدي السائق الثاني بعجلة القيادة ، ما يشير إلى أن المخططين لهذه الهجمات أرادوا ضمان استمرار السيارة في سيرها نحو هدفها حتى في حال قتل سائقها لدى اقتراب السيارة من الموقع المستهدف.

على صلة

XS
SM
MD
LG