روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي کما تناولته الصحافة الأميرکية


أياد الگيلاني

مستمعينا الكرام ، نشرت اليوم صحيفة New York Times الأميركية افتتاحية بعنوان (مجلس الوزراء العراقي الجديد) ، تشير فيها إلى أن ثلاثة أشهر من المناورات بين الأحزاب الشيعية والكردية الفائزة في الانتخابات أسفرت أخيرا عن مجلس للوزراء حصل بسرعة على مصادقة المجلس الوطني الذي تهيمن عليها نفس هذه الأحزاب.

ورغم إقرارها بأن تشكيل حكومة عراقية منتخبة يعتبر لحظة تاريخية ، إلا أنها تعتبر تشكيلتها غير نموذجية ، فلقد تم تأجيل بعض الخيارات المحورية دون مبرر ، كما تبددت فرصة لا مثيل لها لجذب السنة العرب الوطنيين بعيدا عن المتمردين ، وتنبه الصحيفة بأن العديد من العرقيين – خصوصا من يؤيد منهم العلمانية وحقوق المرأة والوحدة الوطنية – سيرحبون بهذه الحكومة الجديدة بقدر كبير من الحذر.

وتعتبر الصحيفة أن الأهم في كل ذلك يتمثل في قدرة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري توحيد ما لديه من رؤية وقابلية من أجل السيطرة على تحالفه غير المنضبط ، ثم البدء في تحقيق توقعات الناخبين.

أما عن العقبات التي سيواجهها الجعفري فتعتبر الصحيفة أن أهمها هي إيجاد السبل لتوسيع تمثيل السنة في الحكومة وفي قوات الأمن ، ولا بد لهذا التمثيل أن يشتمل على من خدم من السنة في جيش صدام حسين وأجهزته الأمنية ، وأعضاء سابقين في حزب البعث. صحيح – بحسب الصحيفة – أن تقبل هذا الأمر سيكون صعبا على النظام البائد من شيعة وأكراد ، ولكن استثناء جميع البعثيين هو بمثابة وصفة لحرب أهلية لا نهاية لها ، وتأجيل متواصل لاستعادة مقومات البلاد.

وتنبه الصحيفة إلى أن السيد الجعفري كان ينوي اتخاذ قرار رمزي مهم من خلال تعيين سني كوزير للدفاع ، إلا أن الأحزاب الشيعية نقضت هذا الاختيار في اللحظة الأخيرة ، ما جعل رئيس الوزراء يحتفظ بحقيبة الدفاع لنفسه ، وهي هزيمة للجعفري لا بد له من تخطيها بالسرعة الممكنة.

وتمضي الصحيفة إلى أن إبراهيم الجعفري يترتب عليه إدراك كونه رئيس للوزراء لجميع العراقيين ، بمن فيهم النساء والعلمانيين ، كما عليه أن يفرض سلطته على السياسيين المتمردين وعلى رجال الدين الشيعة الذين لم يخجلوا من توجيه التعليمات إليه حول ما عليه أن يفعله. ويترتب عليه أيضا أن يحول دون هيمنة وتسلط المتطرفين الطائفيين على عملية وضع الدستور ، كما عليه أن يتولى السيطرة على عقود إعادة التعمير ، بغية محاربة الفساد ، وتوجيه ما يمكن من العمل المطلوب إلى أيادٍ عراقية.

على صلة

XS
SM
MD
LG