روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي کما تناولته الصحافة الأميرکية


أياد الگيلاني

تحية طيبة إلى السادة المستمعين ، ودعوة إلى جولة خاطفة على الصحافة الأميركية لهذا اليوم والتي نستهلها بتقرير نشرته الLos Angeles Times بعنوان (العديد من الجثث ، وكن التفاصيل قليلة) ، تروي فيها أن العديد من المواطنين قدموا إلى مركز للشرطة حيث كانت السلطات تحاول تحديد هويات جثث كان تم العثور عليها بنهر دجلة القريب خلال الأسابيع الماضية ، وهو تطور زاد من حدة التوتر الطائفي وزعزع الحكومة العراقية الجديدة حتى قبل أن يكتمل تشكيلها.

وتنسب الصحيفة إلى مسلمين شيعة تأكيدهم بأن حوادث القتل جزء من حملة سنية من طراز (التطهير العرقي) ، في الوقت الذي ينبه فيه السنة إلى أن بعض الجثث ربما لمواطنين سنة كانت احتجزتهم قوات الشرطة التي يهيمن عليها الشيعة. إلا أن مقابلات أجراها مراسلا الصحيفة مع مسئولين عراقيين وعائلات الضحايا وغيرهم من المطلعين في الصويرة وفي بغداد ، تفضي بدرجة لا يستهان بها من الوضوح على هذه الحملة الدموية التي أدت إلى انتشال نحو 60 جثة من النهر.
وتشير الصحيفة إلى أن الذي بدأ يظهر الآن يشير إلى وقوع حوادث قتل طائفية متفرقة ، بدأت منذ ما يزيد عن شهر من الزمن ، حين بادر المتمردون السنة إلى تصعيد حملة ترهيب في أرجاء هذه المنطقة. وكان مسئولون شيعة قالوا في بادئ الأمر أن الجثث نتجت عن حادث اختطاف واحد وقتل جماعي في بلدة واحدة لم يتجاوز أمده بضعة أيام.

وينقل التقرير عن مصادر الشرطة إقرارها باحتمال خطف بعض الضحايا ، ولكن الأرجح هو أن معظم الضحايا من المارين بسيارتهم ليقعوا ضحية أشخاص ملثمين ومسلحين في نقاط تفتيش غير رسمية.
كما يعتقد – بحسب التقرير – أن المهاجمين لجئوا في وقت لاحق إلى قتل المخطوفين وإلى إلقاء جثثهم في النهر الذي جلب تياره الجثث إلى المنطقة الزراعية في الصويرة. وبالرغم من تأكيدات الرئيس العراقي جلال طالباني بأن جميع الضحايا والفاعلين قد تم التعرف عليهم ، إلا أن التقرير يؤكد عدم التعرف سوى على عدد قليل من القتلى.

---------------فاصل-----------

ويمضي التقرير إلى أن الافتراض المنتشر الآن يشير إلى أن القتلى تم اختيارهم لكونهم من الشيعة ، رغم لجوء المتمردين السنة المعروف إلى قتل أقرانهم من السنة ولأسباب مختلفة ، مثل التعاون مع القوات الأميركية. وتنبه الصحيفة إلى أن التوترات ستتفاقم في الأرجح اليوم ، حين تتصدر حوادث القتل خطب الجمعة في المساجد الشيعية والسنية على حد سواء.

ويوضح التقرير أن بعض الجثث كانت مربوطة الأطراف بالحبال ، وبعضها يحمل آثار الأعيرة النارية ، كما تم بتر رؤوس البعض الآخر.
ومعظم الضحايا هم من الرجال ، رغم العثور على بعض النساء والأطفال بينها أيضا.

------------------فاصل-------------

سيداتي وسادتي ، وفي صحيفة الBoston Globe مقال للمحرر HDS Greenway بعنوان (فيتنام والعراق) ، يعتبر فيه أن اليوم – وبعد مضي 30 عاما على مأساة فيتنام – نجد القوات الأميركية مقحمة في عملية عسكرية أخرى ، فكما حصل في فيتنام ، بدأت حرب العراق بمعلومات مضللة كما كانت التقارير حول تعرض مدمرة أميركية إلى الهجوم بخليج تونكن مضللة أيضا.

ويذكر الكاتب بأن مرحلة حرب فيتنام شهدت وزير دفاع أميركي قوي Robert McNamara يقر فيما بعد بأنه لم يكن يعرف شيئا عن بلاد عدوه ، رغم تحذيرات الآخرين له ، إلا أنه اختار عدم الإصغاء ، تمتما كم فعل وزير الدفاع الحالي Donald Rumsfeld حين عرضت عليه بعض النصائح من قبل خبراء يعتبرهم متخلفين بعض الشيء في مجال الأيديولوجيات.

-----------------فاصل-------------

صحيح – يقول الكاتب – أنه ليس في وسعنا رؤية نهاية الحرب في العراق ، ولكن المتاعب الحقيقية ستظهر – تماما كما ظهرت في فيتنام – بعد رحيل القوات الأميركية ، فالحقيقة هي أننا قمنا بغزو ثلاثة بلدان حين دخلنا العراق ، وسوف تسفر الحرب بين الفئات المختلفة عن تبديد كل آمالنا. أما الديمقراطية التي نسعى إلى فرضها في العراق فربما لن تعجبنا في نهاية المطاف ، إذ ربما تحقق قوى الإسلام المتطرف النصر الذي تنشده في النهاية.

ويخلص الكاتب في مقاله إلى أن ينسب إلى السفير الأميركي في فيتنام الجنوبية Henry Cabot Lodge تأكيده بعد مضي سنوات طويلة على نهاية حرب فيتنام بقوله: ما يزال صحيحا أن المؤشرات الحقيقية الوحيدة لحاضرنا تتمثل في الدروس – تلك الدروس المفزعة أحيانا – التي تعلمناها في الماضي.

على صلة

XS
SM
MD
LG