روابط للدخول

خبر عاجل

حلقة هذا الاسبوع مخصصة عن مدينة النجف تاريخا و موقعا و حضارة


ميسون أبو الحب

اهلا بكم في برنامج موزائيك.

مدينة النجف مدينة عريقة يعود تاريخها إلى ازمنة مغرقة في القدم. وقد شهدت هذه المدينة احداثا مؤسفة على مدى الفترة الأخيرة مما اعادها إلى واجهة الاحداث بعد فترة ركود طويلة.

وربما يكون اهم ما يميز النجف هو مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. غير ان هذا المرقد ومرقدي العباس والحسين عليهما السلام في كربلاء ومراقد أو شواهد تراثية أخرى في مناطق أخرى من العراق، هذه المباني رغم عراقتها وقيمتها المعنوية واهميتها على الصعيد الديني أو على صعيد التاريخ، لا ترد في لائحة منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة أي منظمة اليونسكو وهي لائحة تضم أسماء المواقع المهمة في العالم ذات الاهمية التاريخية مما يجعلها تراثا مهما بالنسبة للبشرية جمعاء كما يضعها تحت حماية خاصة بموجب قوانين تتعلق بهذا الامر.

في عام 1954 تم التوقيع على ما يدعى باتفاقية لاهاي الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي وحمايته في حالة وقوع صراعات مسلحة. وفي عام 1999 اضيف بروتوكول إلى الاتفاقية ينص على انه في حالة استخدام أي من الاطراف المتنازعة ملكية ثقافية معينة لتحقيق هدف سياسي أو عسكري فان هذه الملكية تفقد حقها في التمتع بحماية خاصة.
العراق من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1954 غير انه لم يوقع على بروتوكول عام 1999.
نقول هذا مع تصاعد الاحداث الأخيرة في النجف ومع ما ذكر عن استخدام جيش المهدي وزعيمه مقتدى الصدر الصحن الحيدري كقاعدة وكحاجز حماية امام هجمات القوات الأميركية والعراقية في المدينة.

في حلقة موزائيك لهذا الاسبوع سنستعرض الاهمية التي تتمتع بها النجف كمدينة دينية لها تاريخ قديم. وكما يحدثنا عنها الاستاذ محمد سعيد الطريحي رئيس اكاديمية الكوفة في هولندا. والاستاذ الطريحي وهو سليل عائلة معروفة وبالعلم والفكر والادب، له مؤلفات عديدة تتناول التراث الإسلامي إضافة إلى عدد من التحقيقات والرسائل ومقالات منوعة مختلفة وهو أيضا صاحب مجلة الموسم التي تصدر في هولندا:



اهم ما يميز النجف بعد الإسلام حسب قول السيد الطريحي هي امور ثلاثة:
اولها مرقد الامام علي عليه السلام وثانيها وجود مقبرة دار السلام وهي اكبر مقبرة في العالم بعد مقبرة روما، وثالثها هو ان النجف هي مقر المرجعية الدينية أي المرجعية العليا للشيعة الامامية التي يتبعها 300 مليون شخص في العالم. ولكن في النجف أيضا ما يدعى ببحر النجف وهي منطقة يدور عنها الكثير من الحديث وتحيط بها الكثير من التصورات لا سيما وان المنطقة التي تحمل هذا الاسم هي منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا شجر في الوقت الحالي لكن لبحر النجف قصة أخرى.



أحد الآثاريين المعروفين ويدعى دي مورغن وكان يجري حفريات وتنقيبات في سوسة في منطقة عيلام الايرانية، طرح نظرية تقول ان منطقة جنوب العراق كانت تغمرها المياه وكانت النجف ميناءا معروفا فيها. كان ذلك حتى فترة دخول خالد ابن الوليد إلى المدينة في عام 12 هجرية، كما يقول الاستاذ الطريحي.
غير ان النجف التي تتمتع بتاريخ مثل هذا اكتسبت اهمية مختلفة بعد الإسلام أو بالتحديد بعيد بناء مرقد الامام علي عليه السلام فيها:



غير ان مرقد الامام علي عليه السلام أو الصحن الحيدري لا يرد في لائحة كبريات معالم التراث البشري التي تتميز بحماية خاصة وهي لائحة وضعتها منظمة اليونسكو بهدف حماية هذه المواقع الاثرية والدينية والحفاظ عليها. سألت الاستاذ محمد حسين الطريحي عن سبب عدم ادراج الصحن الحيدري ومواقع دينية أخرى في هذه اللائحة فقال ان الحكومات المتعاقبة هي المسؤولة عن ذلك غير ان للمواطنين مسؤولية في هذا الأمر أيضا:

لكن هل تقتصر ثروة النجف على مرقد الامام علي عليه السلام أو بحر النجف أو مقبرة وادي السلام أو مجرد تاريخ ذكر في كتب المؤرخين أو الآثاريين ؟ بالتأكيد لا بل هناك كنوز أخرى كما يقول الاستاذ محمد سعيد الطريحي:




ومن الكنوز الاخرى أيضا الكتب. فلأن النجف هي مقر المرجعية الشيعية ومقر حضارة فكرية تميزت بها عن بغداد منذ قيام الدولة الإسلامية، تحوي هذه المدينة إضافة إلى كل ما ذكر حتى الآن على مكتبات ضخمة تضم نفائس المخطوطات وخلاصة الفكر الذي تراكم على مدى عصور طويلة:

تنهب الآثار من العراق ويبقى العراق غنيا وتنهب الكتب والمخطوطات ويبقى منها مع ذلك ما يكفي للاستدلال على عمق الحضارة في هذه البقعة من العالم. وما هذا الا دليل على ضخامة الثروة التي يحويها العراق ومدن العراق.

بهذه الكلمات تنتهي سيداتي وسادتي حلقة هذا الاسبوع من برنامج موزائيك وقد خصصناها للحديث عن مدينة النجف تاريخا وموقعا وحضارة. شكرا لضيف حلقة هذا الاسبوع السيد محمد سعيد الطريحي رئيس نادي الكوفة في هولندا، وشكرا لاصغائكم مستمعي الكرام. حتى نلتقي مرة أخرى في حلقة جديدة من برنامج موزائيك يوم السبت المقبل ان شاء الله، تقبلوا تحيات معدة ومقدمة البرنامج ميسون أبو الحب والمخرج ديار بامرني.

على صلة

XS
SM
MD
LG