روابط للدخول

خبر عاجل

عرض لمقابلة مع الدكتور احمد الجلبي، حول موقفه من الحكومة العراقية، و علاقته بمقتدى الصدر


اياد الكيلاني

يعكف السياسي العراقي احمد الجلبي الذي كان ذات يوم على معرفة بدهاليز السلطة في واشنطن افضل من معرفته بشوارع بغداد الخلفية ، يعكف إلى إقامة تحالفات جديدة غير متوقعة.
وتمضي وكالة رويترز للأنباء في تقريرها الخاص عن الجلبي إلى أن الإدارة الأمريكية ربما تخلت عن حليفها السابق لكن الجلبي عثر على صوت جديد يدافع به عن الشيعة العراقيين المضطهدين ويتحدث بشكل لائق عن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعد واحدا من أشد المنتقدين لواشنطن.
ونقلت الوكالة عن الجلبي قوله في مقابلة مع مراسلها في بغداد مساء الجمعة إن الصدر رجل له نفوذ قوي في العراق على قطاع كبير من المواطنين الذين جردوا من ممتلكاتهم ، وأضاف أن الصدر أمامه بالتأكيد دور كي يقوم به في المرحلة القادمة.
وقال إن أنصار الصدر من بين الذين انضموا إلى المجلس السياسي الشيعي وهو تجمع ساعد الجلبي على إقامته من اجل المطالبة بحقوق الشيعة الذين تعرضوا للاضطهاد على يد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ولا يزالون من بين أفقر الطبقات في المجتمع العراقي.
وبصرف النظر عن وجود عقيدة مشتركة فلا يبدو أن هناك الكثير من الرؤى المشتركة بين المصرفي السابق الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وبين مقتدى الصدر الذي شن جيش المهدي التابع له تمردا ضد القوات الأمريكية في وقت سابق من هذا العام.
إلا أن محللين عراقيين يقولون إن الجلبي يبرهن مجددا على انه خبير محنك بأمور السياسة وان المهارات التي استخدمها لكسب ود البيت الأبيض تتحول الآن إلى إقامة قاعدة تأييد جديدة في العراق.

-----------------فاصل-----------

ونقلت الوكالة عن (سعدون الدليمي) - مدير مركز العراق للدراسات والبحوث الاستراتيجية – تأكيده بأن الجلبي مناور سياسي جيد ، وأن الصدر يتمتع بتأييد شعبي كبير ولهذا فإن من المحتمل أن يستغل الجلبي ذلك التأييد.
غير أن الجلبي ينفي أن يكون هذا هو منهجه مع المجلس الشيعي ويقول إنه لا يسعى وراء أي منصب سياسي.
وتابع أن المجلس السياسي الشيعي التأم "ليعبر عن الأغلبية الفقيرة ، مشيرا إلى انه ليس حزبا سياسيا كما انه ليس المقصود منه الهيمنة على الشيعة الذين يشكلون نحو 60 في المائة من الشعب العراقي.
ومضى الجلبي إلى أنه يتعين معالجة تبعات الظلم الناجم عن فترة حكم صدام حسين من خلال تحسين الخدمات في مدينة الصدر وهى منطقة تقطنها أغلبية من الشيعة وتقع في ضواحي بغداد والتي جند الصدر منها الكثير من قواته.
وأكد الجلبي أنه ليس مرشحا لأي منصب سياسي وأن الدائرة السياسية التي أسعى إلى تطويرها هي المؤتمر الوطني العراقي الملتزم بإقامة عراق غير طائفي يتمتع بالديمقراطية والاتحادية – بحسب تعبيره ، وفي إشارة إلى الجماعة السياسية التي رئسها منذ وجوده في المنفى.
ونفى الجلبي مرارا أن تكون له طموحات في الحصول على منصب سياسي ، إلا انه حتى وقت خلافه مع واشنطن بسبب اتهامات له بتقديم معلومات استخباراتية مغلوطة حول أسلحة دمار شامل عراقية مزعومة ، فقد تردد بقوة أنه سيحظى بدعم أمريكي للحصول على منصب عراقي كبير.
ولكن مع حلول هذا الوقت كان تم تسليم المناصب إلى الحكومة العراقية المؤقتة التي تولت السلطة في 28 حزيران، وكان الجلبي بالفعل على خلاف مع الإدارة الأمريكية وتم استبعاد المؤتمر الوطني العراقي من الحكومة.
وشدد الجلبي على أنه لا يشعر بالتأكيد بأي حرمان – بحسب تعبيره ، مشيرا إلى انه من مصلحة الحكومة أن تكون لها جماعة سياسية قوية تساندها من الخارج.
وقال إنه يتطلع في الوقت نفسه لرؤية الحكومة المؤقتة تتمتع بمزيد من الشفافية في شؤونها وأن يشمل ذلك مزيدا من الوضوح حول دور المستشارين الأمريكيين والبريطانيين في الوزارات العراقية بجانب تفاصيل حول دور جهاز المخابرات الجديد بالعراق.
وقال إن من بين الأمور التي يتولاها المجلس السياسي الشيعي هي نسبة التمثيل المنخفضة للغاية للشيعة في قيادة جهاز المخابرات والتي تصل إلى أقل من 12 في المائة.
واعتبر الجلبي أن تأجيل انعقاد المؤتمر الذي كان سيختار مجلسا من مائة فرد للإشراف على الحكومة لمدة أسبوعين ، اعتبره انتكاسة لا تبشر بالخير إطلاقا ، فيما يتعلق بإجراء الانتخابات المقررة في كانون الثاني القادم. إلا أن مسؤولين عراقيين يؤكدون بأنهم يعملون من أجل الالتزام بالموعد المحدد للانتخابات.
وسينضم الجلبي بصفة تلقائية إلى المجلس الوطني باعتباره عضوا سابقا بمجلس الحكم العراقي المنحل.
وقال الدليمي إن الجلبي "ربما يواجه مشكلات سياسية لكن هذا لا يعني انه سيتم استبعاده من الساحة السياسية ، مضيفا انه لا يمكن للأحزاب والحركات السياسية أن تتجاهله.

على صلة

XS
SM
MD
LG