روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن موجة القتال و أعمال العنف الأخيرة في العراق، و التي تبدو اختبارا لعزيمة قوات التحالف


أياد الكيلاني

في تقرير لقسم الأخبار بإذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية يقول المحرر Eugen Tomiuc إن موجة القتال وأعمال العنف الأخيرة في العراق تبدو اختبارا لعزيمة قوات التحالف هناك ، ويذكر بأن الاعتداءات الإرهابية في مدريد الشهر الماضي – والتي أسفرت عن مقتل 191 شخصا – تبدو انتقاما لما قدمته أسبانيا من دعم وتأييد للولايات المتحدة في العراق.
وينسب المحرر إلى Timothy Garden – المحلل للشؤون الدفاعية في مركز الدراسات الدفاعية في لندن – اعتقاده بأن لا مثل هذه الاعتداءات ولا الخسائر في الأرواح العسكرية قادرة على ثني الولايات المتحدة أو حلفائها عن موقفها في العراق. ويوضح الخبير بأن استياء بعض الحلفاء يعود بدلا من ذلك إلى الفشل لحد الآن في نشر أي من الديمقراطية أو الاستقرار في البلاد ، ويضيف:

Audio – NC040762 – Garden

أعتقد أن الدول الراغبة في المساعدة على إعادة تعمير العراق ستستمر في مساهماتها ، فالأمر يتعلق بنشر الاستقرار في العراق، ولقد تبنت بعض الدول وجهات نظر متباينة ، وهناك بعض الدول الأوروبية الممتنعة عن المساهمة حتى تتولى الأمم المتحدة مركز القيادة بشكل واضح. وأعتقد أن العوامل السياسية باتت الآن أكثر أهمية من مسألة تعرض القوات إلى إطلاق النار، وهكذا نجد الحكومة الأسبانية تعيد النظر في موقفها تجاه وجود قواتها هناك ، ليس لكون هذه القوات تتعرض إلى الهجوم المسلح أم لا تتعرض ، بل من خلال تقييم إن كانت العملية السياسية في العراق صائبة أم لا.

------------------فاصل-----------------

وبنسب المحرر إلى المحلل اعتقاده بأن الدول التي أيدت التدخل في العراق بقيادة الولايات المتحدة ، تتحمل مسؤولية إتمام المهمة وتحقيق الديمقراطية في العراق ، ويضيف:

Audio – NC040763 – Garden

أي دولة من الدول التي ساندت التدخل في العراق – بمن فيها بالتأكيد بريطانيا وأسبانيا وأستراليا وبولندا وغيرها – تتحمل الآن المسؤولية الأخلاقية والقانونية لتحقيق السلام والنظام في هذا البلد. ولا بد أيضا من دعوة دول أخرى ، مع أخذ وجهات نظرها في الاعتبار ، حول سبل ارتقاء العراق إلى الديمقراطية. ولكنني أعتقد أن الدول التي بادرت في هذا الموضوع سيترتب عليها ثمن إتمامه.

---------------------فاصل-------------

أما وكالة Associated Press للأنباء فلقد بثت تقريرا لمراسلها في العاصمة البلجيكية ، بروكسل ، يعتبر فيه أن التمرد الشيعي في العراق بدأ في تحويل أفراد دول التحالف من دور الحفاظ على السلام إلى دور مقاتلين ، وهو دور لم ترغب فيه العديد منها ، كما إنها ليست مهيأة لأدائه. ويذكر التقرير بأن الأشهر الماضي شهدت قوات الدول الأربعين المتحالفة مع الولايات المتحدة في العراق – وعددها نحو 24 ألف فردا – وهي لا تواجه سوى القليل من المخاطر بالمقارنة مع ما تواجهه القوات الأميركية من هجمات يومية في المنطقة المعروفة بالمثل السني ، أو في العاصمة بغداد.
وينبه المراسل إلى أن حكومات دول التحالف هذه كان في وسعها أن تخبر شعوبها القلقة بأن قواتها موجودة في العراق في مهام إنسانية ، مثل إصلاح الطرق ، وحفر الآبار ، وتأمين الأمن ، ومساعدة الناس بشكل عام على الشفاء من آثار عقود من الحرب والطغيان. ولكن كل ذلك تغير خلال عطلة نهاية الأسبوع حين تمرد أتباع رجل الدين الشيعي المتطرف (مقتدى الصدر) إثر القبض على أحد معاونيه الذي كان بدوره مطلوبا بتهمة قتل أحد منافسي الصدر ، ما أسفر عن تعرض جنود من أسبانيا وأميركا اللاتينية وأوكرانيا وإيطاليا وبولندا وبلغاريا وبريطانيا وغيرها من القوات ، إلى هجمات شرسة شنتها عليها ميليشيات شيعية ضمن رقعة واسعة من وسط وجنوب العراق.

------------------فاصل-----------------

ويمضي التقرير إلى أن هذه الأوضاع تفوق ما كانت تتوقعه حكومات التحالف حين انضمت إلى ما يسمى بتحالف الدول الراغبة الذي تم تكوينه في أعقاب فشل واشنطن في الحصول على تفويض من الأمم المتحدة لشن الحرب على العراق ، وأن هذه الأوضاع تثير مخاوف القادة السياسيين في هذه الدول بانهيار التأييد الداخلي في دولهم ، ما لم يتم وضع حد للاضطرابات في العراق.
ويتابع المراسل في تقريره موضحا بأن العديد من دول التحالف – باستثناء القوى الكبيرة مثل بريطانيا – لا تحتفظ سوى بوجود عسكري ضعيف في العراق ، كما ما زال العديد منها يعاني من التخلخل الناتج عن انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
فلقد اضطرت القوات الأميركية ، مثلا ، إلى إرسال أربع مروحيات وفوج من شرطة الجيش لتعزيز موقع القوات البلغارية في كربلاء في أعقاب المواجهات هناك.
وهذا – بحسب التقرير – يثير تساؤلات جدية حول مدى اعتماد أميركا على شركائها في التحالف في حال تفاقمت حدة المصادمات ، فحتى لو التزمت هذه الدول بتعهدها بالبقاء في العراق ، فإن احتمال جعلها ترسل المزيد من قواتها إلى العراق يعتبر احتمالا ضعيفا للغاية.
ويتابع المراسل موضحا بأن بعض دول التحالف – ومن بينها بولندا وبلغاريا واليابان – أخذت تقترح دورا أكبر للأمم المتحدة أو لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ، ما سيسفر على أقل تقدير من توفير غطاء سياسي لهذه الدول ، ومن تمكينها من إقناع شعوبها بصواب مواقفها.

على صلة

XS
SM
MD
LG