روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير عن مظاهر التشدد في البصرة


ناظم ياسين

في تقريرٍ لها من البصرة، تقول وكالة أسوشييتد برس للأنباء إن ما يبدو من مظاهر التشدد في تلك المدينة هو أوضح إشارة حتى الآن على أن ما يجري فيها لا يدل على المجتمع الديمقراطي الحر والمنفتح الذي تعهد الائتلاف بإقامته في العراق، على حد تعبير المراسلة شهرزاد فرامارزي.
ومن الأمثلة التي يوردها التقرير على تلك المظاهر المتشددة قيام أحد ضباط الشرطة بالطلب من إحدى النساء المسافرات على حاجزٍ للتفتيش بارتداءِ حجابٍ يغطي شعرها إذا ما أرادت الاستمرار في طريقها. وينقل المراسل عن الضابط الذي كان يرتدي زيا أزرق اللون من البدلات الرسمية التي زوّدتها قوات التحالف لعناصر الشرطة: "إننا في دولةٍ إسلامية وينبغي أن تُحترمَ مشاعرنا"، بحسب تعبيره.
الوكالة تشير إلى أن المظاهر الإسلامية المتشددة يمكن رؤيتها بوضوح على معظم المباني الرسمية في المدينة حيث تُعلّق ملصقات وصور ثلاثة من أبرز رجال الدين الشيعة الذين استشهدوا إما أثناء مرحلة الفوضى الحالية التي يمر بها العراق أو تحت حكم صدام حسين. ويمارس أقرباء وأتباع هؤلاء الثلاثة دورا سياسيا مؤثرا في جنوب البلاد بدعمٍ من إيران المجاورة، على حد تعبير أسوشييتد برس.
--- فاصل ---
التقرير يمضي إلى القول إن الأفكار العلمانية لا تجد من يحتملها بين أوساط المتشددين في البصرة. أما أصحاب محلات أشرطة الفيديو أو المشروبات الكحولية فهم يجازفون بحياتهم. ويتم غلق المطاعم والنوادي التي تُسمع فيها الموسيقى. فيما يتحتم على النساء أن يرتدين الحجاب.
وفي الوقت الذي أولت دول العالم اهتماما بالمناقشات التي تركزت في العراق حول الدستور المؤقت وما إذا كان ينبغي أن يكون الإسلام المصدر الوحيد للتشريع أو أحد مصادره، إضافة إلى مسألة الفدرالية، كانت القوى الإسلامية المتشددة تعزز بهدوء مواقعها السياسية في المدينة.
وتنقل أسوشييتد برس عن العديد من سكان البصرة التي يقطنها نحو مليوني نسمة قولهم إن أعمال العنف التي وقعت ضد المظاهر العلمانية حظيت بمساندةٍ من الجمهورية الإسلامية في إيران التي ترغب في ممارسة دور نافذ في هذه المدينة، بحسب تعبير الوكالة.
وفي هذا الصدد، ينسب التقرير إلى أحد السكان المحليين وهو رجل أعمال في السادسة والعشرين من عمره ويدعى مصطفى، ينسب إليه القول: "إن البصرة هي مركز الثقافة والعلوم، وإن معظم الأحزاب الدينية كانت من المرتزقة في إيران، وهي تريد فرضَ آرائها علينا وأن تكون كلمتها هي القانون، ونحن نخشاها"، على حد تعبيره.
ويضيف التقرير أن العديد من سكان البصرة يخشون أيضا من أن القوى المتشددة سوف تتمكن من تعزيز مواقعها قبل موعد إجراء الانتخابات العامة ووضع الدستور.
وعلى الرغم من أن هذه القوى لا تتحدث عن قيام دولة إسلامية ضمن إطار عراق فدرالي فإن المظاهر التي يمكن مشاهدتها في البصرة وأربع محافظات جنوبية أخرى تقدم بعض ملامح مثل هذه الدولة، بحسب ما أفاد التقرير الذي بثته وكالة أسوشييتد برس للأنباء.
عن هذا الموضوع، أجريت المقابلة التالية مع جلال الماشطة، رئيس تحرير صحيفة (النهضة) البغدادية.
(نص المقابلة مع جلال الماشطة، رئيس تحرير صحيفة النهضة)

على صلة

XS
SM
MD
LG