روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن الاحتجاجات الكردية الأخيرة في سوريا و إيران، تثير قلق الحكومات الإقليمية


ناظم ياسين

أثارت الاضطرابات الكردية الأخيرة في سوريا والتظاهرات التي جرت في إيران أثارت مشاعر القلق بأن الأقليات الكردية قد تحذو حذو الكرد العراقيين في مواصلة المساعي نحو قدر أكبر من الاستقلال والاعتراف. ففي كلٍ من تركيا وسوريا وإيران، توجد أقليات كردية كبيرة. وتراقب حكومات تلك الدول بحذَرٍ تطورات الوضع في العراق. لكن محللين يشيرون إلى عدم تشابه الحالات الثلاث في هذه الدول.
وفي التقرير الذي أعده قسم الأخبار والتحليلات السياسية في إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية عن هذا الموضوع، يقول المراسل فالنتيناس مايت إن المكاسب التي حققها الكرد العراقيون فيما يتعلق بالحكم الذاتي حفّزت الأقليات الكردية في الدول المجاورة إلى تطلعاتٍ مماثلة. لكنها أثارت في الوقت نفسه مشاعر القلق لدى الحكومات الإقليمية.
يذكر أن مدينة القامشلي الواقعة في المنطقة الكردية بسوريا قرب الحدود المشتركة مع تركيا والعراق شهدت يوم الجمعة الماضي أحداث عنف أثناء مباراةٍ لكرة القدم. وأفادت الأنباء بأن الاضطرابات أسفرت عن مقتل خمسة عشر شخصا على الأقل وإصابة نحو مائة وخمسين آخرين بجروح. وما زالت التفاصيل غير واضحة. لكن رجل الأعمال السوري عبد الرحمن أحمد، وهو ناشط كردي، ذكر في مقابلة مع إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية أن أحداث العنف اندلعت بتحريضٍ من قوميين عرب يشعرون بالقلق من احتمال أن يمتدّ النشاط الكردي من أجل الحكم الذاتي في العراق إلى سوريا.
(مقطع من المقابلة)
التقرير يشير إلى أن الاضطرابات التي وقعت في القامشلي سرعان ما انتشرت إلى مدنٍ أخرى في كردستان سوريا رافقتها تظاهرات تطالب بمزيدٍ من الحكم الذاتي للكرد.
ويقول رجل الأعمال السوري والناشط الكردي عبد الرحمن أحمد إن الكرد في سوريا يشعرون بالتشجيع على أثر المكاسب التي حققها الكرد العراقيون الذين أقرّ الدستور العراقي المؤقت حكمهم الذاتي الموسّع.
(مقطع من المقابلة)
--- فاصل ---
التقرير الذي أعده فالنتيناس مايت من قسم الأخبار والتحليلات السياسية في إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية يضيف أن قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية في العراق لم يحسم الحدود المستقبلية للحكم الذاتي في مناطق البلاد الكردية. لكنه اعترف بالفدرالية كنظامٍ للحكم في العراق، إضافة إلى إقراره بالمستوى الحالي من الحكم الذاتي الذي يتمتع به كرد العراق.
أما الوضع بالنسبة للكرد في سوريا تحت ظل حكمٍ سلطوي فهو أكثر صعوبةً، بحسب تعبير الكاتب. فالدستور السوري لا يعترف بالكرد كقومية منفصلة. في الوقت نفسه، يسكن في سوريا أكثر من ربع مليون كردي لا يحملون الجنسية السورية وذلك لأنهم استُبعدوا من الإحصاء الرسمي الأخير للسكان في عام 1962.
ويأمل العديد من الكرد في سوريا بأن تؤدي ضغوط الولايات المتحدة إلى تخفيف موقف دمشق إزاء القضية الكردية. يذكر أن واشنطن هددت بفرض عقوبات على دمشق بسبب الدعم السوري المزعوم للجماعات الإرهابية.
ويشير التقرير إلى أن القضية الكردية لا تشمل العراق فحسب بل تمتد إلى سوريا وإيران وتركيا. لكن محللين ذكروا أن الوضع يختلف من دولةٍ إلى أخرى.
نيل باتريك، الباحث في وحدة المعلومات التابعة لمجلة (ذي إيكونومست) اللندنية أشار إلى أن درجة الوحدة السياسية بين الكرد العراقيين هي أعلى من غيرها في الدول الثلاث الأخرى. وهذا ما يفسر جزئيا سبب تحقيقهم النجاح الأكبر في التقدم نحو هدف الحكم الذاتي.
وفي حديثه إلى إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية، قال باتريك:
"في الحالة العراقية، طبعا، كانت هويتهم القومية معتَرفاً بها تقليديا بشكل رسمي من حيث المبدأ، حتى وإن تعرّضت للمساومة من الناحية العملية. لكن الفكرة الأساسية للهوية الكردية والحفاظ عليها أو الاعتراف بها لم تحصل في الماضي، وخاصة في سوريا، على قدر من الاهتمام".
باتريك أضاف أنه نظراً للعدد الكبير نسبياً من الكرد في العراق، والمساعدة التي قدموها للولايات المتحدة في الحرب لإطاحة صدام حسين، فإنهم تمتعوا بموقفٍ تفاوضي كبير. بل تمكنوا من كسب حق الفيتو الفعلي على إجراء تعديلاتٍ دستورية مستقبلية، على حد تعبيره.
--- فاصل ---
التقرير يشير إلى اختلاف الوضع في تركيا حيث أن الحكومةَ هناك، وليس الأقلية الكردية، هي المتحالفة مع الولايات المتحدة. بل أن واشنطن التي أعربت عن تأييدها للكرد العراقيين تعهدت في الوقت نفسه بالحدّ من نشاطات الكرد الأتراك المسلّحين في شمال العراق.
وبحسب اعتقاد باتريك فإن مثل هذا الوضع لا يمنح الكرد الأتراك آمالا كبيرةً في القدرة على تحقيق مطلبهم بالحكم الذاتي.
وفي هذا الصدد، أضاف قائلا:
"فيما يتعلق بالكرد في تركيا، ما يزالون في وضعٍ واضح من الإحباط المستمر. ولا يبدو أن ممثليهم الرسميين في النظام يعبّرون بشكل مُرضٍ عن تطلعاتهم. وهذه الحالة الخاصة واضحة ومستمرة. لكنها، باعتقادي، حالة استثنائية جدا. فالنظام السياسي التركي يسمح بدرجةٍ من التمثيل. لكنه، من ناحية أخرى، متهم بانتهاكات حقوق الإنسان".
وفيما يتعلق بالوضع في إيران، يشير التقرير إلى أن للكرد محافظتهم الخاصة، فضلا عن تمتعهم بحريةٍ نسبية في المشاركة بالحياة السياسية. وقد عُرفوا تقليديا بدعمهم للسياسيين الإصلاحيين. لكن تأثيرهم السياسي تلقّى ضربة شديدة في انتخابات الشهر الماضي نتيجةً لمنع معظم المرشحين المعارضين من خوض الانتخابات.
علي رضا نوري زاده، مدير مركز الدراسات العربية-الإيرانية في لندن، ذكر أن الكرد الإيرانيين نظموا في الأسبوع الماضي اجتماعات عامة للاحتفال بالدستور العراقي المؤقت والحكم الذاتي الذي أُقرّ للكرد العراقيين. وأفادت أنباء بأن عدة أشخاص أصيبوا بجروح فيما تم اعتقال العشرات حينما قامت السلطات الإيرانية بتفريق هذه الاجتماعات.
وفي حديثه إلى إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية، قال نوري زاده إن الكرد الإيرانيين بشكلٍ عام يشعرون بالفخر لكونهم جزءا من إيران. وهم يسعون نحو الحصول على مزيدٍ من الحقوق والحكم الذاتي، لكنهم لا يريدون الاستقلال الكامل.
نوري زاده :
"لذلك، فهم لا يريدون الانفصال عنّا، أي عن إيران. ولم يفكروا أبداً، أبداً بدولةٍ مستقلة. فهم يريدون أن يكونوا جزءا من إيران. ولكنهم في الوقت نفسه، يريدون أن تُضمن حقوقهم وتُحترَم".
وأضاف نوري زاده أن ما يوحّد الكرد في العراق وإيران وتركيا وسوريا رؤيتهم لملامح المستقبل المشرق في الحكم الذاتي للكرد العراقيين، بحسب ما نقل عنه التقرير الذي أعده قسم الأخبار والتحليلات السياسية في إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية.

على صلة

XS
SM
MD
LG