روابط للدخول

خبر عاجل

الحرب الصحيحة للأسباب الصحيحة


اياد الكيلاني

في دراسة أعدها الباحثان Robert Kagan و William Kristol من معهد Carnegie للسلام الدولي بعنوان (الحرب الصحيحة للأسباب الصحيحة) ، ونشرتها الأسبوع الماضي الأسبوعية الأميركية Weekly Standard ، يعتبر الباحثان أن في ضوء الضجة التي أثارتها تصريحات مفتش الأسلحة السابق David Kay حول الإخفاق في العثور على ترسانات من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في العراق ، يعتبران أن الوقت قد حان للعودة إلى المبادئ الأساسية من خلال طرح التساؤل: هل كان قرار الحرب قرارا صائبا؟
ويمضي الباحثان إلى أن منتقدي الحرب وإدارة جورج بوش يركزون الآن على الفشل في العثور على كميات من أسلحة الدمار الشامل في العراق ، موضحين في الوقت ذاته بأن موضوع الأسلحة – رغم كونه من الأركان الأساسية في قرار إزالة صدام حسين – إلا أن القضية كانت على الدوام أوسع من مجرد هذا الاعتبار. فلقد امتزج سعي صدام إلى امتلاك هذه الأسلحة بطبيعة حكمه الاستبدادي ، وبعدوانيته المتكررة ، وبتحديه للقرارات الدولية ، ورابطه غير المشكوك فيها بعدد من الإرهابيين من أمثال (أبو نضال وأسامة بن لادن) ، ما جعل إزالة صدام أمرا مستحسنا وضروريا في نظر كل من إدارة الرئيس السابق بل كلنتون والإدارة الحالية برئاسة جورج بوش. ويؤكد الباحثان في دراستهما بأن ذلك الاستنتاج كان وما يزال صائبا.
ونقدم لكم ، مستمعينا الكرام ، أهم ما ورد في هذه الدراسة ، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر).


--------------فاصل-----------------

يمضي الباحثان إلى أن تحرير الشعب العراقي من دكتاتورية صدام الوحشية الشمولية كان بمرده سيكفي مبررا لإزالته ، فصدام – بحسب الدراسة – لم يكن مجنونا بل كان وحشا عدوانيا ، وحقق الهيمنة الكاملة على بلاده من خلال لجوئه إلى العنف الوحشي ، كما سعى إلى استخدام العنف ومن خلال التهديد باستخدامه في بسط هيمنته على المنطقة ككل. فخاض حربا على إيران طوال عقد الثمانينات ، ثم غزا الكويت في 1990 ، وأنفق عشرات المليارات من الدولارات على الأسلحة ، التقليدية منها وغير التقليدية. وكان طموحه الثابت يتمثل في الهيمنة الاقتصادية والعسكرية على منطقة الشرق الأوسط ، وذلك من خلال سعيه إلى الحصول على حصة الأسد من موارد المنطقة النفطية ، ومن خلال إخضاع أو تدمير كلا من يقف في طريقه. وهذا أيضا – بحسب الدراسة – مبرر كاف بحد ذاته لإزالته من السلطة.

-----------------فاصل--------------

وتمضي الدراسة إلى أن إدارة بوش توصلت إلى ضرورة إزالة صدام حسين ، موضحة بأن نظام صدام هو المشكلة ، وبدرجة تفوق وتتجاوز قدراته في مجال الأسلحة ، إذ كان النظام يشكل عقبة أمام تحقيق تقدم في الشرق الأوسط والعالم العربي ، كما كان يشكل تهديدا على الشعب العراقي وعلى جيران العراق.
وجاءت اعتداءات الحادي عشر من أيلول لتضيف بعدا جديدا إلى الخطر ، فما الذي كان سيحدث لو أشرك صدام الإرهابيين فيما كان لديه من أسلحة وقدرات؟ وما الذي كان سيحدث لو كان في مقدور الإرهابيين الذين فجرو مركز التجارة ووزارة الدفاع ، أن يستخدموا أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية في مثل هذا الهجوم ، وهل كانوا سيترددون في استخدامها؟
ومن أجل الاطلاع على وجهة نظر عراقية حول مبررات الحرب، اتصلنا بالخبير القانوني (الدكتور منذر الفضل) وطلبنا منه التعليق على ما ورد في الدراسة من مبررات ، فأجابنا قائلا:
(الفضل 1)

-----------------فاصل--------------

ويتناول الباحثان موضوع البحث عن أسلحة صدام المزعومة والإخفاق لحد الآن في العثور عليها ، وينبهان إلى أن هناك آلاف الصفحات من الوثائق المضبوطة أواخر أيام الحرب والتي لم تتم قراءتها لحد الآن ، ويذكران بأن عقد التسعينات شهد مفتشي الأمم المتحدة وهم يتوصلون إلى كنوز من المعلومات نتيجة عثورهم على مجرد وثيقة واحدة بين تلال من الوثائق ، ويتساءلان إن كانت هذه الوثائق تحتوي على معلومات مفيدة.
وتمضي الدراسة إلى أن David Kay أو أي شخص آخر يمكنه معرفة مصير تلك الأكداس من الأسلحة التي كانت في حوزة العراق ، وهذا أمر تثبته اعترافات الجانب العراقي.
ونحن على استعداد – والقول للباحثين – للإقرار بأن صدام لم يكن يمتلك مخزون من الأسلحة لدى اندلاع الحرب في العام الماضي ، ولكن الوقت لم يحن بعد للإقرار بذلك بدرجة عالية من التأكد ، كما لسنا مقتنعين بأن صدام كان يتظاهر بامتلاك الأسلحة ، أو بأنه كان يعاني من الأوهام أو من غش من حوله.
ويعتبر الباحثان أن الكشف عن أدلة جديدة ما زال أمرا ممكنا ، رغم تفهمهما رغبة البعض في الكف عن البحث عن الأسلحة ، ولكنهما يشككان في الفائدة المتحققة للشعب الأميركي أو للعالم من خلال الإسراع المفرط في اعتبار الموضوع منتهيا.
---------------فاصل-----------
ويشدد الباحثان بأن الحرب كانت لها دوافعها السليمة ، بل وكانت ضرورية ، مهما كانت نتيجة البحث عن الأسلحة ، فلقد حققت للعراقيين نهاية لثلاثة عقود من الرعب والمعاناة . وما المقابر الجماعية المكتشفة منذ انتهاء الحرب سوى مبرر بمفرده لخوضها. ولو بقيت الولايات المتحدة ملتزمة بتأسيس حكومة ديمقراطية في العراق ، فسوف تكون حققت نعمة للشعب العراقي ولجيرانه على حد سواء. أما بالنسبة إلى هؤلاء الجيران ، فلقد تم القضاء أخيرا على شبح عدوان صدام ، ذلك الشبح الذي ظل يخيم على المنطقة طوال أكثر من عقدين من الزمن.
صحيح – يقول الباحثان – أن في صدد دفع ثمن باهظ – سواء بالدم أو بالمال – في العراق ، ولكننا نعتقد بأن الأمر قد بات واضحا من أن تحقيق العراق كان عملا مجزيا لنا وللعالم أجمع.
وسألنا الدكتور منذر الفضل إن كانت الولايات المتحدة – بحسب اعتقاده – أضافت الجوانب الإنسانية إلى حساباتها في قرار شن الحرب ، فأعرب لنا عن الرأي التالي:
(الفضل 2)

على صلة

XS
SM
MD
LG