روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن دار ثقافة الطفل


ميسون ابو الحب اعدت عرضا للتقرير

خصصت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور تقريرا لدار ثقافة الطفل وهو ما وصفه التقرير بكونه مبنى يعاني من آثار الدمار بنوافذه المحطمة وتناثر الشظايا في كل مكان وباسلاكه الكهربائية المتهدلة من الجدران ورفوف الكتب الفارغة الشاهدة على ماضي المنتج الوحيد لكتب الاطفال في العراق.
كاتب التقرير في الصحيفة أشار إلى ان اعمال البناء والترميم تسير على قدم وساق في مبنى دار ثقافة الطفل غير ان البناء والترميم لا يتعلق بالجدران فحسب بل يتعلق بالذهنية وطريقة التفكير والهدف أيضا. لقد مضت إلى غير رجعة، أيام قصص مثل دبابات في الظلام أو قصص من المعركة وهي حكايات كانت تمجد الجيش العراقي وانجازاته أيام الحرب العراقية الايرانية وتظهر أسرى الحرب الايرانيين ضعفاء مكسوري الجناح.
كانت دار ثقافة الطفل تصدر مجلات السندباد والمزمار ومجلتي وكانت هذه المجلات تنشر قصصا اعتيادية لا ضرر فيها بالنسبة للاطفال إلى جانب قصص المعارك والبطولات. وكانت هذه المجلات تحتفل بالدرجة الاساس بعيد الجيش وعيد ميلاد صدام حسين وعيد تأسيس حزب البعث.
ولاحظ تقرير صحيفة كرستيان ساينس مونيتور أن عدد مجلة المزمار الذي صادف مع استفتاء عام 2002 ربما يكون افضل انموذج لماكنة دعاية النظام السابق. على غلاف المجلة نرى اطفالا يقولون " نعم، نعم لبابا صدام " بينما يظهر آباؤهم وهم يصوتون. وداخل عدد مجلة المزمار نفسه هناك تقرير يتحدث عن مليون ونصف رسالة حب استلمها صدام حسين من افراد الشعب إضافة إلى شهادات موظفين يتحدثون عن تجربة الاستفتاء العظيمة التي مروا بها، كل ذلك طبعا حسب ما ورد في تقرير مجلة المزمار ايام استفتاء عام 2002.
أورد تقرير صحيفة كرستيان ساينس مونيتور ما قاله محمد جبار حسن أحد كتاب الاطفال وهو ان مجلات الاطفال كانت تركز بالدرجة الاساس على مسألة التعبئة ودفع الاطفال إلى التشبع بفكرة خدمة النظام السابق. غير ان تقرير الصحيفة البريطانية أشار إلى انه من غير المعروف حتى الآن ما هو تأثير هذه المنشورات وتأثير ماكنة الدعاية السابقة على اطفال الامس وشباب اليوم. ونقل تقرير الصحيفة عن آفا نادر التي كانت تعمل في الامم المتحدة سابقا، نقل عنها قولها إن أثر هذه الدعاية هو ان الاطفال تعلموا منذ الصغر كيف يخفون مشاعرهم الحقيقية ويظهرون الولاء الكاذب.
أما التأثير الآخر فهو أن الاطفال اصبحوا يكرهون القراءة تماما ويكرهون قراءة ما كانت تنشره دار ثقافة الطفل بالتحديد لكونها مليئة بالدعاية للنظام وللبطولات الكاذبة.
أخيرا نقل تقرير الصحيفة عن شفيق المهدي مسؤول دار الثقافة الجديد قوله إن العصر الآن عصر جديد وأن أول مخطوطة للنشر استلمتها الدار تحمل عنوان " نور وقوس القزح " وهو كتاب يحمل كل الالوان ويعكس كل الاطياف في العراق من اكراد وعرب وتركمان وشيعة وسنة. وقال شفيق المهدي أيضا إن اكبر تحد هو جعل الاطفال يفهمون ما معنى النظام الديمقراطي وما معنى المشاركة السياسية وما هي حقوق المواطنين وما هي واجباتهم. ولاحظ المهدي ان هناك اعدادا كبيرة من الناس لا تفهم ما المعنى الحقيقي للانتخابات وأكد على ضرورة نشر هذه المعلومات الضرورية للجميع لا سيما الاطفال كي يتمكنوا من السير في طريق الديمقراطية بشكل صحيح.

على صلة

XS
SM
MD
LG