روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن قوات الدفاع المدني في مدينة الصدر


حسين سعيد اعد عرضا للتقرير

الشوارع الخلفية لمدينة الصدر في بغداد ربما صنفت بانها من الاسوأ في العراق من الناحية الامنية. حتى إن قوات الأمن المرعبة في عهد صدام كانت تتردد في القيام بدوريات في شوارعها. لكن تغييرا جوهريا طرأ على الوضع في هذه المدينة بعد مرور نحو ستة اشهر على تشكيل قوات الدفاع المدني.

يقول ضابط البحرية الاميركية المتقاعد غاري اندرسون، في تقرير نشره في جريدة (واشنطن بوست) ان جنود الدفاع المدني يجوبون شوارع مدينة الصدر بثقة، لانهم لا يشعرون بأنهم غرباء، وغالبا ما ترى الصغار والكبار يحيوهم، أو يلوحون لهم با يديهم، أو يتحادثون معهم وليس ذلك مدعاة للعجب، اذ انهم يعملون بين أقاربهم وأرحامهم.

ويوضح اندرسون الذي زار العراق قبل ستة اشهر للاشراف على تشكيل القوات ان هذه القوات تضم حاليا 45 شخصا كلهم من مدينة الصدر ومن الشيعة، والقوات هذه شيىء وسط بين وحدة من قوات الشّرطة والحرس الوطنيّ، لكنها ونتيجة للخبرة التي اكتسبتها خلال الاشهر الستة الماضية على تأسيسها تحوّلت إلى جهاز وطني للخدمات الامنية يحظى بالاحترام. ما يشجع اعدادا متزايدة من الشباب للالتحاق به.

يقول العريف رآل أحد مدربي قوة الدفاع المدني العراقية عندما تسأله عن سبب ترحيب سكان مدينة الصدر بجنود الكتيبة، بينما كانوا يمقتون جنود صدام وشرطة نظامه، لان الناس وبكل بساطة يشعرون بان هؤلاء جنودهم.

وينقل كاتب المقال اندرسون عن الجندي احمد وهو أحد افراد القوة المسؤول عن نقطة تفتيش في أحد ألاحياء السنية القريبة من مدينة الصدر ان موقف سكان الحي منه ومن زملائه ودي لدرجة اكبر عندما ينفذون واجباتهم دون مرافقة جنود اميركان. كما ان هؤلاء يبدون استياءهم من السترات الواقية التي نلبسها لانها تبدو قديمة وغير امينة مقارنة بتلك التي يرتديها الاميركان.

ويتحدث اندرسون عن زيارته لمقر الكتيبة 36 التابعة لقوات الدفاع المدني العراقية، ويقول انها فريدة من حيث طبيعة عناصرها التي تم اختيارها من بين التشكيلات المقاتلة التابعة لاحزاب معارضة لنظام حزب البعث.

ويواصل اندرسون: يقود الكتيبة، التي تعمل تحت اشراف وحدة اميركية خاصة، سني تابع للمؤتمر الوطني العراقي، اما ضابط العمليات فيها فشيعي، وضابطا التنسيق كرديان، وتقوم الكتيبة وهي بمثابة القوة الضاربة لقوات الدفاع المدني، بجمع المعلومات التي لايمكن للآميركان جمعها، وتنفيذ العمليات بعد موافقة الوحدة المشرفة.

ويؤكد آندرسون في تقريره ان قوات الدفاع المدني حققت خلال الاشهر القليلة التي مضت على تأسيسها نجاحات ملحوظة من بينها افشال محاولتين للهجوم على دوائر تابعة لسلطة الائتلاف الموقت.

وخلص ضابط البحرية الاميركية المتقاعد اندرسون الى القول انه منذ ان انهي مهمته في العراق وعاد الى اميركا يواجه بسؤال واحد هو هل بامكان الولايات المتحدة تحقيق النجاح في مهمتها؟ ويجيب /اعتقد ان النجاح سيكون حليف قواتنا في الميدان. كما يشاركني الرأي نفسه الرقيب محمد والجنديان احمد ورال، وما شاهدته بنفسي يجعلني ان اثق بهم.

على صلة

XS
SM
MD
LG