روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن المحكمة التي سيخضع لها الرئيس المخلوع صدام حسين


سامي شورش اعد عرضا للتقرير

أعلن المسؤولون الأميركيون الاسبوع الماضي أنهم قرروا منح الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين صفة أسير حرب. هذه الصفة، إستناداً الى اتفاقية جنيف، تسمح بمثوله امام محكمة دولية.
صحيفة كريستيان ساينز مونيتور نشرت مقالاً للكاتبين الأميركيين آماتزيا بارام و غابريل وايمان جاء فيه ان من غير الواضح ما يمكن ان تكون عليه صورة المحكمة التي سيخضع لها صدام حسين؟ هل ستكون في صورة محاكم نورنبرغ في الحرب العالمية الثانية والتي إختصت بمحاكمة قادة النازية الالمانية؟ أم في صورة محاكمة النازي أدولف إيخمان الذي تم اختطافه من الارجنتين وأخضع لمحكمة اسرائيلية لمسؤوليته عن المحرقة التي تعرض لها اليهود في فترة النازية؟ أو في صورة المحاكمة التي يخضع لها الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في لاهاي؟
أياً يكن نوع المحاكمة التي سيخضع لها صدام، الواضح ان الموضوع في حد ذاته يشكل مسؤولية كبيرة. فمحاكمات نورنبرغ تركت بصماتها على التاريخ لفضحها الية التناغم بين الشيطان والموت التي قامت عليها النازية. كذلك الحال مع محاكمة إيخمان التي شجّعت مئات اليهود الناجين من المحرقة على رواية قصصهم مع الموت الجماعي والاختناق الغازي والتعذيب والاعدامات العشوائية. أما محاكمة ميلوشيفيتش فإنها كشفت كيف أن زعيماً فرداً إستطاع تحويل الهوية القومية الى محرك للحروب وموت الملايين.
بارام ووايمان شددا في مقالهما على ضرورة خضوع صدام لمحاكمة دولية. فمحكمة من هذا القبيل ستتحول الى معلم تاريخي لا لمحاكمة صدام بشخصه فحسب، بل لمحاكمة الصدامية أينما كانت، مضيفين أن المحكمة يجب ان تكون علنية وتتحول الى حدث اعلامي. فزيارة أنور السادات الى اسرائيل وفضيحة وترغيت والزواج الملكي لتشارلز ودايانا كانت حوادث اعلامية كبيرة وأثبتت ان الأحداث الاعلامية يمكن أن توحد التجربة الانسانية في العالم.
وتابع الكاتبان ان محاكمة صدام ستكشف الجرائم التي ارتكبها نظام ديكتاتوري ضد مواطنيه. وزادا ان محاكمة صدام في حال كونها علنية ستتحول الى درس للأجيال المقبلة.
أما في حال تقديمه الى محاكمة عراقية، فالأصوب في رأي الكاتبين أن تراعى نقطتان: الأولى أن يطلب العراق مساعدة المجتمع الدولي في الحصول على الدعم التقني والمستشارين والمراقبين. والثانية ان تتم محاكمة علي حسن المجيد قبل محاكمة صدام نفسه، لأن محاكمة المجيد سهلة نظراً لوجود كميات كبيرة من الأدلة والوثائق عن جرائمه. كما أن محاكمته ستشكل تمريناً أساسياً لمحاكمة صدام.
وختم الكاتبان مقالهما بالقول إن محكمة صدام ستفضح أمام أعين العرب والمسلمين الوجه الحقيقي لرجل لا يزال كثير من العرب والمسلمين يعتبرانه من الأبطال الذين قارعوا الولايات المتحدة.
لكن لماذا المحاكمة الدولية؟ هل هناك اسباب أخرى تبررها غير سبب فضح صورة صدام حسين أو منع الاجيال المقبلة من الاقتداء به؟ الكاتب والصحافي اللبناني حازم صاغية رأى في حديث مع اذاعة العراق الحر أن هناك اسباباً أخرى لضرورة تقديم الرئيس العراقي المعتقل الى محكمة دولية بينها الشكوك التي تشير الى عدم نزاهة القضاء العراقي بعد ثلاثين عاماً من حكم شمولي في بغداد:
(الجواب 1)
لكن هل يمكن للمحاكمة وحدها، أو لكشف الوثائق أن يحد من اندفاعة الصدامية في الذهن العربي والاسلامي بشكل عام؟ حازم صاغية قال في رده إن المحاكمة لا تنهي الصدامية، إنما تعزز محاولات منعها:


مع هذا، يظل النقاس ساخناً حول الموقع الذي يمكن ان يحاكم فيه صدام حسين: الموقع العراقي ام الموقع الدولي؟

على صلة

XS
SM
MD
LG