روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير لصحيفة اميركية، عن سكان مدينة البصرة


شيرزاد القاضي اعد عرضا للتقرير

مستمعينا الكرام

هناك عراقيون بشرتهم سوداء، يعيشون في بعض مناطق العراق خصوصاً في مدينة البصرة، أصولهم من أفريقيا، كتبت عنهم صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير أعدته ثيولا لابى Theola Labbe، لكن هل عاش هؤلاء العراقيون حياة طبيعية في ظل مساواة حقيقية؟ سؤال سعى التقرير الى طرحه.

التقرير أشار الى أن مدينة البصرة كانت المركز الرئيس للعراقيين الذين تتميز بشرتهم بالسواد، وتقول (ثورة يوسف) إنها كانت في عامها الخامس عندما كانت تسمع همسات تعتقد أنها كانت تطلق في معرض الإساءة إليها لأن بشرتها سوداء.

والكلمة هي عبدة أو عبد، لكن الطريقة التي تُنطق بها كانت تحمل نوعاً من الإساءة أو السخرية، وكانت (ثورة) تتساءل عن سبب قولهم هذا وهي لم تكن عبدة أو مملوكة لاحد.

وبعكس العراقيين الذين يغلب اللون الحنطي على بشرتهم فأن لون بشرة فئة قليلة من العراقيين غامق يشبه القهوة، وتقول (ثورة يوسف) إنها عاشت في البصرة مع خالتها فيما كانت والدتها تخدم في بيت أحد الأثرياء.

وبالرغم من أن أصول هذه الفئة من العراقيين تعود الى أفريقيا ضمن موجات من العبيد تم استقدامهم من أفريقيا منذ القرن التاسع الميلادي فأن عددهم في العراق غير معروف بالضبط.
ونقل التقرير عن مؤرخين أن التجار العرب كانوا يجلبون الأفارقة عبر المحيط الهندي من أفريقيا ومن بلدان تعرف الآن بكينيا وتنزانيا والسودان وأثيوبيا ومناطق في شرق أفريقيا، الى العراق وإيران والكويت وتركيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.

وتقول (ثورة يوسف) كنا عبيداً ولهذا أتوا بنا الى هنا، مضيفة أن عائلتها كانت تتحدث عن أصولها الأفريقية، وأشار التقرير الى أن العادات الأفريقية بقيت متأصلة في هذه العائلات بالرغم من مرور عدة قرون على مجيء الأفريقيين الأوائل.

و(ثورة يوسف) تعد حالياً أطروحة الدكتوراه في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، ويتركز بحثها حول الطقوس المؤدية الى الشفاء، وتتضمن الطقوس بعض العادات، والرقصات، والأغاني باللغة السواحيلية والعربية.

وتقول (ثورة) إن كلمة عبد لا تثير غضبها لكنها صممت على أن تكتب عن العراقيين الأفارقة لأنها كانت تشعر في داخلها بأنها أفضل من الذين كانوا يسخرون منها.

----- فاصل --
مستمعينا الكرام

من إذاعة العراق الحر في براغ أواصل عرض ما جاء في تقرير لصحيفة واشنطن بوست عن العراقيين من أصول أفريقية، حيث أشار التقرير الى أن البصرة كانت مركزاً تجارياً هاماً بسبب موقعها على شط العرب وقربها من الخليج، وحاجة المنطقة الى فلاحين ليعملوا في بساتين النخيل المنتشرة في البصرة.

ودأب التجار العرب على جلب المزارعين من مختلف المناطق الأفريقية ومن جزيرة زنجبار حيث اكتسبوا تسمية الزنج، بحسب التقرير، الذي نقل عن (ثابت عبد الله) أستاذ التأريخ في جامعة يورك الكندية في تورونتو قوله إن بغداد كانت في ذلك الوقت عاصمة للعالم الإسلامي.

ويقول عبد الله إن بعض الأفارقة من القادمين كانوا يعملون كجنود أو محظيين أو جواري أو أمناء في القصور، لكنهم كانوا يملكون حق تملك الأراضي وكان أطفالهم أحراراً.

وليتجنبوا العبودية اعتنق الكثير منهم الإسلام ، ولكن بالرغم من تعاليم الإسلام أشار الأستاذ الجامعي ثابت عبد الله أن مالكي العبيد استمروا على حالهم وكانوا يفرقون بين البيض (المماليك)الأعلى سعراً وبين السود أو العبيد.

وللاحتجاج على أوضاعهم المزرية قام العبيد الزنج بثورة في أطراف البصرة استمرت خمسة عشر عاماً، ويقول عبد الله إن العبودية استمرت في العراق الى القرن التاسع عشر، لكن العراقيين الذين بشرتهم سوداء لم ينظموا أنفسهم بعد تلك الثورة ولم يطالبوا بحقوق سياسية.

---------- فاصل ---

وعلى صعيد ذي صلة بالعراقيين من أصول أفريقية أشار التقرير نقلاً عن مواطنين إلتقتهم الصحيفة، الى أن كلمة عبد قد تستعمل بشكل طبيعي وليس للسخرية وتطلق على من هو أسمر الوجه و لكنها قد تعتبر إساءة إذا استخدمت في غير موقعها، لكن التقرير أشار الى أن اللون الأسود للبشرة ربما أنقذ الكثيرين من عمليات القتل والتعذيب التي مارسها صدام حسين ضد الكرد في الشمال والشيعة في الجنوب.

وفي إطار آخر تقول (عواطف سبتي) وهي سكرتيرة في كلية الزراعة جامعة البصرة، إن الزواج المختلط بين العراقيين منتشر، بالرغم من بعض الاعتراضات هنا وهناك، لكن لا توجد مشكلة حقيقية، الى ذلك ينشغل (هاشم فيحان جمعة) بتدبير أمور معيشته وهو لا يملك مورداً بعد أن تجاوز الـ(75) من العمر ويعيش مع زوجته المريضة (دولة شميعان)، التي تجاوزت الـ(65)، ويقول (هاشم فيحان) إنه لا يعرف شيئاً عن أفريقيا، ولا أين تقع، لكنه يعرف أن أصوله أفريقية لأن لون بشرته غامق.

وأشار التقرير الى بعض الطقوس والأغاني مثل "دعوه دعوه" و "النوبه" وطقوس المرضى والأموات والأعراس وغيرها، ونقل عن (ثورة يوسف) أنها فخورة لكونها عراقية ومسلمة لكنها تعرف أن أصولها من أفريقيا، وكان اشتغال والدتها في بيوت أحد الأثرياء يزعجها ، لكن خالتها (بدرية عبيد) شجعتها على الدراسة وعلى الغناء في الفرقة التي كانت تسمى أم علي. وقررت (ثورة يوسف) بعد ذلك أن تكتب أطروحتها عن طقوس ورثتها وساهمت في حمايتها والحفاظ عليها.

على صلة

XS
SM
MD
LG