روابط للدخول

خبر عاجل

ضابط اميركي سابق، ينشر انطباعاته عن تجربة الحرب في العراق، التي شارك فيها، و رأيه بمسار الاحداث بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبيرة هناك


اعداد و تقديم اياد الكيلاني

الزميل بمعهد Brookings الضابط السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية Carl Mundy ، أصدر له تعليقا على الأوضاع الراهنة في العراق بعنوان (خففوا من اللجوء إلى العصا ، ليتسنى لكم إنقاذ الأمة) ، يروي فيه أنه كان في التاسع عشر من نيسان الماضي يغادر مدينة سامراء مع الفوج الذي كان يقوده ، في رحلة طويلة نحو الجنوب مرورا ببغداد وانتهاء بمدينة الديوانية ، في الفترة التالية لعمليات القتال الرئيسية ، ليتولى مهامه الجديدة غير المجربة والمتمثلة في عمليات ما بعد الحرب.
ويمضي الكاتب إلى أن الديوانية كانت تمثل له ولمعظم أفراد فوجه ، قضية شخصية ، فهي كانت موقع اشتباكهم مع قوات فدائيي صدام ومع قوات خاصة عراقية ، ومع الميليشيات المحلية، فكانت عودتهم إلى المدينة فرصة لاقتلاع ما تبقى من المقاومة فيها ، ولمساعدة سكان المدينة في إعادة تكوين حياتهم بعد دمار الحرب.
ونقدم لكم فيما يلي ، مستمعينا الكرام ، عرضا لأهم ما تضمنه التعليق ، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر).

--------------------فاصل---------------

يقول Mundy إنه كان من الطبيعي لنا – باعتبارنا مشاة بحرية انهينا لتونا فترة من القتال العنيف – أن نلتفت أولا إلى استئصال المقاومة بكل ما لدينا من عزيمة ، ولكن ولحسن الحظ ، كان قائد فرقتنا الMajor General Jim Mattis ينعم بتوجه مختلف ، إذ حوّل اهتمامنا من خوض القتال التقليدي إلى السعي إلى كسب تأييد الناس ، مستندا إلى قناعته من أن هذا التوجه سيساهم في عزل المتمردين البعثيين والعناصر الإجرامية ، ما كان سيسهل التعرف عليهم والقضاء عليهم.
ويتابع الكاتب واصفا المبدأ الذي استند إليه قائد فرقته بأنه يتلخص في عبارة (لا تلحق الأذى) ، فقرر فصل ما لدينا من دبابات وحاملات أفراد مدرعة ومدفعية وأمر بإعادتها إلى الكويت ، معتبرا أن مجرد وجود العجلات المدرعة يشكل تهديدا في نظر الناس ، ناهيك عن كونها أهدافا واضحة للمتمردين. لذا فلقد قرر Mattis أن أي موجهة مع المتمردين المتبقين لا بد أن تنفذ من قبل أفراد المشاة.
ويشدد الكاتب على أن فرقته سعت بقدر المستطاع أن تأخذ الحساسيات المحلية في اعتبارها ، إذ كان أفرادها يقللون من ملابسهم الواقية – مثل الدروع الجسدية والخوذ – أثناء دوريتاهم ، كما كانوا يزيلون نظاراتهم الشمسية لدى تحدثهم مع العراقيين ، وتلقوا أوامر موجهة إلى الأفراد الشباب بشكل خاص بعدم النظر المباشر إلى النساء والشابات العراقيات.
ومن أجل الاطلاع على وجهة نظر عسكرية عراقية ، اتصلنا بالعقيد الركن (علي حسين جاسم) ، وطلبنا منه تقييم التدابير التي يوصي بها الكاتب ، فعبر لنا عن رأيه التالي:
(علي حسين جاسم 1)

-----------------فاصل------------

ويمضي الكاتب إلى أن فرقته – سعيا منها إلى التغلب على تفشي الجريمة وإلى ملاحقة فلول البعثيين – نشرت أعدادا كبيرة من المشاة في مختلف أرجاء المدينة ، حيث بدأ هؤلاء الجنود بالتحدث بشكل ودي إلى المواطنين ، وبنصب الكمائن في المناطق غير الآمنة منها ، كما تجنبت قيادة الفرقة تغيير الدوريات بشكل دوري ، كي تتيح لكل فوج فيها فرصة تكوين علاقات مع قرية أو ضاحية معينة.
ويروي الكاتب أن قيادة فرقته دعت قادة الجنود العراقيين العاطلين عن العمل – حين بادروا إلى التظاهر – دعتهم إلى مقر الفرقة واستمعت إلى مظالمهم في الوقت الذي قدمت لهم المرطبات ، ويشدد على أن التعامل مع الناس باعتبارهم أسوة بالجميع خفف من حدة انزعاجهم وحال دون تدهور الوضع إلى المواجهة المسلحة.
ويؤكد Mundy بأن زملاءه في مشاة البحرية – حين يعودون إلى العراق في آذار المقبل – سيجددون المساعي الهادفة إلى كسب قلوب وعقول العراقيين ، لتظهر هذه المساعي متباينة مع سياسة الشدة الجديدة التي تبنتها القوات الأميركية فيما يسمى بالمثل السني إلى الغرب والشمال من بغداد ، إذ تمثل تلك المنطقة أكثر المناطق في العراق غليانا ضد الجنود الأميركيين ، بدرجة تفوق ما وجهته فرقة الكاتب في منطقة الديوانية.

-------------------فاصل-------------

غير أن Mundy يشدد على خطأ الاعتقاد بأن الدروس المستقاة في الديوانية لا يمكن تطبيقها في مدن مثل تكريت ، ويعتبر أن روح المصالحة ربما تتطلب الآن الامتناع عن استخدام المطرقة الحديدية ، وإنما مد اليد المخملية.
صحيح – يقول الكاتب – أن الولايات المتحدة لا بد لها من المضي في هجماتها على الموالين للنظام المنهار وعلى المقاتلين الأجانب ، إلا أنه ينبه إلى أن كل نجاح عسكري سترافقه تقارير تشير إلى غضب السنة العراقيين إزاء أساليب اقتحام أبواب الدور والمحلات ، وتدمير المباني ، وقلع أشجار البساتين ، واستخدام المدفعية في المناطق السكنية ، وعزل شرائح واسعة من السكان خلف الأسلاك الشائكة. كما يشدد الكاتب بأن هذه الأساليب – مهما كانت فوائدها على المدى القصير – ستثير العقبات أمام المساعي الأميركية لكسب تأييد الشعب العراقي على المدى البعيد.
وينبه الكاتب إلى أن العمليات المضادة للتمرد تتطلب قدرا كبيرا من الصبر وضبط النفس ، ويوصي بالتخلي عن إحاطة القرى بالأسلاك الشائكة وعن احتجاز أقارب المتمردين. صحيح أن التحدي في هذه الحالة سيتمثل في المدى القصير في زيادة المخاطر التي تواجهها القوات الأميركية ، ولكن المدى الطويل سيشهد تناقصا في هذه المخاطر ، مع تحسن الأوضاع في البلاد وتبديد الحجج التي تمكن قادة المتمردين من تحريض السنة على معاداة ومقاومة الأميركيين . ويخلص Carl Mundy في تعليقه إلى أن الولايات المتحدة يترتب عليها أن تسود على المتمردين يوما بعد آخر ، وأسبوعا تلو الآخر ، وشهرا تلو الآخر.
وطلبنا من العقيد الركن (علي حسين جاسم) وضع نفسه مكان قائد فرقة أجنبي في العراق ، وأن يطلعنا على الأوامر التي كان سيصدرها في هذا الشأن إلى ضباطه وجنوده ، فأجابنا قائلا:
(علي حسين جاسم 2)

على صلة

XS
SM
MD
LG