روابط للدخول

خبر عاجل

قصة العملية التي ادت الى اعتقال صدام حسين


نشرت صحيفة وول ستريت جورنال قصة العملية التي ادت إلى اعتقال الرئيس العراقي السابق، و التي تم الاعتماد فيها على دراسة الروابط العائلية و العشائرية التي تحيط بصدام. كفاح الحبيب اعد عرضا للموضوع

مستمعي الأعزاء طابت أوقاتكم وأهلاً بكم ..
ماتزال واقعة إعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين تنبض بالأحداث والتوقعات ، هذا علاوة على أنها وفرت للصحافة الأميركية فرصة جديدة لملاحقة التفصيلات التي أحاطت بهذه العملية المركبة ...
صحيفة وول ستريت جورنال نشرت تقريراً مطولاً تقول فيه ان الميجر Murphy Stan ضابط الإستخبارات في اللواء الأول التابع لفرقة المشاة الرابعة يرى ان عملية إلقاء القبض على صدام بدأت بأربعة أسماء والتي لا تمثل إلا جزءاً صغيراً من شبكة واسعة من الأسماء والعائلات التي قد يكون لها ضلع في إخفاء الرئيس المخلوع .
وتفيد الصحيفة ان ميرفي قدم هذه الأسماء الأربعة الى ضابطين يعملان محللين في وحدة إستخبارات تابعة للجيش الأميركي في تكريت وهما Lt. Angela Santana البالغة من العمر واحداً وثلاثين عاماً و ال Cpl. Harold Engstrom ستة وثلاثين عاماً ، ويعمل كلاهما مع شركة ألفا وفوج الإستخبارات العسكرية رقم 104 .. وكان عمل هذه الوحدة يتمثل في تزويد فرقة المشاة الرابعة بالمعلومات الإستخبارية ومساعدة القوات العسكرية على تفكيك خلايا المقاومة التي تهدد إستقرار عراق مابعد الحرب ، وأخيراً إلقاء القبض على صدام .
*****************
وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن هذين المحللين قولهما ان أوامر الميجر ميرفي لهما كانت تتمثل في وضع مخطط تفصيلي لجميع الأشخاص المرتبطين بصدام .. وتقول أنجيلا سانتانا ان أول ما تبادر الى ذهنها هو هل ان الميجر ميرفي كان يتمازح معهما ، فطلبه محال ، إذ اننا لانتمكن حتى من نطق هذه الأسماء ..
وتشير الصحيفة الى ان اللوتينانت سانتانا كانت تعمل سكرتيرة تنفيذية في ولاية أوهايو ، والكوربورال هيرولد إنغستروم كان مدرساً لللغة الإنكليزية في إحدى المدارس الثانوية في فينيكس بولاية أريزونا ، قطع عمله وإنخرط في الخدمة العسكرية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ، وهما سرعان ما وجدا نفسيهما يحدقان بقوائم تحتوي على تسعة آلاف من الأسماء الأخرى ... ولكنهما خلصا الى تحديد قائمة تضم ثلثمئة أسم فقط في منتصف شهر أيلول الماضي ، بعد أن أمضيا أياماً وليالي تمكنا فيها من تصنيف عشرات الألوف من الصفحات المليئة بالمعلومات ..

********************

وتقول الصحيفة ان هذين المحللين قاما أيضا بمراجعة تقارير دونت فيها وقائع إستجواب معتقلين عراقيين ولقاءات مع سكان محللين ، كما أنهما قاما بتدقيق قاعدة بيانات هائلة الحجم زودتهما بها دائرة الإستخبارات المركزية التابعة للجيش الأميركي ... ليقوما في نهاية الأمر بتكوين ما أطلقا عليه إسم ( صلات مونغو ) ، وهي عبارة عن مخطط ملون يضم الأسماء الثلثمئة .. انه في حقيقة الأمر شجرة عائلة تتوسطها صورة لصدام وتتصل بها خطوط تمثل روابطه العائلية والعشائرية بست عشائر في المثلث السني يعتقد الجيش الأميركي بان أفراداً من هذه العشائر قاموا بالتستر على صدام لثمانية أشهر وكذلك تمويل المقاومة والتخطيط لعمليات إغتيال وشن هجمات ضد قوات التحالف في العراق .
الصحيفة أفادت أيضاً ان المحللين سانتانا وإنغستروم قاما بوضع بعض المعلومات التي تمكنا من الحصول عليها تحت إسم كل شخص من الأسماء الثلثمئة في المخطط وتشمل هذه المعلومات عمر الشخص وعنوان بيته والقرية وإسم زوجته وأسماء الأطفال ومن أين جاءت هذه الأسماء ، أو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص رهن الإعتقال أم لا والكيفية التي تم إعتقالهم فيها والسبب من وراء ذلك ..
****************
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى ان مخطط الأسماء عندما أخذ بالإتساع ، بدأ المحللان سانتانا وإنغستروم يلاحظان ظهور بعض الأنماط والهيئات ، وأدركا بعد ذلك ان المقاومة تتكون من مستويات متعددة كلما كانا يحاولان ربط المعلومات بعضها ببعض ، من من الأسماء مرتبط بمن مابين العشائر ، وكان شيوخ العشائر مرتبطين بإحكام بواسطة نسيج من الزيجات وكانت شديدة الولاء لصدام ... وقد خلص المحللان الى تحديد بعض الأشخاص تحت ذلك المستوى كان لهم دور مباشر في شن الهجمات ضد قوات التحالف وعمليات المقاومة الأخرى ، وان هؤلاء المقاتلين كانوا على الأرجح يفعلون ذلك من أجل الحصول على المال .
وتلفت الصحيفة الى ان المحللين لاحظا قلة عدد المقاتلين الذين ألقي القبض عليهم وهم يقومون بزرع عبوات ناسفة أو بشن غارات ، من أقرباء شيوخ تلك العشائر ، الأمر الذي جعلهما يخلصان الى ان المسؤولين الكبار عن ذلك يبعدون أنفسهم عن المشهد .

************

وتمضي صحيفة وول ستريت جورنال قائلة في تقريرها ان اللوتينانت سانتانا والكوربورال إنغستروم قاما ببناء المخطط حول الهدف رقم واحد الذي يتمثل في صورة لصدام حسين في الوسط ، فوقها رئيس أركانه ، وتحتها سكرتيره الشخصي ، والى اليسار واليمين رجلان تمت تسميتهما بمسؤول العمليات ومسؤول الأمن .
وتشير الصحيفة الى وجود وصف عام أمام كل إسم في المخطط يتضمن لون الشعر والعينين وملامح الوجه بالإضافة الى تفصيلات عن آخر مكان تمت رؤيته فيه أو أي معلومات أخرى من شأنها أن تؤدي الى إعتقاله ... وقد تم وضع علامة حمراء على أسماء الأشخاص الذين هم قيد الإعتقال وكان عددهم بالعشرات ... فيما تم ربط الأشخاص الرئيسين الذين يحيطون بصورة صدام بالعشرات من الأسماء الأخرى الذين يعتقد الجيش الأميركي ان أغلبهم يقودون حلقات من خلايا المقاومة التي تخطط لشن هجمات ضد الأميركيين في تكريت وسامراء والفلوجة والرمادي وبغداد ..
الصحيفة تنقل عن الميجر ميرفي قوله ان الحلقة الداخلية كانت مرتبطة بعائلات وبعشائر وبأموال .. وقد خامرني شعور عندما كنت أنظر الى هذه الأشياء الثلاثة ، من اننا سنكون على أبواب تحديد كتلة من الأسماء بإمكانها أن تجعلنا قريبين أكثر فأكثر من صدام ...

******************
وتقول الصحيفة أن تلك الكتلة من الأسماء هي التي جاءت بالرجل الذي وصفه الجيش الأميركي بالمصدر الذي أرشد القوات الى مزرعة تقع في قضاء الدور حيث كان صدام حسين يختبيء فيها ..
إسم هذا الرجل الذي لم يكشف عنه الجيش الأميركي ، قد ظهر لأول مرة على قائمة اللوتنانت سانتانا والكوربورال إنغستروم في بداية الصيف عندما سماه العديد من المعتقلين كقائد نافذ في تمويل المقاومة ، وقاما المحللان إثر ذلك برسم صلاته بصدام وآخرين في القائمة ، وإنتهيا الى قناعة مفادها أن هذا الشخص ليس مشتبهاً به عادياً كالآخرين ، فإن تم إلقاء القبض عليه ، فإنه سيقدم مفاتيح أساسية عن أماكن وجود صدام ... وعلى هذا الأساس قاما بتنبيه فرقة المشاة الرابعة الى ضرورة إلقاء القبض عليه ...
وتقول الصحيفة ان هذا الرجل الذي يوصف بأنه في متوسط العمر ومن منطقة قرب تكريت قد تمكن من الإفلات مرات عديدة أثناء عمليات الدهم والتفتيش التي كانت تشنها القوات الأميركية ، حتى تم إعتقاله في بغداد أثناء غارة على بيت في يوم الجمعة قبل الماضية ، فيما تم إلقاء القبض على صدام في اليوم التالي .

على صلة

XS
SM
MD
LG