روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير لاذاعة اوروبا الحرة، عن قرار واشنطن باستبعاد الدول التي عارضت الحرب في العراق من المشاركة في عملية اعادة الاعمار


مراسل إذاعة اوربا الحرة اندرو ايف تحدث إلى محللين في الشؤون الدولية، الذين رأوا إن استثناء الدول التي لم تؤيد الحرب في العراق من عملية اعادة الاعمار، قد يعطي نوعا من المصداقية، لما يتردد من ان الدوافع الحقيقية وراء الاجتياح الأميركي للعراق كان السيطرة على ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم. ميسون أبو الحب تقدم عرضا لتقرير بهذا الشأن

منذ اشهر تلمح إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إلى ان الدول التي لم تدعم الحرب في العراق ستدفع ثمن موقفها. واليوم اصدرت وزارة الدفاع الأميركية لائحة باسماء الدول التي سيسمح لها بالتنافس للحصول على عقود اعمار العراق. وتخلو هذه اللائحة من أسماء دول مثل كندا وفرنسا والمانيا وروسيا وكلها عارضت الحرب في العراق. عن هذا الموضوع تحدث مراسل إذاعة اوربا الحرة اندرو ايف تولي إلى محللين في الشؤون الدولية قالوا إن معاقبة الدول التي لم تؤيد الحرب في العراق قد يعطي نوعا من المصداقية لما يقوله نقاد السياسة الأميركية عن الدوافع الحقيقية وراء الاجتياح الأميركي للعراق. تعرض لهذا التقرير ميسون أبو الحب:

حسب وثيقة اصدرتها وزارة الدفاع الأميركية من شأن الشركات البريطانية والايطالية والبولندية والاسبانية أن تتنافس للحصول على عقود اعمار العراق وقيمتها ثمانية عشر مليار دولار. وهو المبلغ الذي قررت الولايات المتحدة انفاقه على اعمار العراق. غير ان الشركات الكندية والفرنسية والالمانية والروسية حرمت من هذه الفرصة وهو ما أثار امتعاض هذه الدول المستبعدة. إذ قال رئيس وزراء كندا الجديد بول مارتن:

121087 بول مارتن:

" اجد من الصعب فهم هذا الموقف. فكندا خصصت ما يقارب من 300 مليون دولار لاعمار العراق. كما ارسلت قواتها إلى افغانستان وما تزال تتحمل مسؤولية ثقيلة جدا هناك. اعتقد أيضا ان الاهم هو اعمار العراق فهناك معاناة كبيرة هناك واعتقد ان من مسؤولية جميع الدول المشاركة في تطوير هذا البلد ".

كان هذا رئيس الوزراء الكندي يعلق على القرار الأميركي بحرمان الشركات الفرنسية والالمانية والروسية والكندية من التنافس على عقود اعمار العراق. ومن جانبها استخدمت روسيا هي الاخرى الفاظا خشنة ازاء القرار الأميركي الذي تزامن صدوره مع دعوة الرئيس بوش الدول الاخرى إلى التساهل مع ديون العراق. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف إن موسكو لا تنوي التنازل عن ديونها لدى العراق والبالغة ثمانية مليارات دولار. وبدا هذا التصريح مل رد على قرار البنتاغون بحرمان الشركات الروسية من التنافس للحصول على عقود اعمار العراق. وقال ايفانوف في برلين إن مهمة اعمار العراق تقع على عاتق العالم كله وليس فقط على عاتق الدول التي يفضلها الرئيس بوش:

121075 ايفانوف:

" في ما يتعلق بمسألة اعمار العراق، اعتقد أنها مهمة تقع على عاتق المجموعة الدولية. ومن المفترض ان تحصل جميع الدول الراغبة في تقديم المساعدة إلى الشعب العراقي في فترة ما بعد الحرب على فرصة تقديم هذه المساعدة ".

ويذكر هنا ان الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي أنان وصف القرار الأميركي بحرمان شركات بعض الدول من التنافس للحصول على عقود اعمار العراق بكونه قرارا يبعث على الفرقة ولن يسهم في إحلال الاستقرار في العراق حسب قوله.
أما في واشنطن فدافع البيت الأبيض عن قراره. وقال الناطق بلسانه سكوت ماكليلان إن الدول التي ساهمت بقوات وبموارد أخرى في اسقاط نظام صدام حسين يجب ان تحصل على حق التمتع بما دعاه العقود الاساسية وهي التي حرمت البنتاغون شركات بعض الدول من الحصول عليها. غير انها لم تحرمها من الحصول على عقود ثانوية. غير ان الناطق بلسان البيت الأبيض سكوت ماكليلان وعد الدول المستبعدة بمكافآت إن هي غيرت مواقفها. وقال:

121083 سكوت ماكليلان:

" لو قررت الدول المشاركة في جهود قوات التحالف في العراق والانضمام اليها فستتغير الامور ".

غير ان المحللين يقولون إن هذه المحفزات قد لا تنجح. بل قالوا أيضا إن قرار البنتاغون باستبعاد شركات الدول التي لم تؤيد الحرب في العراق من عقود الاعمار قد ينعكس سلبيا على التقدم الذي احرزته الولايات المتحدة خلال الأشهر المنصرمة في مجال تحسين علاقاتها مع الحلفاء القدامى ومع روسيا.

أحد المحللين وهو توماس كاروترز معاون مدير برنامج الديمقراطية وسيادة القانون في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قال لاذاعة اوربا الحرة إنه تحدث مؤخرا عن قضايا الشرق الاوسط خلال وجوده في موسكو مع مسؤولين هناك. واغلبهم عبروا عن اعتقادهم بان الولايات المتحدة انما تحاول معاقبة الدول التي لم تؤيد الحرب في العراق على الصعيد الاقتصادي. وقال كاروترز:

121101 كاروترز:

" للروس مشاعر متضاربة ازاء اجتياح العراق غير ان ما يزعجهم حقا هو احساسهم بان اميركا تزاحم روسيا في العراق وتحاول استبعادها اقتصاديا. هذا ما يزعجهم بالدرجة الاساس. كل ما تحتاج اليه اميركا لتقريب روسيا هو تنازل أميركي بسيط في مجال العقود لروسيا. والروس يستغربون لماذا لا تريد اميركا فعل ذلك ".

وقال المحلل كاروترز أيضا إن قصر العقود على بعض الدول لن يجرح الدول المستبعدة فحسب بل لا يحقق مكسبا اقتصاديا كبيرا بالنسبة للولايات المتحدة. وما هو اسوأ حسب قوله هو ان البنتاغون بررت استبعاد بعض الدول باسباب امنية دون تشرح التفاصيل. وقال كاروترز أيضا إن إدارة الرئيس بوش اصرت منذ البداية على ان الحرب في العراق جاءت لاسباب امنية وكذبت ما قاله المعارضون عن ان الولايات المتحدة انما تسعى إلى السيطرة على ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم والان ومع صدور هذا القرار باستبعاد الدول التي لم تؤيد الحرب في العراق من التنافس للحصول على عقود الاعمار يظهر من الواضح حسب قوله إن اميركا تسعى إلى تحقيق مكسب مادي من اجتياح العراق.

وأيد المحلل سيمون سيرفاتي مدير البرنامج الاوربي في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية ما قاله كاروترز وأكد ان استبعاد بعض الدول من عقود اعمار العراق يمنح منتقدي سياسة الرئيس بوش الفرصة للتحدث عن فكرة ان الولايات المتحدة انما اجتاحت العراق بسبب نفطه وللاغتناء واغناء الدول التي ايدت الحرب.
واعرب المحلل السياسي سيرفاتي عن أسفه لذلك لاقتناعه بان الرئيس بوش شن الحرب في العراق لاسباب امنية انطلقت من احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001. واضاف سيرفاتي أن هدف الحرب كان ابعاد شبح العمليات الإرهابية عن الولايات المتحدة واوربا والشرق الاوسط. وسيكون على الولايات المتحدة حسب قول سيرفاتي الا تعطي الآن انطباعا بانها تكافئ الدول التي أيدت الحرب في العراق وتعاقب الدول التي لم تؤيدها. واكد سيرفاتي ان على الولايات المتحدة ان تركز على مهمتها في العراق وان تضع السياسات الدولية جانبا لصالحها ولصالح العراق نفسه. واضاف المحلل السياسي سيرفاتي بالقول:

121104 سيرفاتي

" ما علينا تجنبه الآن هو الدخول في صراعات جديدة مع الحلفاء. علينا ان نردم الهوة بيننا وبينهم وان نحدد هدفنا وهو تنفيذ اعمار العراق واعادة تأهيله. وافضل وسيلة لفعل ذلك هي توسيع التحالف الحالي الذي يضم الدول الراغبة إلى تحالف دول لا تكون راغبة فحسب بل تكون قادرة أيضا ".

وأكد المحلل السياسي سيرفاتي أن مساهمة جميع الدول كل بطريقتها الخاصة في اعمار العراق سيؤدي إلى تحقيق ازدهار أسرع في العراق بينما قد يؤدي استبعاد بعض الدول إلى اطالة امد جهود الاعمار.

سيداتي وسادتي عرضت عليكم تقريرا حلل الموقف الأميركي باستبعاد بعض الدول من الحصول على عقود اعمار العراق. هذه تحيات ميسون أبو الحب.

على صلة

XS
SM
MD
LG