روابط للدخول

خبر عاجل

مدينة النجف تشهد حالة انبعاث جديدة بعد سقوط نظام صدام حسين


صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا، عن الدور الذي تلعبه مدينة النجف في الوقت الراهن، حيث بدأت المدينة باستعادة دورها المميز للشيعة في العراق. كفاح الحبيب اعد عرضا لهذا التقرير.

مستمعي الأعزاء أهلاً بكم ....
تشهد مدينة النجف حالة إنبعاث جديدة بعد سقوط نظام صدام حسين ، إذ يسعى رجال الدين الشيعة الى جعل هذه المدينة عاصمة روحية للعراق الجديد بفضل ما تحتله من مكانة دينية رفيعة ..
النجف اليوم تنظر الى بغداد كنظير لها ، كما تقول صحيفة واشنطن بوست في تحقيق مطول لها كتبه مراسلها أنتوني شديد عن عودة هذه المدينة الى واجهة التأثير من جديد ، حيث تكثر الآن المدارس الدينية فيما يتم بناء الفنادق التي تسعى لإستقبال عشرات الألوف من الزوار ، أما أسواق النجف فلها أن تتفاخر في مضاعفة أرباحها الى ثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل سقوط النظام وعلى الرغم من الشعور المتزايد بالإحباط الناجم عن النقص الحاصل في توفر الخدمات الأساسية ....
وترى الصحيفة ان إحياء النجف يمثل أكبر من عملية إنبعاث مدينة من جديد .. إنها قصة تغيير الثروات والتبعات غير المقصودة في إضطراب عراق ما بعد الحرب ، حيث قام الغزو الولايات المتحدة بتفكيك نظام ، لكنه تلكأ في بناء نظام آخر ، ونتج عن ذلك فراغ في القيادة ...

**********
وتقول صحيفة واشنطن بوست ان رجال الدين بدأوا بإعادة تكييف مقراتهم في عاصمة البلاد الروحية بثقة متجددة كقادة ورعاة لغالبية العراق الشيعية .. فالقلائل منهم يدعمون حكومة إيران الإسلامية ، ولربما أقل من إولئك من يؤيد الهدف الأميركي في إقامة دولة علمانية ، وبين هؤلاء وإولئك تحتدم النقاشات حول القانون والدين ، وحول الإسلام والدولة .. تلك النقاشات التي تتردد أصداؤها في العالم الشيعي حيث إحتكرت إيران وثورتها ولفترة طويلة ، السيطرة على الحكم كنموذج دون وجود منافسين ...
وتشير الصحيفة في تحقيقها الى ان سكان بغداد والنجف يرون في هاتين المدينتين ان لكليهما ماضياً يفوق الحاضر تألّقاً .... وبعكس بغداد المبتلاة حالياً بالعنف الدائر فيها ، فان النجف أظهرت بعض الدلائل على انها تسترد بريقها في الوقت الحاضر ، فقد إرتفعت أسعار العقارات بشكل صاروخي ، حيث إزداد سعر قطعة أرض تبلغ مساحتها سبعة آلاف ومئتين وخمسين قدماً مربعاً في مركز المدينة من خمسة وعشرين دولار في عام 1999 الى مليون وأربعمئة دولار في الوقت الحاضر ... كما تشهد النجف الآن بناء عشرين فندقاً جديداً لتضاف الى مئة وعشرين فندقاً محجوزة بالكامل ..
**********
وتنقل واشنطن بوست عن عقيل الربيعي صاحب محل للمجوهرات قوله ان الغد كان أسوء من اليوم في زمن صدام ، أما الآن فالغد أحسن ..
لكن الصحيفة تجد ان الربيعي مثل العديد من أبناء النجف الآخرين لديهم قائمة من الشكاوى ، فالكهرباء أصبحت كبقية أنحاء العراق نادرة الوصول في الأسابيع الأخيرة ، الأمر الذي عرقل تجهيز المياه بالمقابل ... أما النقص الحاصل في النفط الأبيض فقد جعل الناس يصطفون في طوابير الإنتظار لأكثر من أربع ساعات للحصول على كمية منه ... ويبقى الأمن هو الدعاء الذي يردده السكان في صلواتهم وبخاصة بعد التفجير الذي شهده النجف في التاسع والعشرين من آب الماضي والذي كان الأسوء منذ سقوط النظام ...
وتشير الصحيفة الى ان لا أحد في النجف يعلم على وجه الدقة عدد الزوار الذين أطلق هذا الإزدهار الإقتصادي ، الغالبية من هؤلاء الزوار هم من إيران ، إلا ان آخرين جاءوا من أفغانستان وباكستان والهند ، فتقديرات النجفيين تشير الى ألفين من الزوار يومياً ...
وتقول الصحيفة ان رجال الدين في النجف يعتبرون أنفسهم آخر الإستحكامات إن لم تكن الوحيدة لحماية مايطلقون عليه الهوية الإسلامية للعراق ، وتسود الشكوك من ان الأميركيين يخشون من ان الإنتخابات ستظهر الشيعة أغلبية أكبر مما كان متصوراً ، وان تلك الإنتخابات ستمنع العلمانية التي تؤيد إقامتها الولايات المتحدة ، كما ان تلك الإنتخابات ستمنح رجال الدين المؤثرين صوتاً ...
وتلفت صحيفة واشنطن بوست في تحقيقها الى ان القلائل جداً في النجف يؤيدون حصول رجال الدين على دور مباشر في حكومة المستقبل في العراق ، وان العديد منهم يجد في الحكومة الدينية في إيران كإنحراف لقرون من الفكر الشيعي الذي لم يكن فيه رجال الدين حكّاماً ، بل يرون ان في النجف إرشاداً وتوجيهاً ...

على صلة

XS
SM
MD
LG