روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق


سيداتي وسادتي.. نجدد لكم التحية، ونعرض لكم مجموعة من أبرز التطورات السياسية الساخنة على الساحة العراقية.

تشهد العاصمة الاسبانية مدريد انعقاد مؤتمر الدول المانحة بشأن العراق وهو مؤتمر يستمر يومين. وتشارك في هذا المؤتمر سبعون دولة تقريبا قدمت عروضها للمساهمة في اعمار العراق تصل إلى مليارات الدولارات. وقد بلغ مجمل التعهدات حتى الآن حوالى ثمانية عشر مليار دولار يضاف اليها عشرون مليار دولار من الولايات المتحدة. وقد فاق هذا المبلغ التوقعات السابقة مع وجود خلافات سياسية تتعلق بانعقاد المؤتمر نفسه. ويذكر هنا ان العراق يعاني من اقتصاد مدمر بسبب سوء إدارة النظام السابق وبسبب الحروب المتتالية التي شهدتها البلاد على مدى العقود السابقة. وعلما أيضا ان احتياجات العراق إلى المساعدة تقدر بمبلغ 56 مليار دولار كي يتمكن من الوقوف على قدميه من جديد.

وكانت التوقعات السابقة قد حددت مبلغ التعهدات بتسعة مليارات دولار كحد اقصى غير ان المبلغ المعروض فاق هذه التوقعات.

هذا وقد أفتتح مؤتمر مدريد جلساته يوم الجمعة بكلمة القاها رئيس مجلس الحكم الانتقالي السيد أياد علاوي وعد فيها بان العراق لن ينسى في المستقبل البلدان التي مدت له يد المساعدة في وقت الضيق. أما السيد موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الانتقالي فقال في كلمة القاها في المؤتمر إن اكثر من ثلثي الشعب العراقي يعتمد على الحصص التموينية كما لا يحصل غير نصف الشعب العراقي على مياه صالحة للشرب ويعاني عشرون بالمائة من الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات من سوء التغذية في العراق.
وقد سبق انعقاد مؤتمر مدريد اجتماعات عقدها خبراء لتقييم اولويات العراق يوم الخميس بينما خصص يوم الجمعة للدول المشاركة كي تعلن كل واحدة منها كمية المساعدة التي تنوي تقديمها لاعمار العراق وقد وصل مبلغ التعهدات التي قدمتها الدول المشاركة في المؤتمر إلى 18 مليار دولار حتى الآن تضاف اليها عشرون مليار من الولايات المتحدة.

وقد حضر وزير الخارجية الأميركي كولن باول مؤتمر الدول المانحة في مدريد والقى كلمة فيه حث فيها الدول المشاركة في مؤتمر مدريد على تقديم عروض سخية وقال " نجتمع كلنا اليوم جميعا للقيام باستثمار ستراتيجي في الامل " وقال أيضا ان جمهورية الخوف في العراق قد مضت إلى غير رجعة. واضاف السيد كولن باول وزير الخارجية الأميركي في كلمته:
" آن الاوان الآن كي نكون أسخياء بالمال والتدريب والفرص. الشعب الأميركي يرغب في ان يكون كريما إذ طلب الرئيس بوش من الكونجرس الأميركي تخصيص مبلغ عشرين مليار دولار تقريبا لهذه القضية الاساسية. وهو مبلغ لا سابق له غير ان مجلسي الكونجرس صادقا على هذا المبلغ ".

وقال السيد باول أيضا متحدثا عن المخاوف الامنية في العراق:
" لست اقلل من شأن المخاوف المتعلقة بالوضع الامني حاليا وهو ما قيل عنه الكثير حتى الآن. غير اننا نرى في عراق اليوم ما وصفه الرئيس بوش بكونه أوضح اشكال التمايز.. بين اولئك الذين يسعون إلى فرض النظام واولئك الذين يسعون إلى نشر الفوضى، بين الذين يعملون من اجل تحقيق تغيير سلمي واولئك الذين يتبعون اساليب رجال العصابات. إننا وشركاءنا في التحالف مصممون على اجتثاث بقايا صدام العسكرية والقضاء على العناصر الإرهابية التي جاءت إلى البلاد كي تنشر الفوضى والرعب ".

ويذكر ان السيد كولن باول كان قد وجه انتقادا إلى فرنسا والمانيا لعدم تعهدهمها بتقديم مساعدة اكبر إلى العراق وعبر عن رأيه بانه كان من الافضل لهاتين الدولتين خدمةُ قضية المجموعة الدولية من خلال تقديم مساهمات مالية اكبر.

ومن جانبه استعرض السيد بول بريمر الحاكم الأميركي المدني في العراق في كلمته في مؤتمر مدريد، استعرض ما انجز في العراق حتى الآن في اتجاه وضع الدستور وتنظيم انتخابات واتخاذ اجراءات اقتصادية لاجتذاب المستثمرين الاجانب وفي الجانب الامني أيضا ثم دعا الدول جميعا إلى المساهمة في جهود اعمار العراق مؤكدا ان الشعب العراقي في حاجة إلى هذه المساهمة. وقال السيد بريمر في مؤتمر الدول المانحة في مدريد متحدثا عن الجانب الامني باعتباره ليس شرطا اساسيا في انجاز عمليات الاعمار:

(تعليق)

واضاف السيد بريمر بالقول:

(تعليق)

وقال السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي:
" لا أحد يقول ان الطريق سهل امامنا غير ان العراقيين واصدقاءهم في التحالف مصممون وعازمون على السير قدما بهذا المنظور وعازمون أيضا على انجاز اهدافنا المشتركة في انشاء عراق حر وديمقراطي ومتعدد وفدرالي وموحد يعيش في سلام مع شعبه ومع العالم ".

ومن جانبه كان الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان قد دعا إلى تقديم عروض سخية بالمساعدة للعراق كما حث على التغاضي عن الخلافات التي نشأت بسبب الحرب في العراق والسعي إلى مساعدة الشعب العراقي الذي عانى طويلا.

هذا ومن المهم هنا ان نذكر موقف الاتحاد الاوربي من مسألة تقديم المساعدات إلى العراق إذ أشار مسؤول اوربي كبير هو كريس باتن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوربي موجها حديثه إلى الولايات المتحدة، أشار إلى ان الدول التي عارضت الحرب في العراق ليست راغبة تماما في تحمل تكاليف اعمار العراق. ومن هذه الدول ألمانيا التي عرضت 200 مليون دولار واكد وزير خارجيتها جوشكا فيشر ان هذا المبلغ كاف وكبير ورفض اعتباره مبلغا صغيرا نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها بلاده. هذا ولم تقدم فرنسا والمانيا وروسيا أي مبالغ جديدة إلى العراق بينما ركزت فرنسا والتحاد الاوربي على ضرورة تسليم السلطة إلى العراقيين في أسرع وقت ممكن.

ويذكر هنا ان جزاء من مبلغ عشرين مليار دولار يمثل منحا بينما يمثل الجزء الاخر قروضا وتأتي هذه القروض كي تضاف إلى مبالغ الديون المستحقة السابقة على العراق.

ومن جانب آخر من الملاحظ ان مؤتمر مدريد للدول المانحة ركز على الحصول على تعهدات بمساعدة العراق غير ان هناك ما يقارب من120 مليار دولار من الديون المستحقة على العراق، حسب بعض التقديرات. وقال السيد بول بريمر الحاكم الأميركي في العراق إن على العراق ان يدفع حوالى ثمانية مليارات دولار سنويا كفوائد للديون واعتبر ان الأمر غير ممكن وغير قابل للتحقيق.
التفاصيل في التقرير التالي:

" نقل عن وزير الخزانة الأميركي قوله إنه في حالة عدم مواجهة مشكلة الديون المستحقة على العراق فان الأمر سيؤثر على ازدهاره في المستقبل. وهو ما صرح به أيضا مسؤولون كبار في الولايات المتحدة والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومسؤولون في الامم المتحدة. كما قال السيد بول بريمر رئيس سلطة التحالف المؤقتة إن على العراق ان يدفع حوالى ثمانية مليارات دولار في شكل فوائد ديون كل عام وهو امر غير قابل للتطبيق حسب قوله. ويذكر هنا ان مجلس الحكم الانتقالي سيطرح موضوع ديون العراق في اجتماع نادي باريس وكان المجلس قد عبر عن بعض الشكوك ازاء شرعية بعض هذه الديون. وقال رئيس مجلس الحكم الانتقالي اياد علاوي إن المجلس سيراجع سجل الديون واشار إلى وجود شكوك كبيرة في مشروعية عدد منها. وقال علاوي أيضا إن مجموعة الدول الكبار السبعة وهي اكثر الدول نفوذا على الصعيد الاقتصادي في العالم طلبت من المقرضين عدم مطالبة العراق بدفع ديونه حاليا بل اعتبارا من عام 2005 حسب تعبير السيد أياد علاوي.

ومن بين الديون المستحقة على العراق دين للسعودية يصل إلى 28 مليار دولار قال وزير الخارجية سعود الفيصل إن بلاده على استعداد لاعادة جدولته مع اعلانه تقديم مليار دولار من المساعدات للعراق في مؤتمر الدول المانحة في مدريد. وقال السيد هورست كوهلر المدير الاداري لصندوق النقد الدولي إن على العالم ان يساعد العراق في مجال الديون المستحقة عليه والا فان الأمر سيؤثر على مستقبل العراق وازدهاره. ومن بين الديون الاخرى مستحقات لفرنسا ودول خليج أخرى إلى جانب مبالغ تعويضات حرب الخليج في عام 1991. وقال وزير التجارة الفرنسي فرانسوا لوس إن بلاده راغبة في تغيير طريقة تعاملها مع الديون المستحقة على العراق وفقا لقدرة البلاد المالية. ويعتقد صندوق النقد الدولي ان ديون العراق تصل االى 120 مليار دولار. ويذكر هنا ان العراق يمثل ثاني احتياطي للنفط في العالم غير ان اقتصاده تعرض إلى ضرر كامل بسبب ثلاث حروب شهدتها البلاد وبسبب عقود من الدكتاتورية والفساد الاداري وبسبب ثلاثة عشر عاما من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الامم المتحدة على البلاد بعد اجتياح النظام السابق الكويت في عام 1990 ".

--- فاصل ---

وصلت إلى كركوك مواد اغاثة انسانية ارسلتها الكويت كما شارك عرب سنة في مظاهرة نظمها اتباع الزعيم الديني مقتدى الصدر. التفاصيل من مراسلنا في كركوك:

(كركوك)

أفاد مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق جنبلاط شكاي نقلا عن مصادر دبلوماسية ان الدول المجاورة للعراق سترسل وزراء خارجيتها في بداية الشهر المقبل لحضور اجتماع يتعلق بالعراق في دمشق مع مشاركة مصر ولبنان وربما بمشاركة العراق ممثلا بوزير خارجيته هوشيار زيباري أيضا. التفاصيل مع جنبلاط شكاي الذي اجرى أيضا حوارا مع محلل سياسي حول هذا الموضوع:

(دمشق)

بدأ السيد بول وولفوويتز نائب وزير الدفاع الأميركي زيارة إلى العراق يوم الجمعة وهي الزيارة الثانية خلال ثلاثة اشهر وتأتي مع تزايد القلق في الولايات المتحدة من تصاعد عمليات الهجوم على القوات الأميركية. وقال السيد وولفويتز عند وصوله إلى بغداد إن العراقيين والاميركيين يشاركون معا في قتال الاعداء. ومن شأن السيد وولفوويتز ان يتفقد القوات الأميركية في العراق وان يعقد لقاءا مع القائد البولوني للقوات متعددة الجنسيات وان يؤكد على اهمية المساهمة الدولية في العمليات في العراق. وتتزامن زيارة وولفوويتز مع انعقاد مؤتمر الدول المانحة في مدريد حيث تأمل واشنطن الحصول على مساهمة كبيرة من الدول المشاركة في عمليات اعمار العراق.
وتتزامن هذه الزيارة التي لم تعلن عنها الكثير من التفاصيل مع سقوط جندي أميركي كان في حراسة مستودع للحبوب في الموصل يوم الجمعة مما رفع عدد الجنود الأميركيين الذين لاقوا حتفهم في العراق منذ اعلان الرئيس بوش عن انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، إلى 106 قتلى. وقبل ذلك سقطت قذيفة في سوق في بغداد ادت إلى قتل بائع سجائر معوق والى اصابة ستة آخرين بجروح. كما ذكرت وكالة رويترز ان انفجار قنبلة يدوية ادى مقتل طفلين عراقيين والى اصابة اربعة بجروح يوم الجمعة.

على صلة

XS
SM
MD
LG