روابط للدخول

خبر عاجل

الثمن الذي يدفعه عراقيون يعملون إلى جانب قوات التحالف


تناولت صحيفة بريطانية في تقارير وتعليقات نشرتها يوم الثلاثاء الثمن الذي يدفعه عراقيون يعملون إلى جانب قوات التحالف في مجالات حفظ الأمن والاستقرار وتصديهم لمحاولات يقوم بها الإرهابيين لتخويفهم. التفاصيل مع شيرزاد القاضي.

تقول صحيفة تايمز اللندنية وهي تتحدث عن تحدي العراقيين للإرهابيين بالرغم من صعوبة أوضاعهم، إن وحدة من قوات الشرطة كانت تقوم باستعراض يعكس مهارات أفرادها إثر انتهاء تدريبات تلقوها بعد أن تطوعوا في سلك الشرطة، وتضيف الصحيفة إن أفراد الوحدة ساروا في نسق منتظم من مدرسة محلية الى مبنى المحافظة في مدينة الرمادي.

لكن الاستعراض لم يكتمل بالطريقة المفترضة فقد حدث انفجار لعبوة ناسفة موقوتة أدت الى مقتل سبعة من أفراد الشرطة وإصابة خمسة وأربعين بجروح.

ويشير التقرير الى أن هذا الحادث المروّع الذي استهدف مواطنين عراقيين يحاولون إعادة بناء بلدهم، مثّل بداية لحملة إرهابية وحشية من قبل إسلاميين متطرفين، وأعضاء في منظمة القاعدة من الذين تسللوا الى العراق، وبعض الموالين لصدام حسين، ضد قوات التحالف، والوكالات الدولية، وضد أي عراقي يعمل على إعادة الاستقرار والحرية والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.

ويشير التقرير الى أن عدد القتلى لحد الآن وصل الى مئتي شخص معظمهم من المدنيين العراقيين الذين ذهبوا ضحية أعمال إرهابية وهم يحاولون إعادة بناء بلدهم بعد أكثر من عقدين في ظل الاستبداد والطغيان.

وأشار التقرير الى أن ستة عراقيين قتلوا حديثاً جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من فندق في وسط العاصمة بغداد، وأضاف أن عدد الحوادث بلغ لحد الآن أكثر من ثمانين حادثا إضافة الى بعض أعمال التخريب والحوادث الصغيرة التي رافقتها.

والقصد من الإرهاب بحسب صحيفة التايمز البريطانية هو عرقلة استرداد العراق لعافيته، ولإعاقة أعمال إعادة البناء، وترهيب وكالات الإغاثة، والمستثمرين، وإبقاء العراق في حالة من الخراب التي سببّها النظام الدكتاتوري السابق.

ولفت التقرير الى أن قوات الشرطة العراقية عادت الى أخذ مواقعها، ووصل عددها الى أربعين ألف شرطي، وعادت جميع المحاكم الى العمل، وتجاوزت مولدات الكهرباء طاقتها لتزود معظم أنحاء البلاد بالكهرباء وبمعدلات تصل الى فترة ما قبل الحرب أو تفوقها.

ويقول التقرير إن 22 جامعة عراقية و 43 معهداً تقنياً وغيرها فتحت أبوابها وتم إعادة ترميم 1500 مدرسة، ويستلم المعلمون الآن رواتب تصل الى أضعاف رواتبهم السابقة، ووصل توزيع الأدوية من 700 طن في أيار الى 12 ألف طن في الشهر الجاري، وتم تطعيم الأطفال بأكثر من 22 مليون مصل للوقاية من الأمراض.

ويقول التقرير إن الفضل في هذه الأعمال يعود في معظمه الى العراقيين الشجعان الذين تحدوا المتطرفين، ولم يخافوا التهديدات وقاموا بتوصيل الكهرباء، وتصليح المجاري وتنظيف الشوارع وفتح الدوائر الحكومية وغير ذلك من الأعمال اليومية، وبدعم بسيط جداً من وكالات المساعدة التي قامت بسحب معظم موظفيها عدا منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات قليلة أخرى.

ويشير التقرير الى أن هناك بعض السخط المبرر بشأن عدم قيام الأمم المتحدة ومنظمة أوكسفام Oxfam والصليب الأحمر وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، عدم قيامها بتقديم مساعدات إنسانية للعراقيين بالشكل المطلوب، ويقول التقرير إن العراقيين يحاولون عدم إضاعة الفرصة، جاهدين للنهوض ببلدهم، متحدين الإرهاب.

العراقيون هم الأبطال كما يصفهم التقرير، وكذلك منتسبو الشرطة، والمهندسون، والأطباء والموظفون والعاملون بشكل يومي بالرغم من تعرض حياتهم للخطر في أي لحظة، ويجب تذكّر الذين ذهبوا ضحية للتفجيرات أو الاغتيال أو أعمال العنف وتكريمهم بالشكل المناسب، بحسب التايمز اللندنية.

---- فاصل ----

وجاء في تقرير آخر لصحيفة تايمز أن العراقيين يدفعون ثمن تعاونهم مع قوات التحالف وأشارت الى ما حدث الى (عمر النجار) الذي قتل مع عريف أميركي كان يترجم له، بقذيفة صاروخية أصابت سيارتهما، بعد أن عمل لشهر ونصف، حيث كان في عز شبابه وهو خريج سابق يجيد اللغة الإنكليزية ويعمل بأجرة بسيطة.

ويقول التقرير إن الأميركيين أقاموا مجلساً للعزاء لكلا القتيلين حيث تمت قراءة القرآن والإنجيل، وقامت الشركة المتعاقدة بدفع رواتب القتيل لمدة عام لأهله الذين عانوا من مصاب أليم، ويشير التقرير الى أن عُمر هو واحد من العراقيين الذين تم قتلهم بسبب تعاونهم مع التحالف لإعادة إعمار العراق، كما جرت محاولات لاغتيال بعض المحافظين وتم تفجير بعض الأبنية التي ذهب ضحيتها عراقيون، وفي هذا الصدد أشار التقرير الى مقتل عقيلة الهاشمي، والسيد محمد باقر الحكيم وبعض مساعديه.

لكن تقرير الصحيفة يشير الى أن العديد من الذين يتعرضون الى الإصابة أو القتل لا يملكون ضمانات صحية أو مادية أو تقاعدية، ولا يحصل ذويهم على تعويضات مناسبة، وهم معرضون للخطر أكثر من قوات التحالف لأنهم يعودون بعد انتهاء الدوام الى بيوتهم دون حراسة.

ويقول شقيق عمر الذي قتل في حادث تفجير إن عمر كان سعيداً بالعمل مع الأميركيين بالرغم من أن والدته كانت تطلب منه أن يلتزم الحذر، وكان الأميركيون سعيدين أيضاً بالعمل معه، مضيفاً أن شقيقه كان يسعى من أجل مستقبل أفضل للعراق، وكان فخوراً بعمله، ويساعد الفقراء والمرضى.

---- فاصل ----

وفي تقرير لها من بغداد أشارت صحيفة التايمز الى أن العراقيين يعملون مع الحلفاء بأجر زهيد بالرغم من تعرضهم للخطر.

ويقول التقرير إن بعض المصابين من أفراد الأمن والحماية الذين أصيبوا في حادث انفجار السيارة المفخخة، بعد أن منعوا السيارة من عبور الحواجز، يعتبرون أبطالاً بنظر الأميركيين لكنهم لا يتحدثون عما أصابهم، ويقول زملائهم إن أجورهم لا تتعدى أربع دولارات في اليوم الواحد.

ويشير التقرير الى أن العراقيين يقتلون وهم يعملون مع التحالف كحراس لحماية المنشآت الحكومية، أو لحماية المسؤولين، أو كأفراد شرطة أو عند تنظيم المرور أو كمترجمين أو في مجالس البلديات، ويشعر بعضهم بالغضب ويرى آخرون أن المستقبل لن يكون أفضل بحسب الصحيفة البريطانية.

ويشير التقرير أيضاً الى أن الحراس لا يتلقون التدريبات المطلوبة وقسم منهم لا يجيدون استخدام السلاح ولم تزودهم القوات بالأسلحة المطلوبة، حتى أن بعضهم أتى لكي يحصل على راتب وليس ليعمل كشرطي، وبالرغم من عدم حصول بعضهم على تعويضات عن إصابتهم بجروح فأنهم يعودون الى العمل مرغمين لأنهم لا يملكون عملاً آخر أو مورداً إضافي يكفيهم، بحسب ما ورد في الصحيفة.

على صلة

XS
SM
MD
LG