روابط للدخول

خبر عاجل

أكراد العراق قلقون من احتمال مشاركة تركيا في قوات حفظ السلام في العراق


تقرير بثته وكالة فرانس بريس اليوم الثلاثاء جاء فيه أن أكراد العراق قلقون من احتمال إرسال تركيا قوات عسكرية للمشاركة في قوات حفظ السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في العراق بناءاً على طلب من الولايات المتحدة. المزيد من التفاصيل في العرض التالي الذي يقدمه شيرزاد القاضي.

تسعى الولايات المتحدة الى إشراك قوات دولية في عملية الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق، ومن بينها تركيا عضو حلف شمال الأطلسي، وبالرغم من عدم موافقة تركيا على دخول قوات أميركية الى العراق عبر أراضيها قبل اندلاع الحرب، إلا أن واشنطن تحاول مجدداً إقناع حليفتها لإرسال قوات تركية للمساهمة مع قوات دولية في حفظ الأمن في العراق.

وكالة فرانس برس نشرت تقريراً كتبه روري ملهولاند، حول ما يشعر به كرد العراق إزاء احتمال دخول القوات التركية الى العراق.

نقل تقرير فرانس برس عن (طالب سعيد علي) وهو صاحب محل لبيع عصير الفواكه أي الـ(الشربت) مثلما يسميه العراقيون، نقل عنه قوله"إنهم مثل حزب البعث وهم يريدون قتلنا".
ويقول التقرير إن العديد من الكرد في شمال العراق يعبرون عن مشاعر مماثلة إزاء دخول قوات تركية للمساعدة في تهدئة أوضاع عراق ما بعد صدام.

وفيما حارب الكرد نظام صدام حسين لعقود، حارب أقربائهم الكرد في تركيا الجيش التركي للحفاظ على لغتهم وثقافتهم، لذلك فأن معظم كرد العراق يخشون من احتمال مجيء قوات من الجيش الذي حاربه أقرانهم ليساعدوا الأميركيين في إعادة بناء العراق والحفاظ على الاستقرار الذي زعزعته الحرب.

وفي هذا الصدد أشار التقرير الى تصريح أدلى به الأسبوع الماضي وزير الخارجية الجديد هوشيار زيباري، وهو كردي، عبّر فيه عن عدم ترحيبه بمجيء قوات تركية.

ونقل التقرير عن هاوسر أحمد وهو بائع يعمل في محل لبيع لعب الأطفال قوله "إن الأتراك لهم طموحاتهم، ويرغبون في احتلال أراضينا." مضيفاً "إنهم يكرهوننا منذ مئات السنين، وهم يرغبون في المجيء بسبب كركوك، حيث يوجد النفط.

--- فاصل ---

على صعيد ذي صلة لفت التقرير الذي بثته فرانس برس الى أن تركيا تفكر في إرسال عشرة آلاف جندي الى العراق بناء على طلب من الولايات المتحدة، للتخفيف من الأعباء التي يتحملها الجيش الأميركي.

ومن المتوقع أن تتولى القوات التركية مهمة السيطرة على محافظة الأنبار البعيدة عن كردستان قرب الحدود مع سوريا والأردن، لكن للوصول الى هناك، فأن على القوات التركية أن تقيم"ممراً" عبر الأراضي الكردية، وهذا ما يرفضه غالبية الكرد.

ويقول أسوس هردي محرر صحيفة هاولاتي الأسبوعية في السليمانية إن التركمان هم الذين سيرحبون بالقوات التركية، بحسب التقرير الذي أشار الى أن الأقلية التركمانية في العراق لها روابط قومية وثقافية مع الأتراك وهم يخشون من هيمنة الكرد على مناطقهم التي تقع بمحاذاة المناطق الجنوبية من كردستان.

ويقول هردي "إن أخطر ما يمكن أن يقوم به الأتراك هو أن يزودوا التركمان بالسلاح والمال، وهناك توتر في كركوك، وإذا انفجر الصراع في المدينة فأن الترك سيستغلون ذلك لدخول كردستان."

الى ذلك يصل تعداد الكرد الى أربعة ملايين نسمة، يعيشون في منطقة جبلية تتمتع بحكم ذاتي منذ حرب الخليج عام 1991، وكانت طائرات غربية تحمي منطقتهم أبان النظام البعثي في العراق، وتخشى تركيا أن يسعى الكرد الى إقامة دولة مستقلة يمكن أن تلهب مشاعر ملايين الكرد في تركيا، على حد تعبير كاتب التقرير.

أضاف الكاتب أن عدداً قليلاً من الكرد عبروا عن رغبتهم في مقاتلة القوات التركية إذا دخلت العراق، ونسب الى هوشيار زيباري إن القرار يعود الى مجلس الحكم، الذي سيختار الأفضل، ويشترك في هذا الرأي الكثير من الكرد الذين يشعرون بالامتنان الى قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

ويقول التقرير إن الجيش الأميركي في كردستان العراق يقلل من آفاق حدوث توترات إذا دخلت القوات التركية لمساعدتهم على سحق الموالين لصدام حسين، وغيرهم من الذين يقاتلون القوات الأميركية.

ويقول اللفتننانت كولونيل هاري شوت Lieutenant Colonel، قائد القوات الأميركية في المنطقة الكردية إذا اكتفت القوات التركية بالمرور فقط فلن تكون هناك مشاكل، مشيراً الى وجود قوات تركية في المنطقة يتراوح عددها بين 1500 الى 1900 جندي في دهوك، لذلك فأنهم ليسوا غرباء عن هذه المنطقة، على حد قول القائد الأميركي.

وأشار التقرير الى أن وجود القوات التركية هو لمراقبة تحركات متمردين كرد من تركيا يعيشون في المناطق العراقية الشمالية الجبلية، وهم بالأساس من حزب العمال الكردستانيPKK، لكنهم يُعرفون حالياً بـ( KADEK)، على حد قول كاتب التقرير، مشيراً الى أنهم أنهوا حديثاً هدنة مؤقتة لوقف القتال لكنهم لم يبدأوا هجماتهم بعد.

ونسبت فرانس برس الى مراقبين أن أنقرة تنتظر وعداً من واشنطن بأن تقوم بمعالجة قضية المتمردين قبل وصول القوات التركية الى العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG