روابط للدخول

خبر عاجل

العراق.. دور الأمم المتحدة


مستمعينا الكرام، أصدر مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن دراسة الأسبوع الماضي بعنوان (العراق: دور الأمم المتحدة) يعتبر فيها أن المنظمة الدولية تلعب دورا كبيرا في مجال الإغاثة الإنسانية، فلقد قامت مؤسساتها بتوزيع مليون طن من المواد الغذائية وملايين اللترات من المياه النقية على العراقيين منذ شهر نيسان الماضي. وتوضح الدراسة بأن الأمم المتحدة لا تنعم بأية سلطة سياسية في حكومة التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق، غير أن الدراسة تنسب إلى خبراء تأكيدهم بأن كبير مسئولها في العراق Sergio Vieira de Mello يسعى بكل هدوء إلى خلق دور سياسي للأمم المتحدة في العراق من خلال إشراك المنظمة في عدد متزايد من الشؤون العراقية. ونقدم لكم فيما يلي، سيداتي وسادتي، عرضا لما تناولته الدراسة من دور للأمم المتحدة في العراق، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر).

--- فاصل ---

فحول الدور الذي يرتئيه قرار مجلس الأمن برقم 1483 للأم المتحدة، توضح الدراسة بأن المهام الرئيسية الموكلة إلى ممثل الأمم المتحدة الخاص إلى العراق – أي السيد de Mello – تتمثل في العمل المكثف مع السلطات الأميركية من أجل تأسيس حكومة تمثل العراقيين جميعا، وتنسيق أمال الإغاثة الإنسانية، وتسهيل مهمة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، والترويج لحماية حقوق الإنسان، والتشجيع على تحقيق الدعم الدولي لمساعدة العراق.
كما ستستمر الأمم المتحدة – حتى شهر تشرين الأول القادم – في إدارة برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أسسته الأمم المتحدة في 1995. وتوضح الدراسة بأن الفترة السابقة للحرب الأخيرة في العراق شهدت نحو 60% من سكان العراق يعتمدون على هذا البرنامج في توفير احتياجاتهم الغذائية.
ومن أجل إلقاء نظرة مستقلة على أهمية البرنامج الإنساني في الفترتين السابقة واللاحقة للحرب في العراق، اتصلنا بالخبير والصحافي البريطاني من أصل مصري، عادل درويش، فأعرب لنا عن رأيه التالي:

(عادل درويش)

--- فاصل ---

أما عن de Mello فتقول الدراسة إنه التقى منذ وصوله إلى العراق في الثاني من حزيران المنصرم، التقى بعدد من القادة العراقيين البارزين ونظم مؤتمرا في بغداد بحث كيفية تمكن العراقيين من محاسبة نظام صدام حسين بشكل قانوني عن انتهاكاته لحقوق الإنسان، كما يدعو مع غيره من مسئولي الأمم المتحدة إلى تعزيز الصوت العراقي في مسألة تشكيل الحكومة الانتقالية.
ومن بين الشخصيات الأكثر نفوذا التي اجتمع بها المسؤول الدولي فهو (آية الله علي محمد السستاني)، رجل الدين الشيعي البارز الذي رفض حتى الآن لقاء ممثلي سلطة التحالف المؤقتة.
وتوضح الدراسة بأن السستاني يعتبر كبير الشخصيات الشيعية في العراق، كما تعتبر موافقته على لقاء de Mello وليس المسؤولين الأميركيين، تعتبر إشارة إلى أن الولايات المتحدة تعتبر قوة احتلال، في الوقت الذي تعتبر فيه الأمم المتحدة أكثر حيادا.
أما عن موقف السستاني الموافق على لقاء ما يعتبره ممثلا لجهة أكثر حيادا من ممثلي التحالف، وحول أهمية لجوء التحالف إلى تعاون أكبر مع الأمم المتحدة لتسهيل مهامها في العراق، يقول عادل درويش:

(درويش)

--- فاصل ---

وعن أهمية مؤتمر حقوق الإنسان الذي نظمته ورعته الأمم المتحدة في بغداد أخيرا، تتوقع الدراسة ظهور أهمية لاحقة له، وذلك لكون توجهات واشنطن قبل الحرب لم ترتأ للأمم المتحدة دورا مباشرا في محاسبة مجرمي عهد صدام. وتوضح الدراسة بأن المؤتمر جمع ممثلين عن منظمات عراقية متنامية لحقوق الإنسان وممثلين من الأمم المتحدة وغيرهم من المسؤولين الدوليين، ما جعل بعض المراقبين يرون في جهود de Mello مسعى لإدخال الأمم المتحدة في النقاش القضائي.
وحول نشاطات الأمم المتحدة ومختلف وكالاتها المتخصصة في العراق، تشير الدراسة إلى أن المنظمة استخدمت الشبكات التي طورتها في عقد التسعينات، من أجل توفير الدواء، وتوزيع المستلزمات المدرسية، وتوفير الغذاء والمياه النقية. ومن المتوقع – بحسب الدراسة – أن يصل مليونا و200 ألف طن من المواد الغذائية الإضافية قبل أن ينتهي العمل بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء، كما تمكنت الأمم المتحدة من جمع 870 مليون من مختلف دول العالم للمساعدة في توفير المساعدات الإنسانية الطارئة للعراقيين.

--- فاصل ---

وتنسب الدراسة إلى de Mello تأكيده بأن حالة انعدام الأمن في العراق تؤثر بشكل كبير على توزيع المواد الغذائية، إذ صرح في نهاية الشهر الماضي بأن العاملين مع الأمم المتحدة يوجهون عراقيل جسيمة في تحركاتهم في أرجاء البلاد، كما تعرضت قوافل الإمدادات القادمة من الأردن إلى الهجوم، ونهب عدد من مخازن المواد الغذائية.
كما نسبت الدراسة إلى المبعوث الدولي وصفه العلاقة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة على الأرض في العراق بأنها طيبة وانسيابية رغم عدم خلوها من مصادر التوتر، مشيرة مثلاً إلى أن ممثلي الأمم المتحدة تواقون إلى الحفاظ على حيادهم إزاء قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة فيما يتعلق بعملهم في العراق، وهو بدوره عضو في المنظمة الدولية.

--- فاصل ---

أما عن مستقبل الأمم المتحدة في العراق، فتعتبره الدراسة مشوباً بالغموض، ففي الوقت الذي تبدو فيه التوترات بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة وهي تتقلص تدريجياً منذ الأزمة الدبلوماسية الشديدة بينهما خلال الفترة التي سبقت الحرب، فمازالت المنظمة الدولية تلعب دوراً سياسياً هامشياً في العراق، وذلك بالاستناد إلى Arthur Helton - مدير دراسات النزاعات والسلام في مجلس العلاقات الخارجية.
وتنبه الدراسة إلى أن مبعوث الأمم المتحدة - الذي من المقرر أن يقدم تقريره الأول إلى مجلس الأمن في أواسط تموز الجاري - سيغادر العراق في نهاية شهر أيلول المقبل، الأمر الذي سيعرّض دور الأمم المتحدة في العراق إلى التراجع في حال استبداله بدبلوماسي أقل مهارة ونفوذ.
وأخيرا طلبنا من عادل درويش تقييما لأهمية de Mello الشخصية في النجاح المتواضع الذي حققته الأمم المتحدة في المجالين السياسي والإداري، فأجابنا قائلا:

(درويش)

غير أن الدراسة تنقل عن خبراء تأكيدهم بوجود فرص تمكن الأمم المتحدة من أداء أدوار ليس في وسع التحالف أن يؤديها، مثل الشؤون القضائية في فترة ما بعد الحرب، والتوسط في الخلافات الأمريكية / العراقية.
XS
SM
MD
LG