روابط للدخول

خبر عاجل

مجلة أميركية تنشر تحقيقا عن الممارسات الشريرة لعدي وقصي


مجلة أميركية واسعة الانتشار نشرت تحقيقاً موسعاً عمن وصفتهما بالنجلين الشريرين للرئيس العراقي المخلوع. العرض التالي أعده ويقدمه ناظم ياسين.

تحت عنوان (مجموع الشرّيْن)، نشرت مجلة (تايم) الأميركية تحقيقا مفصّلا عن عدي وقصي صدام حسين، نجليْ الرئيس العراقي المخلوع اللذين وصفتهما بأنهما ربما كانا من أسوأ أسلحة صدام البيولوجية.
ويتضمن التحقيق تفاصيل العديد من الوقائع التي تسلّط الضوء على الجوانب الشريرة في السلوك الإجرامي لهذين النجلين وتعاملهما البشع مع أفراد المجتمع والتي رواها لأول مرة شهود عيان كانوا مقربين منهما.
وفيما يلي نعرض لمقتطفاتٍ مما نشرته أسبوعية (تايم) في عددها الصادر اليوم الاثنين.
يستهل التحقيق الموسّع بسرد واقعة عن اغتصاب عدي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها في عام 1998 بعد شهور من تعافيه من محاولة اغتيال قبل ذلك بعامين أصيب خلالها بثماني رصاصات في جانبه الأيسر. وقد اختار الفتاة، وهي ابنة محافظ سابق، من بين رواد نادي الفروسية بعدما شاهدها في الناظور وأُعجب بها. فأرسل مرافقيه ليجلبوها بالقوة حيث أمضت معه ثلاث ليال قبل إعادتها إلى أهلها. ولما أراد والدها الاحتجاج لدى صدام، لم يتمكن من رؤيته. وبقي الوالد متذمرا إلى أن أرسل إليه عدي من يهدده ويأمره بإرسال الفتاة ثانية وبصحبة شقيقتها التي تبلغ الثانية عشرة من عمرها. وتنقل المجلة عن أديب شعبان، الذي تصفه بأنه كان مديرا لأعمال عدي، تنقل عنه قوله إن اثنين من حرس عدي هددا والد الفتاتين بأنه "سيُمحى من وجه الأرض" في حال عدم تنفيذ الطلب.

--- فاصل ---

المجلة تذكر أن تفاصيل هذه الواقعة وغيرها من الأعمال الشنيعة المماثلة التي تكررت مع أخريات بدأت تظهر إثر سقوط نظام صدام الذي أتاح للعراقيين التحدث بحرية. وفي الوقت نفسه، بدأت تظهر قصص أخرى عن الحالة النفسية التي يعاني منها عدي الذي يبلغ حاليا الثامنة والثلاثين. فقد كان يعاني من أمراض نفسية وآلام جسدية بسبب محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عام 1996. وفي هذا الصدد، تكشف مجلة (تايم) أنها حصلت على تقرير طبي من ثلاث صفحات عن حالته الصحية والجروح التي أصيب بها خلال المحاولة التي كادت تودي بحياته. لذلك، أصبح عدي مهووسا بالتحكم بأدق تفاصيل حياته على أمل أن يتفادى وضعا مشابها للوضع الذي يجد فيه نفسه اليوم. وتنقل المجلة عن أحد خَدَمِه ومصدر آخر مطلع على اتصالات عدي قولهما إنه على الرغم من محاولتين أميركيتين خلال الحرب لقتل صدام ونجليه، فقد نجا الثلاثة وبقوا على قيد الحياة. ويضيف المصدر الآخر أن عدي، حاول من مخبئه الحالي قرب بغداد الاتصال بالولايات المتحدة على أمل أن يعقد صفقة للاستسلام. فقد قام أحد أقرباء عدي بتوجيه سؤالين إلى القوات الأميركية عبر أحد الوسطاء، وهما: "ما هي فرص التوصل إلى صفقة؟ وهل بإمكانه الحصول على حصانة؟" لكن الولايات المتحدة، بطبيعة الحال، لا تعتزم الصفح عن شخص له مثل سجل عدي. كما يبدو أن النجل الأكبر لصدام حسين هو آخر من يعلم بأنه شخص لا يمكن الصفح عنه، بحسب تعبير مجلة (تايم).
--- فاصل ---
وبعد هذه المقدمة عن عدي، يتساءل التحقيق الذي نشرته المجلة الأميركية: ماذا عن النجل الأصغر قصي الذي استطاع في السنوات الأخيرة أن يتقدم على شقيقه في المناصب التي جعلته خليفة محتملا لصدام؟ تقول (تايم) إنه على الرغم من أن الروايات التي تحكى عن تجاوزاته هي أقل من تلك التي تروى عن سلوك أخيه الأكبر فإن قصي يبدو أكثر اعتدالا فقط حينما يُقارَن بعدي. إذ أنه هو أيضا شغوف بالنساء ولكنه لم يعرف باغتصابه فتيات على غرار ما اشتهر به شقيقه. كما أنه عاش حياة البذخ، تماما مثل أبيه وأخيه، في الوقت الذي كان العراقيون يعانون من شظف العيش. وقد قام هو أيضا بعمليات قتل.
المجلة تضيف أن الناس في ظل النظام البائد كانوا يخشون التحدث عن الخلافات بين هذين الأخوين اللذين لهما ثلاث أخوات، إضافة إلى أخ غير شقيق من زوجة صدام الثانية والذي نادرا ما يُذكر.
لكن المقربين منهما بدأوا الآن بالتحدث عن العلاقات المتوترة بين عدي وقصي. وربما كانت هذه التوترات هي السبب الذي حدا بهما أن ينتهجا طرقا مختلفة للهروب عندما حان وقت الاختفاء. ففي حين اختفى عدي مع عدد من مساعديه، بقي صدام وقصي معا، حتى فترة أخيرة على الأقل، في موقع منفصل بالقرب من بغداد.

--- فاصل ---

ولتكوين صورة دقيقة عن حياة الشقيقين، تضيف مجلة (تايم) أنها أجرت مقابلات مع عشرات من المصادر المقربة منهما. ومن بين هؤلاء خدم وشركاء تجاريون ومرافقون وسكرتيرات وأصدقاء طلب معظمهم عدم ذكر أسمائهم خوفا من احتمال أن يكون الشقيقان ما زالا قادريْن على الانتقام منهم. وقام معدو التحقيق بزيارة المساكن والاطلاع على عدد كبير من الوثائق وأشرطة الفيديو وتسجيلات المكالمات الهاتفية. وتؤكد هذه المعلومات أن عدي بصفته النجل الأكبر فَقدَ وضعه المقرب كخليفة لأبيه بعدما لمس صدام بشكل مباشر نزعته الشريرة. ففي عام 1988، قام عدي بضرب أحد مرافقي صدام، كامل حنا ججو، حتى الموت لأنه عرّف أباه على المرأة التي أصبحت الزوجة الثانية لصدام. وقد أثار هذا الاغتيال غضب صدام الذي أمر باعتقال عدي لمدة أربعين يوما تعرض خلالها للضرب. وتقول المجلة أنها اطلعت على نسخة رسالة كتبها عدي إلى أمه وقال فيها إن صدام يريد قتله. وطلب منها أن تجد أحدا "لينقذه من العذاب"، بحسب ما ورد في الرسالة التي قال فيها إنه لم يأكل أو يشرب سوى الماء طوال ثمانية أيام وإنه كان مكبّل اليدين لأربعة أيام. وتنقل (تايم) عن الرسالة التي بعثها عدي إلى أمه من السجن قوله أيضا "إما أنني سأموت أو أُصاب بالجنون"، بحسب تعبيره.
وفي نهاية المطاف، سمح صدام لعدي بعدما عفا عنه أن يزاول مهامه كرئيس للجنة الوطنية الأولمبية. ولكن صدام لم يبدأ بإسناد مسؤوليات مهمة إلى نجليه إلا بعد هزيمته النكراء في حرب الخليج عام 1991. فقد بدأ يرى في عدي وقصي مزاياً تعكس عناصر تكوينه النفسي. ففيما كان عدي قاسيا وماكرا وطموحا وعنيدا، رأى صدام في نجله الأصغر قصي ميلا نحو السرية والعمل الشاق والشدة السياسية. وتنقل المجلة عن (كينيث بولاك) الخبير السابق في وكالة المخابرات المركزية والبيت الأبيض عن الشؤون العراقية والذي يعمل حاليا في معهد بروكنغز في واشنطن تنقل عنه قوله: "لم يكن بوسع صدام أن يقوم هو لوحده بقتل كل شخص يريد التخلص منه أو التجسس على أي شخص. لذلك فإن الاعتماد على هذين الولدين كان من العناصر المهمة في حكمه القائم على الإرهاب"، بحسب تعبيره.

--- فاصل ---

وتذكر المجلة أن قصي كان ينفذ لوالده مهمات صغيرة في الأمن الداخلي قبل أن تأتي فرصته الكبيرة في تولي مناصب مهمة. وقد منحه صدام صلاحيات واسعة في الإشراف على قمع انتفاضة عام 1991. وتنقل (تايم) عن شاهد عيان قوله إن قصي قام شخصيا أثناء توليه تلك المهمة باستخدام مسدسه الشخصي في قتل أربعة من المعتقلين الشيعة الذين كانوا محتجزين بين ثلاثمائةٍ آخرين في حقلٍ بالصويرة. ثم أمر بإعدام بقية المعتقلين قبل أن يستقل سيارته عائدا إلى بغداد. وذكر هذا الشاهد، وهو ضابط سابق، أن قصي أشرف أيضا على إعدام خمس عشرة عائلة من سكان مدينة صدام، وهي من الأحياء الشيعية في بغداد.
التحقيق يشير إلى أن ولاء قصي وقسوته في تنفيذ مهمات مماثلة أهّلته لكي يكلّف بمسؤوليات أخرى حتى أصبح مشرفا على الحرس الجمهوري ورئيسا لجهاز الأمن الخاص.
لكن عدي لم يتولّ مناصب رفيعة مماثلة عدا عن رئاسته للجنة الوطنية الأولمبية وإشرافه على ميليشيا (فدائيو صدام)، إضافة إلى أجهزة إعلامية مختلفة.
وتقول المجلة: "فيما كان قصي لا يتورع عن ارتكاب جرائم القتل ببرودة وكفاءة من أجل والده في سبيل غايات سياسية كانت النزعة الإجرامية لشقيقه عدي تنطوي على نوعٍ من الإرهاب الشخصي والاعتباطي والتلقائي. فقد كان عدي مصدر تهديد لوالد كل فتاة قد تعترض طريقه، وللنساء أنفسهن، بل وحتى لأصدقائه الذي تعرضوا للتعذيب والإذلال على أيديه تماما مثلما تعرض الأشخاص الذين كان يعتقد أنهم أعداؤه"، بحسب تعبير أسبوعية (تايم) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG