روابط للدخول

خبر عاجل

العثور على كميات كبيرة من الأموال قرب القصر الرئاسي في بغداد


صحيفة أميركية بارزة نشرت اليوم تحقيقاً تناول عمليات العثور على كميات كبيرة من الأموال المخبأة في بعض البيوت القريبة من القصر الرئاسي، حيث تركها كبار المسؤولين في الحرس الجمهوري وحزب السلطة عند هروبهم من بغداد. ميخائيل ألاندرينكو أعد عرضاً لهذا التحقيق.

كان عريفان اميركيان يبحثان يوم الجمعة الماضي عن مناشير لقطع اشجار عرقلت مرور سيارتيهما في حيّ فخم في بغداد كان يسكنه مسؤولون كبار في الحرس الجمهوري وحزب البعث، عندما دخلا كوخا ملحقا بفيلا مقفلة، ازالا حاجزا من الكونكريت امام المدخل وعثرا على40 صندوقا من الالومينيوم. وبعد فتح احد الصناديق وجد الجنديان فيه اربعة ملايين دولار نقدا، أي أن الصناديق كلها حوت 160 مليون دولار على فرض ان كل منها يضم 4 ملايين دولار.
هكذا بدأت صحيفةLos Angeles Times الاميركية تحقيقا نُشر امس السبت عن الاموال الهائلة التي عُثر عليها في الفيلا والتي من المفترض ان يكون كبار المسؤولين العراقيين خبأوها ولم يكن لديهم الوقت الكافي لحملها معهم في اثناء هروبهم من بغداد.

لكن الأمر لم يقتصر على ذلك. فقد عثر العريفان في فيلا مجاورة على 40 صندوقا آخر يعتقد ايضا انها تحوي 160 مليون دولار. وقال العريف Kenneth Buff وهو واقف امام الصناديق الممتلئة بالاموال، انه يريد الاتصال بزوجته ليخبرها انه وزميله أصبحا مليونيريْن لمدة ثلاث ثوانٍ تقريبا. وتم تفتيش بيوت اخرى في الحيّ بعد ذلك مما ادى الى العثور على 84 صندوقا آخر من المفترض ان تحتوي على 336 مليون دولار، ما يجعل المبلغ الاجمالي يصل الى 656 مليون دولار.

ولم تستبعد الصحيفة الاميركية ان تكون ملكية هذه الاموال عائدة لقادة الحرس الجمهوري وحزب البعث الذين سكنوا في شرق القصر الرئاسي.

ومع ان مسؤولين لم يؤكدوا مباشرة ان هذه الاموال لم تكن مزورة لكن احد الجنود الذي سبق وعمل في شركة لنقل مبالغ كبيرة في سيارات مصفحة، فحص الاوراق المالية وقال انها حقيقية.

واكد الناطق باسم وزارة المالية الاميركية Taylor Griffin ان كل الاموال التي ستُصادر من نظام صدام حسين ستُستخدم لصالح الشعب العراقي.

الا ان الكتيبة التي عثر جنودها على الاموال أُمرت بوقف اعمال التفتيش في المنطقة بعدما وجد قادتها ان 600 الف دولار فُقدت من صندوق مفتوح. وقال الضباط ان الاموال المفقودة عُثر عليها مخبأة في شجرة، مضيفين ان ثلاثة جنود تعرضوا للاستجواب.

ونقلت الصناديق في شاحنات رفقة الشرطة العسكرية الى مقر الفرقة في مطار بغداد الدولي. وقال قادة الفرقة انهم لا يعرفون المصير المستقبلي لهذه الاموال.

--- فاصل ---

وذكر التحليل ان هذه المبالغ الخيالية هي دليل على الثروة الضخمة التي جمعها صدام وحاشيته. وقد كشف تفتيش بيوت فخمة اخرى في مجمّع القصر الرئاسي الاسبوع الماضي عن سيارات فاخرة وحدائق حيوانات خاصة ومشروبات روحية غالية وزورق لرحلات المتعة واثاثا مذهبا، لكن في الوقت نفسه لم يعثر سوى على كميات قليلة من النقد.


ويبدو ان رجال صدام، وربما هو نفسه، لم يستطيعوا نقل جميع الاموال وقت هروبهم فخبّأوها في بيوت قريبة من منازلهم.

وقال الضباط انهم لا يعرفون شيئا عن اصل الاموال. لكن البطاقات الملصقة بالصناديق كتب عليها "البنك الاهلي الاردني" باللغتين العربية والانجليزية.

واعرب مسؤول حكومي عراقي سابق طلب عدم ذكر اسمه، اعرب عن اعتقاده بان اعضاء قياديين في حزب البعث قد خبأوا هذه الاموال، ربما بارشاد من صدام او نجليه، عدي وقصي. واضاف المسؤول السابق ان الحكومة العراقية استلمت كل العملة الصعبة تقريبا من تهريب النفط، مما لم يكن يخضع لرقابة الامم المتحدة. واشار هذا المسؤول الى ان نظام صدام كدّس ما يراوح بين اربعة الى ستة مليارات دولار خلال حرب الخليج عام 1991. واعتبر ان القادة العراقيين ربما كانوا يجمعون هذه الاموال للاحتياط، في حال لم تجرِ الحرب كما يشتهون، معربا عن الثقة بان الاميركيين سيجدون مزيدا من هذه الصناديق اذا واصلوا البحث. وافترض المسؤول السابق ان ملكية هذه الاموال تعود اما الى النجل الاكبر عديّ الذي كان مسؤولا عن الاقتصاد والتجارة وتهريب النفط، او ان المخابرات التي كان يشرف عليها النجل الاصغر قصيّ خبأتها في الكوخ.

وكان النقد وسيلة مفضلة لصفقات غير قانونية في العراق لان المعاملات المصرفية كانت مراقَبة منذ حرب الخليج. لذلك فان مسؤولين حكوميين عراقيين كانوا يحملون أوراقا نقدية الى دول صديقة لايداعها في بنك وتحويلها الى اماكن اخرى بطريقة الكترونية، في حال الضرورة. واوضح المسؤول الحكومي السابق ان النقد كان يُنقل الى الاردن او دولة اخرى لها علاقة مع العراق، مثل تونس او اليمن، ويُحول بعد ذلك الى بلدان مثل كازاخستان او ارمينيا.

واشار التحليل الى ان بعض الرزم من الاوراق المالية كانت جديدة وموضوعة في اكياس بلاستيكية مكتوب عليها ان اصلها من البنك المركزي الاميركي ويعود تاريخ اصدارها الى عاميْ 1999 او 2001. بينما كان البعض الآخر مستخدما.

--- فاصل ---

العريف Buff الذي كان احد الذين وجدوا الصناديق، قال انه وغيره من جنود الكتيبة كانوا يمرون بهذه البيوت مرات عديدة، لكنهم لم ينتبهوا الى ان نوافذها وابوابها كانت محكمة لان هذه الاكواخ صغيرة جدا.

وعندما بلغ خبر كشف الاموال قيادة الكتيبة فقد تذكر العريفEric Wilson انه مرّ ببيت مقفل مماثل قبل يوم. Wilson وثلاثة جنود ذهبوا الى ذلك البيت، اقتحموه وعثروا فيه على 37 علبة تحتوي على ما يُقدر بـ148 مليون دولار. وفي وقت لاحق يوم الجمعة، قال جنود من نفس الكتيبة انهم وجدوا 47 صندوقا تحتوي على 188 مليون دولار.

ونقلت صحيفةLos Angeles Times الاميركية في نهاية التحليل، نقلت عن العريف Shelby Cross وهو احد الذين عثر على الصناديق، انه يصعب على المرء ان ينظر الى ملايين الدولارات، مضيفا ان الخيار كان في آن صعبا وغير صعب، لانّ ما عليك سوى أن تفعل ما هو صحيح، على حد قوله.

على صلة

XS
SM
MD
LG