روابط للدخول

خبر عاجل

جولة على الصحف الأميركية


من أبرز ما تناولته الصحف الأميركية اليوم إدارة البلاد في مرحلة ما بعد صدام ودعوة الشعب إلى الانتفاضة ضد نظام مترنح على حد وصف صحيفة بارزة. ناظم ياسين أعد تغطية سريعة لأهم ما جاء في هذه الصحف.

مرحلة ما بعد الحرب، ودور الشعب العراقي في الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، فضلا عن أجواء الخوف التي سادت البلاد خلال ثلاثة عقود من حكم صدام هي من أبرز المواضيع التي حظيت باهتمام كبريات الصحف الأميركية الصادرة اليوم.
ففي افتتاحية نشرتها تحت عنوان (شراكة من أجل العراق)، تقول صحيفة (واشنطن بوست) إنه على الرغم من أن حكم صدام الاستبدادي شارف على نهايته، يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمتلكون خطة عمل لاستبدال هذا النظام. وفي الوقت الذي توجه الرئيس جورج دبليو بوش لمناقشة استراتيجية ما بعد الحرب مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فإن القادة العسكريين الأميركيين يستعدون لتشكيل إدارة مؤقتة يتكون معظم أعضائها من مسؤولين ودبلوماسيين أميركيين. وأعلن أن هدف هذه الإدارة هو الحفاظ على الخدمات الأساسية وتوزيع المساعدات الإنسانية. ويتفق الحلفاء على ضرورة نقل الإدارة إلى العراقيين في مرحلة ما، إضافة إلى تشكيل سلطة عراقية انتقالية مؤقتة. ولكن لا يوجد إجماع على المشكلة المركزية المحتملة بعد الحرب وهي كيفية إدارة مرحلة انتقالية تحظى بقبول شرعي من قبل معظم العراقيين وتستطيع المشاركة في تحمل أعباء إعادة البناء مع الولايات المتحدة ودول أخرى، بحسب تعبير الصحيفة.

--- فاصل ---

وتحت عنوان (أيها العراقيون، انتفضوا)، استهلت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) افتتاحيتها بالقول إن الجيش الأميركي أطاح الاثنين تمثالا ضخما لصدام حسين قرب وسط بغداد في عملية رمزية تشير إلى الانتصار الآتي للحلفاء على نظامٍ مترنح. لكن إطاحة التمثال التي كانت أشبه بشجرة تتساقط في غابة لم يشهدها جمهور كبير على نحو يُضفي بعدا واقعيا على العملية، حتى الآن. إذ لم يكن بين الحضور سوى بعض الجنود الأميركيين وربما بضعة أفراد من الملايين الخمسة من سكان بغداد. وتضيف الصحيفة أن العديد من العراقيين العرب، على النقيض من الكرد في الشمال، ربما ينتظرون ما يؤكد إطاحة صدام الفعلية عن السلطة قبل أن يُظهروا موقفا مؤيدا للأميركيين والبريطانيين. وحتى في حال غياب التهديد الذي يمارسه أتباع صدام كي يفرضوا الولاء فإن العراقيين يحتاجون أيضا إلى التخلص من الأجواء النفسية التي يسودها الارتياب وعدم الثقة التي كانت نتيجة ثلاثة عقود من الحكم الشمولي. ذلك أن الخوف السائد هو الذي يحد من قدرة العراقيين على التصرف كمواطنين يشعرون أن بإمكانهم السيطرة على حكومتهم. وترى الصحيفة أن إقناع العراقيين الأبرياء بالخروج مما تصفها بقوقعة الخوف يشكل نصف المعركة بالنسبة للولايات المتحدة، على حد تعبيرها.

--- فاصل ---

صحيفة (شيكاغو تربيون) تناولت أيضا موضوع خوف العراقيين في افتتاحية بعنوان (عدو صدام: المواطنون العراقيون). تقول الصحيفة إن ثمة مؤشرات تدلل على أن بعض العراقيين يتخلصون من قيود الخوف ويبدأون بالترحيب بالقوات الأميركية بصفتها جيشا محرِّرا لا غازياً. لكن هذا لا يعني أن القوات الأميركية لن تواجه قتالا عنيفا محتملا أو أن بين العراقيين من لا يثق بالنوايا الأميركية. لذلك فإن معركة بغداد التي تستهدف إزالة ما تبقى من سلطة صدام قد تكون طويلة وعنيفة.
لكن الصحيفة ترى أن مؤشرات زوال الخوف بين العراقيين لا يمكن إنكارها الآن. ومن بينها الترحيب الحار الذي وجده الجنود المتقدمون نحو النجف إذ قال أحد العراقيين لهم "لقد أنقذتمونا منه". وفي تلك المدينة، طلب ضابط عراقي من مهندسي الجيش الأميركي تدمير تمثال برونزي لصدام وهو على صهوة جواد. فتم إنجاز المهمة وسط هتافات حشد كبير من المواطنين مما دفع أحد الجنود الأميركيين إلى القول "إن الانتفاضة بدأت". وقد يبدو أن الأمر كذلك في عدة أماكن من البلاد. لكن السؤال هو: ماذا سيفعل سكان بغداد؟
(شيكاغو تربيون) تضيف أن بين أهم الأمثلة على توق العراقيين نحو التخلص من نظام صدام وبناء دولة مسالمة وديمقراطية الدور الجريء الذي لعبه محام عراقي شاب يدعى محمد في عملية إنقاذ أسيرة الحرب الأميركية (جسيكا لينتش) من مستشفى صدام في الناصرية الأسبوع الماضي.

--- فاصل ---

أما صحيفة (نيويورك تايمز) فقد نشرت افتتاحية تحت عنوان (بعد الحرب) ذكرت فيها أن الحرب لم تنته لكن الانتقال من القتال إلى إدارة البلاد قد بدأ. وترى الصحيفة أن الانتصار في مرحلة السلام وتحويل العراق من الاستبداد إلى الديمقراطية قد يكون أكثر صعوبة من خوض الحرب. وهذا عمل ليس بوسع واشنطن أن تنجزه بمفردها. وفي الوقت الذي يحوّل الرئيس بوش اهتمامه نحو مستقبل العراق، سيكون من المستحسن أن يأخذ بنصيحة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يدعو إلى إسناد دور للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب بأسرع وقت ممكن، على حد تعبير الصحيفة.
(نيويورك تايمز) تمضي إلى القول إن مهمة الحفاظ على الأمن ينبغي أن تبقى في أيدي القوات الأميركية والبريطانية لفترة من الزمن. لكن شرعية الوجود الأجنبي سوف تعتمد على سرعة الوقت التي ستستغرقها عملية نقل حكم البلاد إلى إدارة مؤقتة برعاية الأمم المتحدة. وهذا ما يتطلب التوجه إلى مجلس الأمن كي يُصدر قرارا دوليا في هذا الشأن.
وحالما يتم ترسيخ الأمن، ينبغي على الأمم المتحدة أن تتولى مسؤولية التحضير لانتخابات ديمقراطية تُجرى بإشرافها. وستكون هذه المهمة مماثلة لما تقوم به الأمم المتحدة الآن في أفغانستان إثر إطاحة نظام طالبان. إضافة إلى ذلك، ترى الصحيفة أن الأمم المتحدة هي الهيئة المؤهلة أكثر من غيرها لتنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية وإعادة بناء العراق في مرحلة ما بعد الحرب، بحسب ما ورد في الافتتاحية التي نشرتها اليوم صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG