روابط للدخول

خبر عاجل

مراجعة لكلمة السناتور الأميركي جون ماكين أمام منتدى حوار نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية


نظم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية منتدى حوار في الثالث عشر من شباط الجاري تحدث خلاله عضو مجلس الشيوخ الأمريكي - السيناتور John McCain – عبر فيه عن رفضه سياسة الاحتواء المطبقة في العراق، منادياً بتغيير النظام العراقي باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق نزع أسلحة العراق. وتابع المشرع الأمريكي في حديثه أمام الحاضرين: بعد انتهاء حرب واحدة، ومضي أثني عشر عاما وصدور سبعة عشر قرار لمجلس الأمن، والعديد من الحملات الجوية، والتهديد بحرب جديدة، واستمرار صدام حسين بتوسيع ترسانته من الأسلحة الفتاكة، تبدو سياسة الاحتواء - كوسيلة لتقليص ما يشكله العراق من تهديد على جيرانه والعالم - تبدو متجاهلة لدروس التاريخ وللنتائج البديهية المترتبة على تنازلنا أمام حلفائه الآن. ونقدم لكم فيما يلي، مستمعينا الكرام، مراجعة لأهم ما تناوله السيناتور McCain في المنتدى، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج ( العراق في دور الفكر والنشر).

--- فاصل ---

اعتبر McCain أن مؤيدي سياسة الاحتواء يدّعون أن العراق موضوع داخل صندوق، غير أنه وصف هذا الصندوق بأنه لا غطاء له ولا قاع ولا حتى جدران صلبة، وأضاف: بل نجد داخل الصندوق أثاراً واضحة لبرامج أسلحة جرثومية وكيماوية ونووية، ودعما وتأييدا لما يمارسه أمثال تنظيمي القاعدة وأنصار الإسلام من إرهاب دولي، وهو صندوق سيقفز منه صدام حسين في الوقت الذي يختاره ليبث الخراب والدمار على شعبه وجيرانه – حسب تعبير McCain.

كما أكد المتحدث على أن كل سياسة احتواء تقبل باستمرار تهديدات صدام حسين من خلال إتاحة الفرصة له لتحقيق مآربه، تعتبر سياسية فاشلة على ثلاث جبهات، وهي: فشل ناتج عن المجازفة بحدوث عواقب مدمرة لا تستند سوى إلى الأمل، وفشل فكري في إدراك المخاطر الجسيمة المتنامية، وفشل أخلاقي في تفهم الشر وفي مواجهته.
وشدد المتحدث على أن نجاح الاحتواء - كما حصل إبان الحرب الباردة - يتطلب توفر أربعة عناصر، وهي حلفاء يمكن الاعتماد عليهم، وهدف واضح يستند إلى مبدأ ثابت، والقدرة في المجالين الاقتصادي والعسكري على فرض وتنفيذ هذا المبدأ، والإرادة السياسية لدعم وتوفير متطلبات هذه السياسة.

--- فاصل ---

وشدد McCain على أن الولايات المتحدة توفرت لديها جميع هذه العناصر طوال سنوات الحرب الباردة الخطيرة، والتي انتهت بانهيار خصمها، إلا أنها لا تنعم بأي من هذه العناصر في مواجهتها اليوم مع العراق.

وعقد المتحدث مقارنة بين ألمانيا الغربية باعتبارها دولة مواجهة في الحرب الباردة، والسعودية باعتبارها دولة مواجهة وحليفة في التصدي للعراق.
فلقد رحبت ألمانيا الغربية طوال عقود الحرب الباردة بنشر مئات الآلاف من القوات الأمريكية في مئات المنشات العسكرية على أراضيها، ولم تفرض قيوداً تذكر على هذه القوات، بل تعاونت مع الأمريكيين في أجراء التدريبات والمناورات، وسمحت لها بنشر أسلحة نووية تكتيكية وميدانية في أراضيها، كانت تكفي لحماية القارة الأوربية.

أما السعودية – استنادا إلى McCain – فلقد قدم بعض المتنفذين فيها بتقديم الدعم إلى الإسلاميين المتطرفين، وهاجمت مقاومة إسرائيل للإرهاب في الوقت الذي تتعايش فيه مع الطاغية في العراق المجاور، ووضعت عراقيل كبيرة في الجهود الرامية إلى فرض العقوبات الاقتصادية، وفرضت قيودا قاسية على قواتنا، وقبلت جميع التحديات العراقية للقانون الدولي، وكل ذلك نتيجة قلقها من أن عراقا ديمقراطيا قد يؤثر على شعبها المتذمر.
ومن أجل الاطلاع على رأي عربي حول المقارنة بين مواقف حلفاء الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة ويومنا هذا، اتصلنا بالدكتور (سامي الفرج) – رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية – فأعرب لنا عن الرأي التالي:

(تعليق الدكتور سامي الفرج)

--- فاصل ---

ومضى المشرع الأميركي في حديثه إلى أن فرنسا اتبعت – دون خجل – سياسة منسقة من أجل تفكيك نظام العقوبات، واضعة مصالحها التجارية فوق تمسكها بالقانون الدولي والسلام العالمي والقيم السياسية المعمول بها في الحضارة الغربية، إذ انسحبت مثلا من فرض مناطق الحضر الجوي، ولم تساهم في عملية ثعلب الصحراء.
أما روسيا فلقد عارضت هي الأخرى – بحسب كلمة McCain - شن عملية ثعلب الصحراء، وكانت من بين الدول الأولى التي خرقت منع الأمم المتحدة الرحلات الجوية التجارية إلى العراق، وتعارض اليوم تطبيق بنود القرار 1441 في ضوء التحدي العراقي المستمر.
وعلى عكس ما حدث إبان الحرب الباردة – حين تزايدت فعالية سياسة الاحتواء مع مرور الزمن – فلقد أسفرت سياسة احتواء
العراق عن تقييد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من الرد على التحدي العراقي ردا مناسبا وفعالا، بدلا من تقييد صدام حسين في مآربه المشبوهة.

وشدد McCain على أن عقد التسعينات شهد صدام حسين وهو يقوض نظام العقوبات بشكل منظم - بالاستناد إلى دعم دولي لا يستهان به - من خلال تحديد قوة وصلاحيات مفتشي الأمم المتحدة وإبعادهم في نهاية الأمر عن العراق بعد أن جعل استمرارهم في العمل أمراً مستحيلاً.
كما شهد هذا العقد خروقات فاضحة لنظام العقوبات وقيام العديد من الدول بالتودد لبغداد، فيما وصفه بنظام جديد من الاسترضاء ما كان يعكره سوى لجوء الطائرات الأمريكية والبريطانية إلى الدفاع عن نفسها خلال دوريتها في منطقتي الحضر الجوي.

--- فاصل ---

ثم تطرق المتحدث إلى ما وصفه بافتقار القادة الأمريكيين إلى العزيمة السياسية في تلبية متطلبات الاحتواء، موضحاً بأن إدارة (بل كلنتون) السابقة - في أول مرة استخدمت فيها القوة العسكرية - اكتفت بإطلاق 23 صاروخ كروز على مقر المخابرات العراقية في وسط الليل رداً على محاولة صدام حسين اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب.
أما عملية ثعلب الصحراء في 1998 فلقد اقتصرت على أربعة أيام من الضربات الجوية، فشلت في تدمير أو تقويض برامج أسلحة صدام حسين.
وشدد McCain في كلمته على أن فشل سياسة الاحتواء في العراق يعود إلى طبيعة نظام صدام حسين. ومضى موضحاً إلى أن استماتة صدام حسين في التمسك بالسلطة أثرت في قراراته بدرجة جعلته يبادر إلى شن حربين خاسرتين، رغم مخاطر هاتين الهزيمتين على قبضته على السلطة.
كما شدد على أن سجل الرئيس العراقي يؤكد بأن الاحتواء والردع وعمليات التفتيش الدولية لن تنجح بدرجة تزيد عن نجاح خط (ماجينو) الذي تمكن من اجتياحه والالتفاف عليه مقامر تأريخي آخر قبل 63 عاماً.
وعن احتمال تمسك الرئيس العراقي بتوجهاته هذه المرة أيضا، مع احتمال تعريض نفسه وبلاده إلى هزيمة جديدة، يقول الدكتور سامي الفرج:

(تعليق الدكتور سامي الفرج)

--- فاصل ---

وشدد المشرع الأمريكي على أن الخطر المتمثل في صدام حسين لن يزول إلا بعد إزالته من السلطة، وهذا ما يجعل نزع سلاح العراق من خلال تغيير النظام هدف الولايات المتحدة الأساسي.
وأكد McCain بأن سياسة الاحتواء فشلت بالأمس في العراق، وهي فاشلة اليوم، وستفشل ثانية في الغد، فالتمسك بالأمل قبل الخبرة سيجعلنا نترك عالماً فائق الخطورة لأطفالنا.
ومضى المتحدث قائلا: إن تمسكنا بمبدأ الاحتواء يحتم علينا قبول انتشار الأسلحة الفتاكة، ولن يؤدي هذا الانتشار المفرط سوى إلى جعل القرن العنيف المنصرم يبدو فترة من السكينة بالمقارنة مع ما سيشهده العالم خلال قرننا الجديد الحالي.
وخلص السيناتور John McCain في كلمته إلى أن الولايات المتحدة يترتب عليها التمسك بأعصابها، كما عليها أن تثق بصواب وضرورة قضيتها، وأن تنفذ ما عليها من أجل تحقيق عالم أفضل ينعم بقدر أوفر من الأمان والحرية، وكل هذا يحتم عليها وضع حد نهائي لمشكلة صدام حسين.

على صلة

XS
SM
MD
LG