روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: البيان المشترك للقادة العرب في ضوء ما تتميز به سياسات الشرق الأوسط


لفت تقرير أعده قسم الأخبار والتحليلات السياسية في إذاعة أوروبا احرة في براغ، لفت إلى أن سياسات الشرق الأوسط تتميز بأن يقول الزعماء شيئاً في العلن ويفعلوا شيئاً آخر في الخفاء، مشيراً في هذا الصدد إلى أن البيان المشترك للقادة العرب هو محاولة لتفادي الانتقادات المتصاعدة في الشارع العربي والموجهة إلى الحكومات العربية لعدم قيامها بمسعى جدي لتفادي حرب محتملة ضد بغداد. التفصيلات مع (شيرزاد القاضي).

اتفق الزعماء العرب على رفض هجوم محتمل على العراق باعتباره يمثل تهديداً للأمن القومي العربي، وأعطى البيان الختامي الصادر عن القمة انطباعا وكأن الدول العربية توصلت أخيراً الى موقف موحد بشأن الأزمة العراقية، بحسب ما جاء في تقرير أعده تشارلس ريكنغل Charles Recknegel، المحلل السياسي في قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوربا الحرة في براغ.

لفت ريكنغل الى أن سياسات الشرق الأوسط تتميز عموماً بان يقول الزعماء شيئاً في العلن ويفعلوا شيئاً آخر في الخفاء، وبالرغم من إدانتها لأي هجوم فان معظم الحكومات العربية تساعد الولايات المتحدة بشكل فعال في مجال تحشيد قواتها، على حد تعبير الكاتب.

وأشار كاتب التقرير الى أن زعماء اثنتين وعشرين دولة عربية أصدروا بياناً ختامياً في عطلة نهاية الأسبوع أعلنوا فيه عن وقوفهم بشدة ضد أي هجوم على العراق، وضد التدخل الأجنبي في الشؤون العربية، مضيفاً أن البيان وجه نداءً الى العراق للالتزام بقرارات الأمم المتحدة بشأن نزع الأسلحة.

--- فاصل ---

تابع المحلل السياسي في قسم الأخبار أن البيان الذي صدر عن اجتماع القمة الذي عقد في منتجع شَرم الشيخ في مصر، جاء بعد أسابيع من محاولات فاشلة قام بها الزعماء العرب للتوصل الى موقف موحد بشأن الأزمة العراقية.

وفي السياق ذاته أشار كاتب المقال الى أن وزراء الخارجية العرب خاضوا في اجتماع عقدوه في القاهرة أوائل شباط الماضي، خاضوا جدالاً حاداً بعد أن إتهمت بلدان خليجية، لبنان وسوريا بإصدار بيان بإسم المجتمعين يحث البلدان العربية على رفض تقديم أية مساعدة للقوات الأميركية في المنطقة.

وللتغلب على الانقسامات، فأن صيغة البيان الختامي لاجتماع القمة لم تتضمن دعوة البلدان العربية الى عدم السماح للقوات الأميركية باستخدام منشآتها، لكن أن يحدد كل بلد سياسته بشأن الوجود الأميركي في المنطقة، بحسب التقرير الذي أعده قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوربا الحرة في براغ.

وفي السياق ذاته نقل التقرير عن المحلل السياسي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، دانييل نيب Daniel Neep، نقل عنه قوله إن البيان السياسي الذي صدر عن القمة هو تعبير رمزي عن الوحدة، ولا يمكن اعتباره موقفاً جوهرياً مشتركاً.

--- فاصل ---

"بالرغم من رغبة البلدان العربية، في اتخاذ موقف موحد حول القضايا التي تخص المنطقة، لكنها في الواقع تختلف في سياساتها. وأي بيان مشترك يصدرونه، سيمثل الحد الأدنى لما يمكن أن يتفقوا عليه، لكنهم يقومون في الوقت نفسه بالحفاظ على شخصيتهم وحرية حركتهم بشكل منفرد لكي يحققوا أولوياتهم. لذا فأنا أعتقد بأن ذلك لا يمثل وحدة جديدة، وإنما نفس ما رأيناه في السابق".

--- فاصل ---

ويعتقد المحلل السياسي دانييل نيب أن البيان المشترك للقادة العرب هو محاولة تقوم بها الحكومات العربية لمواجهة الانتقادات المتصاعدة في البلدان العربية والموجهة إليها لعدم قيامها بمسعى لتفادي حرب محتملة ضد العراق.
ولمعرفة مدى الجدية التي تنظر بها الحكومات العربية الى الانتقادات الموجهة إليها، أشار تقرير قسم الأخبار والتحليلات إلى سماح الحكومة المصرية لـ (200 ألف) مواطن بالتظاهر احتجاجا على الحرب المرتقبة ضد العراق، في الملعب الرئيسي في العاصمة المصرية.

وفي الإطار ذاته أشار التقرير الى أن معظم الحكومات العربية قامت بمحاولة ثني مواطنيها عن الخروج في مسيرات ضخمة، خوفاً من حدوث اضطرابات قد تتحول الى احتجاجات ضد الحكومات العربية لتأييدها لهجوم ضد بلد مسلم.
ولاحظ التقرير أن الرأي السائد في العالم العربي هو أن أي حرب ضد العراق هي لتعزيز المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، على حساب مصالح الشعب العراقي، بحسب ما ورد في التقرير الذي أشار الى رأي طرحه المحلل السياسي في شؤون المنطقة دانييل نيب حول المأزق الذي تواجهه الحكومات العربية:
"من الواضح أن بلداناً عربية عديدة، تواجه مأزقاً يتمثل في وجود هوة بين الرأي العام، الذي هو ضد الحرب، ومواقف الحكومات، التي توالي الغرب لأسباب إستراتيجية على الأغلب. الجمهور يعتبر حكومته لعبة بيد الولايات المتحدة إلى درجة كبيرة، لذلك فأن على الحكومة في الوقت الراهن وقبل كل شئ، عليها أن تُظهر بعض الاستقلالية عن الولايات المتحدة، وأن يكون لها أيضاً دور حقيقي في السياسة الدولية".

--- فاصل ---

وبسبب خشية الحكام من مواجهة الرأي العام فقد عمدت معظم الحكومات العربية التي لم يجر انتخابها أصلاً، الى إتباع نموذج سائد في سياسات الشرق الأوسط بأن تقول الحكومة شيئاً في العلن بينما تفعل شيئاً آخر في الخفاء، بحسب تقرير تشارلس ريكنغل في قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوربا الحرة.

وكمثال على ما ذكره يقول ريكنغل إن العربية السعودية كررت أنها لن تقدم أية مساعدة لحرب تقودها الولايات المتحدة ضد العراق دون موافقة الأمم المتحدة، لكن التنازل الذي قدمته السعودية للمشاعر الإسلامية المتصاعدة، خصوصاً في المملكة على حد تعبير الكاتب، هذا التنازل يتعارض مع ما تم تسريبه الى الصحافة الغربية عن عزم السعودية السماح لواشنطن باستخدام قاعدة جوية رئيسة لعمليات عسكرية.

ونسب كاتب التقرير في السياق ذاته، الى مسؤولين أميركيين أدلوا بتصريحات خاصة نقلتها وكالة رويترز للأنباء تشير الى أن العربية السعودية ستسمح للولايات المتحدة استخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية، لكن مسؤولين سعوديين سارعوا الى نفي هذه الأخبار.

--- فاصل ---

وعلى صعيد ذي صلة نقل التقرير الذي أعده قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوربا الحرة، نقل عن رتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن اجتماعات مثمرة تمت في مجال التعاون العسكري مع العربية السعودية في حال القيام بعمل عسكري ضد العراق.
مضى ريكنغل قائلاً إن الحكومات العربية تحاول موازنة مواقفها على الأصعدة الداخلية والخارجية بشأن العراق، وتسعى الدول القريبة من واشنطن الى الظهور بمظهر من يسعى الى حل الأزمة بشكل سلمي.

وأشار التقرير في هذا الصدد الى أن بلداناً عربية بينها السعودية دعت الرئيس العراقي صدام حسين الى الذهاب الى المنفى لتفادي الصراع، وأضاف تقرير قسم الأخبار والتحليلات أن هذه المبادرة حصلت على تأييد بلدان خليجية أخرى وتحظى بدعم الولايات المتحدة، بالرغم من رفض الحكومة العراقية لها.

--- فاصل ---

يُشار الى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، اقترحت في اجتماع القمة الذي عُقد في شرم الشيخ، اقترحت أن تطلب الجامعة العربية رسمياً من صدام حسين التنحي عن السلطة، وقد أيدت الكويت والبحرين المبادرة الإماراتية، على حد قول كاتب المقال.

لفت التقرير الى أن دولاً عربية أخرى رفضت المبادرة بشدة باعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق، ونسب التقرير الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القمة لم تناقش المبادرة الخليجية، لأن تغيير الأنظمة ليس من واجبهم.
وأشار التقرير الى حديث وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، بعد الاجتماع قائلاًُ للصحفيين إن على الدول العربية أن تطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش التنحي:
"عليه أن يستقيل، لأنه دكتاتور متهور، دكتاتور مستبد لا يستجيب لأصوات وآراء الملايين من الناس. إنه يقود العالم أجمع وبلاده الى الخطر".

--- فاصل ---

تابع التقرير الذي أعده ريكنغل من قسم الأخبار والتحليلات السياسية في إذاعة أوربا الحرة، أن مثل هذه الخلافات العميقة حول ما إذا كان على الجامعة العربية أن تدعم تغيير نظام الحكم في بلد عربي، يمكن أن توضح سبب عدم تمكن البلدان العربية من التحدث بصوت واحد في مجال السياسة الخارجية على حد تعبيره.

وأضاف الكاتب أن الرسالة الحقيقة التي تكمن وراء البيان الذي صدر عن القمة هي أن الدول العربية تحاول أن تبذل جهدها، بغض النظر عما تحققه من نجاح بسيط.

هذا وسيلتقي الزعماء العرب يوم غد الأربعاء في قطر حيث تعقد منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعها، بحسب تقرير قسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة، الذي أضاف أن من المؤمل أن يناقش الاجتماع ضمن مواضيع أخرى، الأزمة العراقية أيضاً.

على صلة

XS
SM
MD
LG