روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: رؤية الإدارة الأميركية لمرحلة ما بعد الحرب المحتملة في العراق


مسؤولون أميركيون بارزون يتحدثون عن رؤية الإدارة الأميركية لمرحلة ما بعد الحرب المحتملة في العراق وكيفية إدارة هذا البلد، وهي رؤية أثارت ردود فعل متباينة بين قادة جماعات المعارضة العراقية. (محمد إبراهيم) يعرض لهذا الموضوع، وينقل لنا آراء محللين سياسيين.

في تقرير لها من واشنطن ذكرت وكالة فرانس بريس أن اثنين من كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين ابلغا أمس لجنة في مجلس الشيوخ بأنه ليس بإمكانهم تخمين المدة أو الأموال اللازمة لإعادة أعمار العراق في مرحلة ما بعد الحرب .
ونقلت الوكالة عن (Douglas Feith) معاون وزارة الدفاع للشؤون السياسية قوله أمام لجنة العلاقات الخارجية إن القضاء على البنى التحتية والمنشآت والمخازن الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية سيأخذ وقتا وليس بالإمكان المجازفة بتخمين الكمية اللازمة من الوقت لإنجاز هذه المهمة .
ورأى فيث ومعه معاون وزارة الخارجية للشؤون السياسية مارك غروسمان أن الولايات المتحدة ستبقى في العراق مدة تكفي لنزع الأسلحة المحظورة والقضاء على شبكات الإرهاب في البلد وتلبية الحاجات الإنسانية العاجلة للشعب العراقي والبدء بإعادة بنائه سياسيا واقتصاديا .
غروسمان قال إن هذه المهمات تحتاج على تعهد أميركي مستمر بالبقاء في العراق ما دامت الحاجة ضرورية لهذا البقاء وليس أطول .
ولم يجرؤ أحد من المسؤولين البارزين على تقدير الفترة اللازمة لتحقيق هذه الأهداف وهو أمر تسبب في انتقادات شديدة وجهها معظم أعضاء اللجنة بل إن رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري ، Dick Lugar ، قال إنه ما لم تجيب الإدارة بالتفصيل على أسئلة تتعلق بهذه الأمور فإن مخاوف العرب والحكومات الأوروبية فضلا عن الرأي العام الأميركي من قوة الولايات المتحدة ستنمو وتزداد .
وبحسب فرانس بريس فقد حض عدد من أعضاء اللجنة البيت الأبيض على تقديم نظرة عامة على الأقل لشكل الوضع في العراق بعيد الحرب المحتملة . ورأى السيناتور الديمقراطي ، Chris Dodd ، أن الكلفة ستكون باهضة وسيستغرق الأمر وقتا طويلا خاصة إذا كانت الولايات المتحدة لوحدها .

وكالة اسيوشيتدبريس التي تناولت الموضوع ذاته نقلت عن المسؤولين في الإدارة الأميركية قولهما للجنة إن الولايات المتحدة تعتزم تحرير العراق من خلال إطاحة نظام الرئيس صدام حسين وليس في نيتها احتلال هذا البلد .
وشدد فيث وغروسمان على أن الإدارة الأميركية عاقدة العزم على صيانة وحدة الأراضي العراقية وضمان اشتراك العراقيين في الداخل والخارج في مهمة تشكيل حكومة عريضة تمثل مختلف الشرائح والجماعات العرقية والدينية .
وحدد غروسمان ثلاث مراحل يرى المخططون الأميركيون أنها تقود إلى إقامة حكومة شرعية في بغداد هي : مرحلة فرض الاستقرار التي يتم خلالها تشكيل حكومة ائتلاف مؤقتة أو حكومة عسكرية تتولى التركيز على الأمن والاستقرار وفرض النظام . والمرحلة الانتقالية وفيها تتولى المؤسسات العراقية تدريجيا جزء من مهمة إقامة عراق ديمقراطي .
والمرحلة الثالثة تتمثل بصياغة العراقيين دستورا جديدا تتم مناقشته وتعديله والموافقة عليه ، وبإجراء انتخابات حرة ونزيهة .
وفي مجال النفط أكد المسؤولان الأميركيان أنه سيبقى ويجب أن يبقى تحت سيطرة العراقيين الذين يمكن لهم أن يستفيدوا من عائداته في جميع مرافق حياتهم . ونفيا ادعاءات القوى المناهضة للحرب بأن الولايات المتحدة تريد السيطرة على مصادر الطاقة في العراق .

--- فاصل ---

وفي تقرير لها من السليمانية أفادت صحيفة واشنطن بوست بان قادة من جماعات المعارضة العراقية شكوا أمس من خطة أميركية تحدث عنها السفير الأميركي للعراقيين الأحرار زالماي خليل زاد ، وتهدف إلى تنصيب حاكم عسكري في مرحلة ما بعد صدام قد تستمر سلطته عاما كاملا ، ورأوا أن هذا الأمر يترك خطر بقاء العراق تحت إدارة تسيطر عليها الأقلية السنية من جهة والبقية الباقية من حزب البعث الحاكم من جهة أخرى .
ونقلت الصحيفة الأميركية عن جماعة لمؤتمر الوطني العراقي أن خطة إدارة العراق التي أوضحها في أنقرة الأسبوع الماضي السفير خليل زاد تعكس مخاوف السعودية والكويت ومصر من أن دمقرطة العراق قد تجر إلى زعزعة استقراره . وتركز هذه الشكاوى أيضا مخاوف من أن دور المنشقين العراقيين في مرحلة ما بعد الحرب قد يحجم ويقلل مقارنة بدورهم في الشهور التي تسبق إطاحة صدام حسين .
واشنطن بوست نقلت عن المسؤول في المؤتمر الوطني العراقي ، كنعان مكية ، القول إن الخطة تعبر عن سياسة سيئة لافتا إلى أنها ستعطي نتائج معكوسة.
أما أحمد الجلبي القيادي الأبرز في هذه الجماعة ، والموجود حاليا في منطقة كردستان العراق ويواجه مئات من القضايا القانونية التي تتعلق بعدم دفع جماعته رواتب ومستحقات أناس كانوا يعملون معها عندما كان لها مقرات في المناطق الكردية ، فقد حذر من أن خطة الولايات المتحدة يمكن أن تبقي أتباع الرئيس صدام حسين في السلطة حتى لو أطاحت به واشنطن بهجوم عسكري مشيرا إلى أن الخطة الأميركية تقضي بتغيير مسؤولين كبيرين اثنين من كل وزارة وتعيين مسؤولين عسكريين أميركيين بدلا منها .
مكية رأى أن لخطة تعني نقل السلطة على طبق من ذهب للخط الثاني من قيادات حزب البعث الحاكم وقادته العسكريين . وأوضح أن ترك الخطة الأميركية بنية سلطة صدام حسين على حالها يهيء الوضع عند إجراء الانتخابات لاستمرار الأقلية السنية في السلطة التي استحوذت عليها لعقود طويلة ، رغم أن الأغلبية في العراق تتبع المذهب الشيعي في الإسلام . وقال مكية إنه يعتقد بأن السعودية تفضل هذا الخيار على أي خيار آخر .
الجلبي قال أيضا إن ما يقلق جماعات المعارضة العراقية كثيرا يتمثل في مخاوف عدد من الحكومات العربية وأصدقائها في واشنطن من تأثير النموذج العراقي على مستقبل العالم العربي.
إلا أن زعيما كرديا معارضا للرئيس العراقي بدا أكثر سماحة مع ما وصفه بتقرير محبط من قبل خليل زاد . وقال برهم صالح القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني إنه يرغب في متابعة هذه الأنباء مشددا على أن الأمر الأهم في القضية هو التخلص من دكتاتور بغداد .

--- فاصل ---

ولتسليط الضوء على آراء عراقية وعربية بالخطة الأميركية المزعومة سألنا أولا الخبير السياسي الكردي الدكتور محمود عثمان عن مدى واقعية الخطة الأميركية فأبدى بعضا من التحفظات خاصة لجهة سعي واشطن لإقناع الكرد بقبول دخول قوات تركية إلى مناطقهم في شمال العراق ، عثمان قال لإذاعتنا:

(مقابلة عثمان)

الباحث والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع فقد حدد ما يقلق العرب مما يمكن أن يحصل في العراق بعدد من المسائل منها احتمال تمزق العراق لأقاليم عرقية وطائفية ما قد يؤدي إلى تدهور الدولة العراقية وقال :

(مقابلة المناع)

لكن المحلل الكردي العراقي رأى أن الحكومات العربية بالغت في مخاوفها من النموذج العراقي المنتظر وقال :

(مقابلة عثمان)

على صلة

XS
SM
MD
LG