روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: ردود الفعل في مجلس الأمن حول خطاب باول بشأن إخفاء العراق لبرامج تسليح محظورة / تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج


سيداتي وسادتي.. نتابع في ملف اليوم ردود فعل الدول الأعضاء في مجلس الأمن حيال الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي كولن باول وقال فيه إن العراق يخفي أسلحته وبرامجه المحظورة في خرق مادي للقرار 1441. كما نتابع تعليقات من أعضاء في الكونغرس الأميركي ومعلقين سياسيين أميركيين، إضافة الى متابعتنا لبعض المحاور الساخنة في الأزمة العراقية بينها: تصريحات لمستشارة الامن القومي للرئيس الأميكي غوندوليزا رايس تؤكد فيها أن الوقت لا يعمل لصالح العراق وان الحرب أصبحت على الابواب، وتصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج، وإجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء البريطاني ورئيس لجنة انموفيك. كذلك موقف أنقرة واجتماع البرلمان التركي لإتخاذ قرار في شأن المشاركة في الحرب المحتملة. هذا ويتضمن الملف الذي أعده ويقدمه سامي شورش محاور وقضايا أخرى، وتقارير وافانا بها مراسلونا في واشنطن واسطنبول والقدس وباريس.

--- فاصل ---

تباينت ردود الفعل في مجلس الأمن حول الأدلة التي قدمها وزير الخارجية الأميركي كولن باول في خطابه أمس (الأربعاء) في المجلس حول إستمرار العراق في جهوده على صعيد امتلاك أسلحة الدمار الشامل. يشار الى أن باول قال في خطابه إن الإدلة التي في حوزة واشنطن، بالإضافة الى مواصلة بغداد لعبة القط والفأر مع المفتشين، تشيران الى ان العراق أصبح على طريق الحرب.
الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أبدت ردود فعل سريعة من خلال الكلمات التي القاها وزراء خارجيتها في المجلس عقب خطاب باول.
وكالة اسوشيتد برس للأنباء اشارت الى وصف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو خطاب باول بأنه أقوى الخطابات الموجهة الى النظام العراقي من على منبر مجلس الأمن، مؤكداً أن الرئيس العراقي صدام حسين يتعامل مع القرار 1441 كتعامله مع القرارات السابقة ويريد من المجتمع الدولي أن يفقد أعصابه بدل توحيد ارادته.
وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف شدد على أن الأدلة التي قدمها وزير الخارجية الأميركي تتطلب درساً معمقاً ودقيقاً، معتبراً أن خطاب باول أكد ضرورة استمرار عمليات التفتيش في العراق لأن المفتشين وحدهم يمتلكون حق الإجابة على السؤال المتعلق بمدى تعاون بغداد مع القرارات الدولية.
أما وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دي فيلبان فأكد من ناحيته أن اللجوء الى القوة ينبغي أن يكون آخر الخيارات، مشدداً على الحاجة الى تعزيز عمليات التفتيش وزيادة عدد المفتشين.

دي فيلبان:
(نحن في المرحلة الأولى من تطبيقات القرار 1441، وتلك هي مرحلة المفتشين. لكن المرحلة الثانية تتطلب تقريراً من المفتشين يؤكد إستحالة استمرار عمليات التفتيش في العراق. وهنا يمكننا العمل لإصدار قرار ثان، وعندذاك سيعمل كل طرف من أجل الوفاء بمسؤولياته).

يشار الى أن رئيس الوزراء الفرنسي جين بيير رافارن علّق على خطاب باول في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس للأنباء بالقول إنه لن يؤدي الى أي تغيير في الموقف الفرنسي، لكنه أضاف أن باريس تريد زوال أسلحة الدمار الشامل العراقية.
الى ذلك، ذكر وزير الخارجية الصيني تانغ جيا خوان أن المجتمع الدولي يرغب في حل سياسي للأزمة العراقية في إطار الأمم المتحدة بعيداً عن خيارات الحرب.
يشار الى ان باول أكد في خطابه ان المعطيات التي يطرحها في الخطاب مستقاة من مصادر استخباراتية موثوق بها.

--- فاصل ---

دول أخرى في مجلس الأمن ابدت بدورها ردود فعلها حيال ما عرضه وزير الخارجية الأميركي في المجلس من أدلة تشير الى امتلاك بغداد أسلحة للدمار الشامل. وزير الخارجية المكسيكي لويس ارنستو ديرباز جدد رغبة بلاده في تعزيز عمليات التفتيش في العراق، معتبراً أن هذه العمليات هي أفضل الطرق لتدمير وإزالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. وزيرة الخارجية الاسبانية آنا باراكيو اعتبرت أن خطاب باول تضمن أدلة قوية ومعطيات واضحة تشير الى وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق، مؤكدة أن بغداد تحاول التحايل على المجتمع الدولي عن طريق عدم تعاونها مع الأمم المتحدة. لكنها رأت في تقرير بثته وكالة اسوشيتد برس أن المجال ما زال قائماً لتفادي الحرب إذا شرعت الحكومة العراقية في تعاون جدي مع المفتشين.
أما السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة ميخائيل وهبه فإنه قال إن بلاده تعتقد بأن الإمكانية ما زالت قائمة للتوصل الى حل سلمي للأزمة مع بغداد وأن الحل السلمي هو الذي يجنب العراق والمنطقة مخاطر اللا إستقرار والحرب، معتبراً أن من غير الإمكان الحديث عن الحرب ضد العراق في الوقت الذي لا تحتل فيه القوات العراقية أراضي أي دولة أخرى، بينما اسرائيل تواصل احتلال الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية.
وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر اعتبر من ناحيته أن العراق مطالب بإلتزام القرارات الدولية، ومطالب أيضاً بنزع اسلحته للدمار الشامل. فيشر أكد أن الحاجة ما زالت قائمة لتعزيز عمليات التفتيش في العراق.

فيشر:
(كل هذه الحقائق التي قدمها الوزير باول يجب أن تنقل الآن الى المفتشين والخبراء لدرسها. وبعد ذلك يمكننا أن نتخذ قرارا).

قبل أن نواصل ردود الأفعال، نستمع في ما يلي الى تقرير وافانا به مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي يتحدث فيه الى معلقين سياسيين أميركيين في شأن خطاب وزير الخارجية الأميركي:

(تقرير واشنطن)

--- فاصل ---

مستمعينا الأعزاء..
قبل أن ننتقل الى رد فعل بغداد وردود فعل دول أخرى تجاه خطاب باول، نشير الى تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بعد إنتهاء وزير الأميركي من القاء خطابه، أن الوقت ما زال فيه متسع لتفادي الحرب، طالباً من العراق الإذعان لمطالبات مجلس الأمن بالتعاون الكامل مع المفتشين. وكالة رويترز للأنباء نقلت عن أنان أن لا نيّة لديه لزيارة بغداد، مضيفاً أن الرسالة التي وجهها باول الى مجلس الأمن كانت واضحة، وأن الجميع يريدون موقفاً عراقياً ايجابياً في إطار التعاون مع المفتشين وتطبيق التزاماته الدولية، مشدداً على أن في الإمكان تفادي الحرب إذا اختارت بغداد طريق التعاون الكامل والايجابي مع الامم المتحدة.
من جهة أخرى، دان المسؤولون العراقيون ما جاء في خطاب باول ووصفوه بالأكاذيب. وكالة اسوشيتد برس اشارت الى تصريحات للمستشار العلمي للرئيس العراقي عامر السعدي قال فيها إن المكالمات الهاتفية التي تحدث عنها باول ليست سوى مكالمات مفبركة، وأن المعلومات التي استقتها واشنطن عن اسلحة الدمار الشامل العراقية من منشقين عراقيين غير صحيحة، بينما الصور التي عرضها باول في جلسة مجلس الأمن عن مواقع عراقية تختص بأسلحة الدمار الشامل لا تثبت أي شيىء.

السعدي:
(مزاعم باول وأقواله ليست سوى محاولة مقصودة للحط من شأن مصداقية المفتشين ومهنيتهم، لجنة أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك عن طريق اطلاق مزاعم تتناقض بشكل مباشر مع ما يعلنه المفتشون من تقويمات في خصوص التعاون العراقي)

--- فاصل ---

نبقى في إطار الخطاب الذي القاه باول في مجلس الأمن أمس الأربعاء وقدم فيه أدلة ومكالمات هاتفية لمسؤولين عراقيين وأشرطة فيديو ومعطيات وصور عن جهود العراق على طريق امتلاك اسلحة الدمار الشامل. وكالة فرانس برس قالت في تقرير من القدس إن الاسرائيليين يعتقدون أن خطاب باول إشارة الى بدء العد العكسي للحرب المحتملة ضد العراق، وأن السلطات الاسرائيلية تعتقد أن واشنطن بدأت في التهيىء لشن الحرب في موعد أقصاها نهاية شباط الجاري.
من جهة ثانية، علقت الأوساط السياسية والعسكرية الاسرائيلية بدورها على خطاب باول واعتبرته بمثابة وضع النقاط على الحروف، فيما رأى معلق سياسي اسرائيلي أن الوزير باول لم يعتمد في خطابه على معلومات قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إنما استند على معلومات قدمتها وكالات استخبارات دولية أخرى. التفاصيل مع مراسلنا في القدس كرم منشي:

(تقرير القدس)

وفي عودة جديدة الى الموقف الفرنسي، أشار مسؤولون فرنسيون الى أن باريس لا توافق على تكليف حلف شمال الأطلسي بأي مهمات في إطار الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق. يشار الى ان الحلف يعقد اليوم إجتماعاً للبحث في اتخاذ موقف إزاء المشاركة في الحرب.
تفاصيل اضافية حول هذا الموضوع من مراسلنا في باريس شاكر الجبوري:

(تقرير باريس)

--- فاصل ---

وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أشارت الى أن أعضاء بارزين في البرلمان الروسي علقوا على خطاب باول بالقول إن الحاجة ما زالت قائمة لإستمرار عمليات التفتيش في العراق. بينما لفتت وكالة رويترز الى ترحيب أعضاء الكونغرس الأميركي بالخطاب ومضامينه.
ونسبت الوكالة الى أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس أن الصور والأشرطة و المكالمات الهاتفية التي عرضها باول في مجلس الأمن يجب أن تحض الأمم المتحدة على العمل من أجل تعزيز القرارات التي تدعو العراق الى نزع أسلحته.
العضو الجمهورية في الكونغرس سوزان كولينز رأت أن أقوال باول أزالت كل الشكوك في شأن وجود أسلحة للدمار الشامل في حوزة العراق، معربة عن أملها في أن تغير باريس وبرلين موقفيهما في إتجاه التناغم مع الموقف الأميركي بإعتبار ان تطوراً كهذا سيعزز فرص تفادي الحرب. أما العضو الديموقراطي في الكونغرس ريتشارد دوربن فقد أكد أن خطاب باول يجب أن يدفع بالزعماء العرب الى ابلاغ الرئيس العراقي بأن تفادي الحرب يتطلب تعاونه الكامل مع المفتشين.
أما وكالة فرانس برس فقد اشارت الى إحتمال أن توافق الادارة الأميركية على صدور قرار جديد من مجلس الأمن يسمح بإستخدام القوة العسكرية ضد العراق على رغم أن عدداً من المسؤولين الأميركيين أكدوا عدم حاجة واشنطن لقرار جديد لشن الحرب ضد النظام العراقي.
هذا في حين نقلت وكالة رويترز عن كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إن المشكلة هي في العراق نفسه، مضيفة أن الولايات المتحدة لم تحدد موعدا نهائيا لشن الحرب، لكن الرئيس العراقي صدام حسين لم يتبق له سوى وقت قصير قبل أن يتم نزع سلاحه بالقوة.
غوندوليزا رايس قالت في مقابلة أجرتها معها شبكة إي.بي.سي التلفزيونية الأميركية إن من الصعب جدا أن يتخيل المرء أن يغير النظام العراقي جلده، مرجحة أن لا يتخلى صدام حسين عن السلطة ولا أن يذهب إلى المنفى طواعية، مستبعدة أن تطالب واشنطن بقرار ثان من مجلس الأمن يخولها شن الحرب على العراق.
رايس حذرت في المقابلة العراق من أن الوقت امامه يوشك ان ينفد، وان المجال لم يعد يتسع للمماطلة، مضيفة أم الولايات المتحدة لم تحدد موعداً نهائياً للحرب، لكن تحديد مثل هذا الموعد لن يتعدى أسابيع وليست اشهرا.
أما كولن باول فقد أكد في تصريحات تلفزيونية بعد القاءه الخطاب في مجلس الأمن أن العراق اصبح على ابواب الحرب، مشدداً على اهمية التقرير الذي سيقدمه المفتشون الى مجلس الأمن في الاسبوع المقبل حول تقويمهم لمدى تعاون العراق.

--- فاصل ---

في محور آخر، لفتت وكالة اسوشيتد برس الى إجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ورئيس لجنة أنموفيك للتفتيش هانز بليكس في العاصمة البريطانية، حيث يقوم بليكس بإطلاع بريطانيا على نتائج نشاطات المفتشين.
وفي سياق آخر، وصل وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى بريطانيا، وأكد في تصريحات نقلتها وكالة اسوشيتد برس أنه سيبحث مع المسؤولين البريطانيين في إمكان تفادي الحرب ضد العراق. الى ذلك اكد خرازي أن المسائل المتعلقة بنزع اسلحة العراق يجب أن تترك للمفتشين الدوليين.
وفي تركيا يعقد مجلس النواب التركي اليوم الخميس جلسة للتصويت على السماح للقوات الأميركية بالإنتشار في الاراضي التركية. ورجحت وكالة فرانس برس أن يوافق المجلس الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكمة على طلب الحكومة التركية اعطاء الضوء الأخضر لمثل هذا الإنتشار.
في موضوع تركي عراقي آخر، عقد وفود كردية وتركمانية عالية المستوى جلسة أولى من الإجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك في مبنى الخارجية التركية حضرها مبعوث الرئيس الأميركي الى العراقيين الأحرار زلماي خليل زاد. فيما بعد عقد المشاركون في الاجتماع مؤتمراً صحافياً تحدثوا فيه عن تطورات الأزمة العراقية واهداف الاجتماع. مراسلنا في اسطنبول الذي يتابع ملف الموقف التركي من أنقرة جان لطفي حضر المؤتمر الصحافي ووافانا بالتقرير التالي:

(تقرير اسطنبول)

--- فاصل ---

على صعيد آخر، قالت وكالة رويترز إن الجيش الأمريكي استدعى ما يقرب من 17 ألفا آخرين من قوات الاحتياط ليصل إجمالي عدد قوات الاحتياط في الخدمة العسكرية العاملة إلى أكثر من 111 ألفا.
وفي تقرير آخر قالت فرانس برس إن تعداد القوات الأميركية في منطقة الخليج وصلت الى 110 ألف جندي، فيما يُنتظر أن تصل الى المنطقة حاملة طائرات أميركية رابعة. أما في الكويت لوحدها فقد وصل تعداد الجنود الأميركيين الى واحد وخمسين الف جندي.
يشار الى أن الولايات المتحدة لديها الآن ثلاث حاملات طائرات كل واحدة منها تحمل 75 طائرة حربية.
أخيراً، قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد في شهادة أدلى بها أمام لجنة تابعة للكونغرس أن ثلاث دول تعارض المشاركة في الحرب المحتملة ضد العراق، مشيراً الى ان هذه الدول هي ليبيا وكوبا وألمانيا.

على صلة

XS
SM
MD
LG