روابط للدخول

خبر عاجل

الأزمة العراقية الراهنة لا تعبر سوى عن تخبط في السياسة الأميركية / بليكس والبرادعي قدما تقريراً متوازناً الى مجلس الأمن


سيداتي وسادتي.. في جولتنا على العناوين العراقية البارزة في الصحف العربية الصادرة اليوم نعرض لكم صحبة الزميلة ولاء صادق عدداً من أبرز مقالات الرأي، خصوصاً تلك المقالات التي تركز على التقرير الذي قدمه المفتشون الدوليون الى مجلس الأمن والمواقف المختلفة إزاء السياستين العراقية والأميركية في دائرة الصراع الساخن بين الدولتين.

في صحيفة الخليج الإماراتية نقرأ تعليقاً للكاتب الفلسطيني فوزي الأسمر يقول فيه إن الأزمة العراقية الراهنة لا تعبر سوى عن تخبط في السياسة الأميركية. فواشنطن التي تهدد العراق بالحرب لا تقتصر في تهديداتها على بغداد، إنما تهدد دولاً أخرى وأغلبية شعوب العالم، مضيفاً أن هذا التخبط الذي تغذيه عناصر متطرفة وحاقدة خصوصاً على العرب والمسلمين هو تخبط ذو ابعاد تتعدى منطقة الشرق الأوسط، داعياً القائمين على السياسة الأميركية الى إعادة النظر في مواقفهم لتجنب العالم مخاطر الحرب والدمار والقتل.
الكاتب العراقي جلال الماشطة إتفق في الرأي مع الكاتب الفلسطيني، وذلك في تعليق نشرته الحياة اللندنية، لكنه أضاف الى ذلك أن الولايات المتحدة تقفز على إرادة المجتمع الدولي بتخبطها السياسي إزاء العراق، مدعية أن لها حقاً سيادياً في محاربة العراق حتى لو اعترض مجلس الأمن على ذلك.
أما الكاتب السعودي رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عبدالرحمن الراشد فيختلف في تقويمه للأزمة العراقية عن الكاتبين الفلسطيني والعراقي، إذ يقول في زاويته اليومية في الشرق الأوسط أن النظام العراقي غير جدير بالدفاع عنه لو هوجم غداً لأنه كان أعظم مصدر للقلاقل في المنطقة.
اعتبر الراشد أن تمترس بعض الأوساط العربية وراء الدفاع عن النظام أضعف الموقف العربي بشكل عام. فالنظام العراقي سهل تعريته وإثبات استحقاقه للتهشيم لأنه مليء بالآثام والخطايا بحق شعبه وجيرانه والعالم على حد تعبير رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

--- فاصل ---

في محور آخر، تحدث الكاتب العراقي غسان العطية عن مجموعة من المحاور المتعلقة بالشأن العراقي في إطار ما يتردد عن إحتمال تعرض العراق الى حرب أميركية هدفها إطاحة نظامه. وقال العطية في مقال نشرته الحياة اللندنية أن هدف إطاحة النظام يجب أن يكون تحرير الإنسان العراقي وإقامة الديموقراطية وتطبيع العلاقات العراقية مع نفسه وأطرافه والعالم وليس مجرد إزالة اسلحته للدمار الشامل.
ورأى العطية في مستهل مقاله أن السؤال الذي يشغل ذهن العراقيين ليس الحرب وموعد نشوبها، بل بقاء الرئيس العراقي أو زواله. فالعراق والعراقيون بحسب العطية في حالة حرب منذ وصول صدام حسين الى الرئاسة عام 1979 بمذبحة قضى ضحيتها معظم رفاقه في قيادة البعث. أما نهاية الحرب فلن تتحقق إلا بزوال النظام، وليس بإعطاء المفتشين وقتاً إضافياً، معتبراً أن هذا القول لا يعني التحريض على الحرب بل يعني ان العراقيين في حاجة ماسة الى الخلاص من كابوس النظام الحاكم.
وتحدث العطية في مقاله عن تعاون العراقيين مع الولايات المتحدة من أجل إطاحة صدام، وقال إن العراقيين يدركون أخطاء أميركا بحقهم، لكنهم يعرفون في الوقت ذاته ان أميركا هي القوة الديموقراطية الكبرى في العالم وانها تستطيع ملأ أي فراغ يمكن أن يحدث بعد زوال النظام العراقي، واصفاً كل المخاوف القائلة بإحتمال إنفصال الكورد أو غلبة اللون الشيعي على الصورة العراقية بأنها مبالغات لا اساس لها. أما عملية بناء العراق اقتصادياً وسياسياً بعد زوال النظام الحالي فتحتاج الى وقت، والى تحالف عراقي اميركي استراتيجي أشبه بتحالف كوريا الجنوبية أو تركيا مع الولايات المتحدة.
الى ذلك، أشار العطية الى ان محاربة التطرف والأصولية في المنطقة لن تتم بالقمع بل بتقديم البديل المقبول، مؤكداً أن في إمكان عراق الغد بالتعاون مع الغرب والولايات المتحدة أن يصبح هذا البديل المطلوب، منتقداً في الوقت نفسه الأوساط العربية التي ترى أن الولايات المتحدة لا تريد من العراق سوى نفطه.
وفي نهاية مقاله، لم يستهن العطية بمخاطر المستقبل، لكنه شدد على ان صدام حسين إذا ما نجى من أزمته الحالية، فإنه أشبه ما يكون بالزعيم النازي هتلر لو تم إفتراض بقائه حياً في أوروبا حتى اليوم.

--- فاصل ---

صحيفة البيان الإماراتية نشرت افتتاحية علّقت فيها على تقرير المفتشين الى مجلس الأمن ودعت الى إعطاء مزيد من الوقت لمفتشي الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه، إتاحة الفرصة أمام بغداد لحل مشكلاتها مع المفتشين في جو سلمي بدلاً من الحملات النفسية والدعائية التي تتعرض لها الآن.
أما الشرق الوسط اللندنية فإنها اشارت في افتتاحيتها التي تحدثت عن الموضوع ذاته الى أن بليكس والبرادعي قدما تقريراً متوازناً الى مجلس الأمن، لكن الولايات المتحدة فسّرت التقرير على هواها، مستنبطة منه أن العراق أقدم على خروقات مادية للقرار 1441.
لكن الكاتب اللبناني بشارة نصار شربل تناول الموضوع من زاوية مختلفة، وقال في تعليق نشرته الحياة اللندنية إن المشهد قاتم، داعياً الدول العربية الى انتهاز الفرصة التي أتاحها تقرير بليكس لطرح مبادرة جريئة تشجع صدام حسين على ترك الحكم. فهذه المبادة إذا ما طُرحت، ستكون أنفع بكثير من التفجع على أطفال العراق والنظام العربي وتحدث العرب عن استهداف للأمة ومؤامرات لا توجد إلا في مخيلات الغوغاء والعاجزين على حد تعبير بشارة نصار شربل.

على صلة

XS
SM
MD
LG