روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: مشاعر العراقيين تجاه الحرب المرتقبة ضد العراق


(أكرم أيوب) و (زينب هادي) يعرضان فيما يلي لتقريرين بثتهما وكالتان غربيتان. الأول يتناول أحوال العراقيين الخائفين من الحرب داخل المناطق الكردية، فيما يتناول التقرير الثاني مشاعر القلق التي تنتاب العراقيين نتيجة لظهور مؤشرات على إمكان تفادي الحرب.

بثت وكالة رويترز للانباء تقريرا عن العراقيين الخائفين من حرب مقبلة، وتدفقهم الى شمال العراق بأعتباره ملاذا آمنا، أستهلته بالاشارة الى معاناة عراقي يدعى حامد ذاق مرارةالسجن والتعذيب، ماأضطره لترك منزله، والهرب الى معسكر في المنطقة الكردية. وتنقل وكالة الانباء عن هذا الرجل تأكيده على أنه في حال حدوث الحرب، سيقاتل القوات العراقية الحكومية حتى يستعيد المنزل الذي فقده، أو يموت – بحسب تعبيره.
وتذكر وكالة الانباء أن الاخرين من العراقيين لايمتلكون اليقين الذي يمتلكه حامد، وينوون التوجه الى الملاذ الكردي التقليدي أي الى الجبال. ويخشى عمال الاغاثة الذين يتبعون منظمات دولية من حدوث كارثة إنسانية، جراء تدفق أعداد متزايدة من العراقيين الى المنطقة الكردية وقطع إمدادات الغذاء والوقود.
وتنقل رويترز عن حامد إشارته الى إعتزامه مساندة أي هجوم على العراق من أجل العودة الى المكان الذي كان يعيش فيه، مؤكدا على أستعداده للدفاع عن نفسه وعن منطقته.
لكن المحيطين بهذا الرجل – كما تقول رويترز – ينظرون بقلق الى الخطوط الامامية من قطعات الحكومة العراقية، ويخشون من الدمار الذي يمكن أن تلحقه الدبابات وقذائف المدفعية بالمنطقة. ونقلت عن أحد المواطنين العراقيين قوله إن مجرد النظر الى القوات الحكومية تسبب له الصداع.
وتعرض رويترز لصورة العوائل الكردية والتركمانية التي تزدحم بها الشوارع غير المعبدة والخيام داخل المنطقة الكردية، بعد طردهم من مدينة كركوك بسبب إجراءات الرئيس صدام حسين الرامية الى تعرّيب المنطقة. وتتساءل هذه العوائل عما إذا كان عليها أنتظار الحصول على منزل في المنطقة الكردية، أو أنتظار وقوع الحرب لأستعادة المنزل الذي فقدته في كركوك، أو ترك المنطقة مبتعدة عن الخطر.
وتذكر وكالة رويترز أن الكرد في مدينة جمجمال يعكفون على سماع أنباء الاستعدادات الاميركية لحرب محتملة في العراق، لأتخاذ القرار حول أختيار اللحظة المناسبة للألتحاق بأقاربهم في القرى في حال نشوب الحرب.

وتطرق التقرير لوثيقة صدرت عن الامم المتحدة آوائل هذا الشهر، وتوقعت حدوث مشكلة ضخمة تتعلق باللاجئين العراقيين، إذا وقعت الحرب، وأن أعداد الذين سيتجهون الى الدول المجاورة سيقارب المليون – بحسب رويترز. كما ستؤدي الحرب الى ترك مليونين من العراقيين لمنازلهم، لكنهم سيبقون داخل العراق، حيث سيكون من العسير على وكالات الإغاثة توفير المعونة لهم بسبب القتال الدائر.
ونقل التقرير عن العاملين في ميدان الإغاثة، أن العديد من العراقيين سيتجهون الى المنطقة الشمالية من العراق بأعتبارها تمثل الملاذ الآمن، منذ خروجها عن سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، بعد حرب الخليج عام 1991، وهي الآن تحت الحماية الاميركية البريطانية ضمن منطقة الحظر الجوي. لكن وصول المزيد من البشر أثناء الحرب سيلقي أعباء باهظة على المسؤولين الكرد وعلى هيئات الاغاثة.
وذكر التقرير أن مايقرب من المليونين من البشر في المنطقة الشمالية يعتمدون على الحصة التموينية، التي توزع في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للامم المتحدة، وتصل عن طريق المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المركزية، لافتا الى قطع هذا الشريان الحيوي في حال نشوب الحرب. كما أشار تقرير رويترز الى أن جميع أنواع الوقود المستخدم في النقل والتدفئة والطبخ يصل الى المنطقة الشمالية عن طريق بغداد، ولاتتوفر في المنطقة إمكانات لتخزين الوقود، ما سيشكل ضغوطا على الكرد بعد قيام الحرب بوقت قليل. لكن القليل من الكرد يتوقعون تكرار ما حدث في عام 1991، آملين عدم خذلانهم هذه المرة من قبل المجتمع الدولي، ومن الرئيس جورج دبليو بوش بالذات – بحسب ماأوردت وكالة رويترز.

وفي تقرير لها من السليمانية، أفادت وكالة الصحافة الالمانية بأن العراقيين بدأوا يتساءلون عما سيحصل في حال عدم نشوب الحرب، نظرا لقيام فصائل المعارضة العراقية الست الرئيسة بتأجيل أجتماع لأختيار مجلس رئاسي.
وقالت وكالة الانباء إنه كان مقررا للاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديموقراطي الكردستاني، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، والمؤتمر الوطني العراقي، وحركة الوفاق الوطني العراقي، والحركة الملكية الدستورية، عقد أجتماع ثان في مدينة أربيل في الخامس عشر من الشهر الجاري، بعد الاجتماع الذي عقد في لندن الشهر الماضي.
ونقلت وكالة الانباء عن مسؤولين قولهم إن التاجيل حدث لأسباب فنية، ولأسباب تتعلق بتباطؤ دول الجوار – أي ايران وسوريا وتركيا – في منح تأشيرات الدخول لبعض المشاركين في المؤتمر.
لكن وكالة الصحافة الالمانية تشير الى أسباب أخرى، وتنقل عن عضو في المؤتمر الوطني العراقي إشارته الى إمكان تعرض الخطة الحالية لأزاحة الرئيس صدام حسين عن السلطة من دون اللجوء الى حرب، لإنتكاسات، في حال عقد مؤتمر آخر للمعارضة العراقية.
وأضاف التقرير بأن خطة نفي الرئيس العراقي، وعمليات التفتيش الجارية في العراق، والمشاعر المناهضة للحرب في أوروبا، إضافة الى الجهود التي تبذلها الدول الاسلامية لأيجاد حل دبلوماسي للأزمة - جميع هذه التفاعلات أدت الى الشعور بخيبة الامل، والخوف، والإحباط بين المعارضين لصدام، خشية من تفادي الحرب ضد نظام بغداد.
ونقلت وكالة الصحافة الالمانية عن معارض عراقي في السليمانية بأنه إذا لم تنشب الحرب في غضون الاسابيع الاربعة القادمة ضد نظام البعث في بغداد، فإن شعورا بالخيبة العميقة سيعم أوساط العراقيين – بحسب تعبيره.

وينظر الى خطة البحث عن منفى لصدام بعين الريبة في شمال العراق، نظرا لتأكيد سوريا وايران بأنهما لن توفرا ملاذا له، كما أن السعودية ومصر لاتمثلان خيارا محتملا للرئيس العراقي. ونقلت وكالة الانباء عن جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني إشارته الى أن الظن بتنحي صدام عن السلطة طواعية، هو محض خيال – على حد تعبيره.
ولاحظ التقرير أن الناس في السليمانية يخشون أن تصبح المدينة التي لاتقع ضمن منطقة الحظر الجوي، الهدف الاول لأنتقام صدام، في حال عدم وقوع الحرب، مستعيدين ما حصل في مدينة حلبجة.
ونقلت وكالة الصحافة الالمانية عن عضو في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ملاحظته بأن العراقيين يعجزون عن تقرير مصيرهم بسبب النظام القائم على الاستبداد، مؤكدا على عدم موافقة المجلس الاعلى على الحرب، ولكن في الوقت نفسه، على ضرورة إضعاف النظام في بغداد من أجل تمكين الناس من التفكير في مستقبلهم – بحسب تعبيره، وكما أفادت وكالة الصحافة الالمانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG