روابط للدخول

خبر عاجل

هل تسعى الولايات المتحدة نحو نفط العراق بدلاً من أسلحة صدام حسين؟


فيما يلي يقدم (جهاد عبد الكريم) عرضاً لأهم ما تناولته الصحف البريطانية الصادرة اليوم في الشأن العراقي، ومن أبرزها تعليق يطرح التساؤل التالي: هل تسعى الولايات المتحدة نحو نفط العراق بدلاً من أسلحة صدام حسين؟

مستمعينا الأعزاء طابت أوقاتكم..
إليكم فيما يلي عرضاً لأهم ما نشرته الصحافة البريطانية الصادرة اليوم عن الشأن العراقي.
صحيفة ديلي تلغراف نشرت تقريراً عن إحتمالات تعرض القوات البريطانية للنيران الصديقة، كتبه مايكل سميث مراسل الصحيفة للشؤون الدفاعية، نقل فيه عن ضابط كبير متقاعد قصفت وحدته بنيران صديقة إبان حرب الخليج عام واحد وتسعين قوله؛ ان الجنود البريطانيين يجب ألا يتم إرسالهم الى القتال في العراق دون وجود نظام يحول دون إحتمال تعرضهم لهجمات عرضية تشنها الطائرات الأميركية.
وتضيف الصحيفة ان الجنرال Andrew Larpent إتهم في رسالة بعثها الى الصحيفة، إتهم وزارة الدفاع بما أسماه إهمالاً خطيراً في إخفاقها بوضع نظام من شأنه منع مثل تلك الحوادث، ويذكر التقرير ان الجنرال Larpent كان يقود فوجاً ملكياً في حرب الخليج حيث قتل منه تسعة وجرح إثنا عشر من أفراد وحدته عندما قامت طائرة اميركية من نوع A10 بتوجيه قذائفها نحوهم، حين كان طيارها يظن انهم من القوات العراقية.
وتقول الصحيفة ان الجنرال Larpent أطلق هجومه هذا في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لإعلان دعوة سبعة آلاف من قوات الإحتياط ونشر قوات للمشاركة في أي حملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة على العراق.

وفي صحيفة التايمز يكتب Tam Dalyell الذي كان جندياً في سلاح الدروع مطلع الخمسينات، وأحد الأعضاء المخضرمين في مجلس العموم البريطاني، يكتب رسالة الى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، يقول فيها؛ بإسم الديمقراطية، إقرأ رسالتي هذه قبل أن تقرر إرسال أي فرد بريطاني الى الموت، فأنا أقر، ان ثمة إدانة عامة كانت وراء حرب فوكلاند وحرب الخليج، بصرف النظر عما كنت أفكر فيه من حكمة جراء ذلك، ولكن في حالة العراق، بماذا ستفكر إذا كنت ستخدم في تلك القوات، إذا علمت ان رئيس أساقفة كانتربري وكاردينال ويستمينستر ورئيس تجمع كنائس إسكتلندا والعديد من العسكريين يعارضون ماتطلبه منهم بصفتك رئيساً للوزراء أن يفعلوه، وما هو الهدف العسكري على وجه التحديد، وهل يشكل ذلك أساساً للمخاطرة بالحياة، قبل ان تمضي قدماً مع أجندة تشيني ورامسفيلد وولفووتز، وقبل ان تقرر إرسال قوات بريطانية أكثر الى الخليج.

ويمضي الكاتب مخاطباً رئيس الوزراء؛ من المفترض ان نظامنا ديمقراطي برلماني، ويتوجب على أي واحد منا في مجلس العموم ان يشعر بالمسؤولية الشخصية عن الخطوة الخطيرة المتمثلة في إرسال من قاموا بإنتخابنا، أو آبائهم وأمهاتهم أو أطفالهم الى موقع خطير من الضربة الإستباقية للعراقيين الذين من المؤكد انهم سيقاتلون دفاعاً عن وطنهم.

ونقرأ في صحيفة فاينانشيال تايمز تحليلاً إقتصادياً يتساءل هل حقاً تسعى الولايات المتحدة وراء نفط العراق بدلاً من أسلحة صدام حسين؟ فبعض الناس يعتقد ان القضية ينبغي ان تكون هكذا، وإلا لماذا يتعامل الرئيس جورج بوش مع كوريا الشمالية برفق الى حد بعيد، وهي التي إعترفت بتصنيع أسلحة نووية، فيما يندفع بقوة نحو العراق الذي لم يقم بتهديد جيرانه خلال العقد الماضي... فلربما قام السيد بوش بوضع خطط لنفط العراق، ولكن الفكرة القائلة ان ذلك هو الدافع الرئيس لهجوم على بغداد هي فكرة خيالية، والحقيقة ان الولايات المتحدة محكوم عليها بأسلوب حياتها المسرف ان تبقى معتمدة على أكثر من منتج للنفط في الشرق الأوسط، وان شن هجوم على العراق قد يكشف عن هذا الإعتماد، وإذا ما إرتفعت أسعار النفط فان ذلك سيؤثر كثيراً على الإقتصاد الأميركي.
وتضيف الصحيفة، ان الدمار الإقتصادي الحقيقي سيتأثر ليس فقط بالكيفية التي ترتفع فيها أسعار النفط، بل بطول الفترة التي تبقى فيها عند تلك المستويات المرتفعة، وعلى هذا الأساس فان السيد بوش سيقوم بحساب ان النجاح العسكري الخاطف سيؤثر قليلاً في إرتفاع أسعار النفط، ولكن ليس بمقدوره ان يتجنب نزاعاً طويلاً يزيد من إرتفاع الأسعار ويبقيها عند مستويات عالية.
وتختم الفانانشيال تايمز تحليلها بالقول ان المعارضة العراقية قدمت إقتراحات متكلفة تؤكد على إخراج العراق من منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، وان عراق مابعد صدام يجب ان يعفيه شركاؤه في هذه المنظمة من التقيد بالحصص الإنتاجية لفترة من الزمن، كي يتمكن من إعادة بناء صناعته النفطية، وان أي حكومة عراقية تسعى لمغادرة منظمة أوبك ستجازف في الظهور كدمية لدى الولايات المتحدة في عيون مواطنيها وكذلك جيرانها.

وعن سكان الأهوار في جنوب العراق الذين تأثروا بعملية تجفيف الأهوار، تنشر صحيفة الغارديان تحقيقاً كتبه مراسلها في العراق من منطقة الجبايش التي يقول عنها ان هذه القرية التي كانت محاطة بالأهوار خاوية وفي حالة من الدمار، فعلى جانبي الطريق المؤدي اليها تمتد أراض رمادية متشققة من شدة الجفاف..
ويلفت المراسل الى ان الجبايش انتفضت كسائر مناطق الجنوب العراقي ضد صدام حسين في أعقاب حرب الخليج، ودفع الشيعة جراء ذلك ثمناً باهضاً، أما اليوم فتنتشر نقاط السيطرة المسلحة على كل ميل تقريباً في الطرق التي تتخلل مناطق الأهوار، فهي هنا لا للدفاع عن العراق ضد القوات الأميركية إذا ما شنت هجوماً عليه، بل لإخماد أي إشارة للتمرد يبديها السكان.
وتذكر الصحيفة ان أغلب السكان من عرب الأهوار والذين يبلغ عددهم مئتين وخمسين ألفاً أصبحوا من المرحلين، ففي الوقت الذي تم توثيق هجمات الرئيس صدام حسين على المناطق الكردية في الشمال، تم كشف القليل مما تعرض اليه السكان الشيعة في الجنوب من عمليات قمع.
وتلفت الصحيفة الى ان عرب الأهوار المتبقين يحاولون في الوقت الحاضر التكيف على نمط من حياة دون وجود مستنقعات أحبوها، وتنقل عن جاري مفطم ثجيل الذي باع مشحوفه الصغير قبل عشر سنوات وإنتقل مع عائلته باتجاه الجنوب للعيش قريباً من مدينة القرنة، جالباً معه مضيفه القصبي، فعندما كان صبياً كان يعيش في بيوت القصب العائمة في قلب الأهوار، تنقل عنه قوله؛ لكل عصر جماله، وجمالنا كان يتمثل في تلك الأهوار، فقد عشنا في عالم المياه والسمك، الآن أحن الى تلك الأيام، ولكن الأهوار جففت قبل عشر سنوات، وذهبت مياهنا الحلوة.

على صلة

XS
SM
MD
LG