روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: السياسة الأميركية تجاه الحالتين العراقية والكورية


صحيفة أميركية بارزة تناولت الأسلوب المختلف الذي تنتهجه الإدارة الأميركية في معالجة كل من الحالتين العراقية والكورية. فيما اتهمت بغداد واشنطن بالاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين. التفاصيل في سياق التقرير التالي الذي أعده ويقدمه (ناظم ياسين)، ويتضمن التقرير أيضاً مقابلة أجراها مع محلل سياسي أردني.

في تقريرٍ نشرته صحيفة (بوسطن غلوب) الأميركية اليوم الثلاثاء عن السياسة الأميركية تجاه الحالتين العراقية والكورية الشمالية، تستهل الكاتبة (آن إي. كورنبلات) بالإشارة إلى مصطلح "محور الشر" الذي أطلقه الرئيس جورج دبليو بوش في وقت سابق من العام الحالي لوصف ثلاث دول هي العراق وإيران وكوريا الشمالية. لكنها تقول إن الرئيس الأميركي ومستشاريه يحاولون الآن التمييز بين حالتيْ العراق وكوريا الشمالية نظرا للمشاكل المختلفة الكبيرة في كلٍ من بغداد وبيونغيانغ الأمر الذي يستوجب معالجتها بوسائل مختلفة.
هذا على الرغم مما يقوله مسؤولون أميركيون عن مساعي كلا هاتين الدولتين نحو حيازة أسلحة دمار شامل واتهامهما بانتهاك حقوق الإنسان وممارسة القمع.
وفيما وافقت بغداد على استئناف عمليات التفتيش عن أسلحتها المحظورة، قامت بيونغيانغ في الأيام الأخيرة بطرد المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من البلاد.
ومع ذلك، يشير التقرير المنشور في صحيفة (بوسطن غلوب) الأميركية إلى أن إدارة بوش تهدد باستخدام القوة العسكرية ضد العراق في الوقت الذي تدعو إلى حل الأزمة الكورية الشمالية بالوسائل الدبلوماسية السلمية.
وفي تبريره هذه السياسة، نقلت الصحيفة عن (آري فلايشر)، الناطق باسم البيت الأبيض، قوله الأسبوع الماضي: "إن الوضع في العراق يتعلق بشخص قام باستخدام القوة في الماضي لمهاجمة واحتلال جيرانه. ولم يكن هذا تاريخ كوريا الشمالية في السنوات الخمسين الماضية"، على حد تعبيره. وأضاف الناطق الرئاسي الأميركي أن الحالتين، لهذا السبب، مختلفتان، مشيرا إلى استحالة التعامل مع العالم بالسياسة نفسها حيث يمكن تطبيق أسلوب بعينه في جميع الدول، بحسب ما نقل عنه.
أما وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) فقد صرح الأحد بأن الحالة العراقية تختلف عن نظيرتها الكورية الشمالية من حيث أنها "أكثر إلحاحا"، بحسب تعبيره.

--- فاصل ---

(بوسطن غلوب) نقلت عن مسؤول أميركي آخر تحدث شريطة عدم تعريف هويته، نقلت عنه قوله إن العراق مُنح فرصة حل نزاعاته بشكل دبلوماسي طوال أكثر من عشر سنوات فيما لا تزال الجهود الدبلوماسية في بدايتها بكوريا الشمالية. وأضاف قائلا: "لقد استنفدنا الجهود الدبلوماسية في العراق"، بحسب تعبيره.
أما الرئيس بوش فقد ذكر في مقابلة بثتها شبكة (أي. بي. سي.) التلفزيونية في وقت سابق من الشهر الحالي أن إدارته تتعامل مع كل قضية بوسائل مختلفة، "أو بعبارة أخرى، لا تستوجب كل قضية من القضايا ردّا عسكريا محتملا. فهناك وسائل للحفاظ على السلام عبر الضغوط الدبلوماسية ومن خلال التحالف. وهذا ما نفعله في شبه الجزيرة الكورية"، على حد تعبيره.
بغداد، من جهتها، اتهمت واشنطن بالاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين. وفي افتتاحية نُشرت أمس تحت عنوان (الحالة العراقية والحالة الكورية)، تساءلت صحيفة (الثورة) الناطقة باسم حزب البعث الحاكم: "أليست حالة العراق هي نقيض الحالة الكورية؟ ولكن انظروا كيف تتعامل أميركا مع الحالتين. كيف تهدد العراق الخالي من الأسلحة بالغزو والاحتلال، وتلاحقه على شئ غير موجود عنده، بناء على افتراضات هي من يفترضها.. في حين تعلن حرصها على حل أزمتها مع كوريا الشمالية بالطرق الدبلوماسية"، على حد تعبير الصحيفة العراقية الرسمية.
وللتعليق على هذا الموضوع، أجرينا المقابلة التالية مع المحلل السياسي الأردني عريّب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان.

(المقابلة مع المحلل السياسي الأردني عريّب الرنتاوي)

على صلة

XS
SM
MD
LG