روابط للدخول

خبر عاجل

جوانب إنسانية للأزمة في العراق


نطلع فيما يلي على تقريرين من الصحافة البريطانية التي أبرزت اليوم جوانب إنسانية للأزمة في العراق. ما يتعلق بالدروع البشرية التي ستشكل من المناهضين للحرب، وقضية تدفق اللاجئين العراقيين إلى الدول المجاورة في حال نشوب الحرب. (ميخائيل ألاندرينكو) أعد عرضاً لهذه الصحف.

تطرقت صحيفة (اوبزيرفر) في عددها الصادر اليوم الى دروع بشرية ينوي معارضون غربيون لحرب جديدة في الخليج تشكيلها من اجل الحيلولة دون عمل عسكري ضد بغداد. المقال قصّ حكاية Kenneth Nichols الذي مُنح ميدالية لمشاركته في حرب الخليج عام 1991 ضمن قوات المارينز الاميركية. Nichols الآن بات محتجّا صارخا ضد حرب جديدة في المنطقة ينظّم مسيرة الى بغداد قبل ضربات اميركية وبريطانية مرتقبة. Nichols الذي يبلغ 33 عاما من العمر عازم على جمع عشرات المتطوعين في لندن وقيادة القافلة البشرية في 10 كانون الثاني. وستمرّ المسيرة عبر شتى العواصم الاوروبية جامعةً مزيدا من المتطوعين في الطريق. ومن المخطط ان يزور المعارضون للحرب مدن امسردام وبروكسل وباريس وزوريخ وميلان وساراييفو واسطنبول وكذلك سوريا قبل وصولهم الى بغداد في 24 من الشهر المقبل تقريبا، أي قبل ثلاثة ايام من التاريخ الذي ينوي فيه الرئيس الاميركي جورج بوش ان يعلن اذا كان العراق يتعاون مع المفتشين الدوليين للاسلحة. وذكرت الصحيفة البريطانية ان اعلان بوش هذا قد يؤدي الى غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة.

ويريد Nichols ان يضحي بحياته من اجل وقف الحرب، مضيفا انه يسافر الى العراق ويدرك انه ربما لن يخرج حيا من الاقتحام الاميركي. وينوي اعضاء القافلة وجود نقاط للبنية التحتية قد تتعرض للضرب الاميركي، مثل المحطات الكهربائية والجسور الرئيسة والطرق، ونشر انفسهم هناك كدروع بشرية، جاذبين انتباه وسائل الاعلام العالمية. ونقلت الصحيفة عن Nichols شكّه في ان يُسعَد احدٌ بقصف مواقع يحميها اميركيون او اوروبيون.

واشارت صحيفة (اوبزيرفر) الى ان Nichols كان عام 1991 يخدم في الكتيبة الثانية لفيلق المارينز. وكان جنديا من المشاة على الطريق الى البصرة حيث قتلت قصوف الحلفاء مئات الجنود العراقيين المتراجعين. وترك Nichols قوات الماريمز بعد سنة، بحسب الصحيفة.

الصحيفة لاحظت ان خدمته في المارينز خيبت آماله بالنسبة للسياسات الخارجية الاميركية، اذ تحوّل الى اكبر المعارضين للتدخلات الخارجية الاميركية. وقال Nichols انه يشارك في المسيرة السلمية جزئيا للاعراب عن اعتذاره الى الشعب العراقي من كل ما عمله اثناء مدة خدمته العسكرية.

واشارت صحيفة (اوبزيرفر) البريطانية في عددها اليوم الى ان Jo Briton البالغة 28 عاما من العمر هي الاخرى تتجه الى المنطقة. Briton قالت انها تأمل في المغادرة الى بغداد في 10 كانون الثاني ومن ثم الى البصرة. Briton التي تدرس الحقوق قالت انها تستطيع عمل شيء ما بمجرد وجودها في العراق بصفتها اجنبية، مضيفة انهم سيسجّلون جميع التطورات اذا بدأت الحرب.

--- فاصل ---

اما صحيفة إينديبيندنت فقد ذكرت ان عدد اللاجئين سيبلغ حوالي مليون شخص في حال نشوب الحرب. هذه التنبؤات باحتمال حدوث "كارثة انسانية" التي تفوهت بها تشى وكالات الاغاثة، اكدتها يوم امس الوزيرة البريطانية للتنمية الدولية كلار شورت. شورت انحرفت مرة اخرى من سياسة الحكومة، قائلة انه لا يمكن تبرير الحرب ضد الرئيس العراقي صدام حسين اذا اتت بـ"عذاب مدمِّر" على الشعب العراقي، على حد تعبيرها. الوزيرة البريطانية دعت حكومة بلادها الى التأثير على الرئيس الاميركي جورج بوش كي يلتزم بالخط الذي رسمته الامم المتحدة. وجاءت كلمات شورت في الوقت الذي تكهنت فيه منظمات خيرية ذات علاقة بالعراق، بان تدفق اعداد جمّة من البلاد الى الاردن وسوريا وتركيا وايران قد يؤدي الى انعداء اللاجئين بامراض خطيرة مثل التيفوئيد والكوليرا على نطاق وبائي. كما سيُحرم الشعب المصاب بسوء التغذية، من المواد الغذائية اذا لم تتمكن وكالات الاغاثة من الوصول الى البلاد لتوزيعها. ورغم ان الحكومة البريطانية ترسم خططا للطوارئ وتخصص اموالا لتمويل عملية انسانية، الا ان منظمات الاغاثة تخشى ان تأتي هذه الجهود في وقت متأخر لعدد كبير من الناس.

كما قال المفوض الاعلى للامم المتحدة لشؤون اللاجئينRuud Lubbers الاسبوع الماضي ان الحرب في العراق قد تكون كارثة من وجهة النظر الانسانية. الى ذلك فقد حذّر ممثلون عن كبريات منظمات الاغاثة التي تعمل في العراق، من نشوب الحرب. هذه المنظمات هي اوكسفام والاغاثة المسيحية والمجموعة البريطانية للاغاثة الاجنبية وActionAid والوكالة الكاثوليكية للتنمية الاجنبية.

في غضون ذلك، يستمر مسؤولون بريطانيون واميركيون في القول ان الحرب ضد العراق ليست حتمية. لكن لا يمكن التنبؤ بنطاقها ومدتها في حال اندلاعها. واذا اشتعل النزاع في المنطقة فستقدّر قيمته بمئات ملايين الدولارات، حسبما جاء في صحيفة أينديبيندنت البريطانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG