روابط للدخول

خبر عاجل

تحالفات الكرد المتغيرة / توحيد الموقف الكردي في مؤتمر المعارضة المقبل في لندن


نتابع فيما يلي مع (جهاد عبد الكريم) عرضاً لتقريرين بثتهما وكالتان غربيتان، تناولا تحالفات الكرد المتغيرة ونظرتهم الأخيرة في الاعتماد على أميركا لبناء عراق جديد، ومساعي الكرد العراقيين لتوحيد موقفهم في مؤتمر المعارضة المقبل في لندن.

أعزائي المستمعين أهلاً بكم..
بثت وكالة أسوشيتد برس للأنباء تحقيقاً بعنوان (الكرد الذين يجرون وراءهم تاريخاً من التحالفات المتغيرة، يقولون نعم لأميركا)، كتبه بورزو داراغاهي من السليمانية يرى فيه أن الكرد يرددون دائماً أن لا أصدقاء لهم سوى الجبال، مجادلين أن خاصيةً جغرافية وضعتهم في جيب أرضي محصور يحيطه جيران عدائيون، لذا فان السنوات جعلت من صداقاتهم تتكسر أحياناً أو يعاد تشكيلها في أحيان أخرى، فقد تحالفوا مع صدام وإيران، أما الآن فهم يعملون مع مسؤولين أميركيين إستعداداً لبناء عراق جديد.
وتنقل الوكالة عن فؤاد بابان الطبيب الكردي المعروف قوله؛ قادتنا غير حاسمين في الحفاظ على قداسة كلمتهم، بيد أن الجغرافيا السياسية لكردستان، حتى وقتنا الراهن، تجعل الإرتكان الى سياسة واحدة أمراً محالاً، فيما يرى شيركو بيه كس الشاعر والناشر الكردي البارز أن الوقت مختلف الآن، ويضيف؛ في تاريخنا، قمنا بإلحاق أضرار بالغة بأنفسنا، ولكننا نعرف أننا لايمكن ان ننعم بالسلام دون التخلص من صدام، ونعرف أيضاً أنه ليس بمقدورنا التخلص منه دون مساعدة الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن الكرد يخون بعضهم بعضاً، لكننا سوف لن نقوم بخيانة الولايات المتحدة أبداً.
ويشير التحقيق الى ان الكرد دخلوا في وخرجوا من تحالفات مع تركيا وجيرانهم الإيرانيين والعرب بالإضافة الى قوى غربية في فترات من القرن العشرين، إذ غالباً ما كانوا يتأثرون بخيانة الأطراف الأخرى التي تتركهم يقاسون وحدهم في العراء البارد، وأشهر مثال على ذلك عندما قامت الولايات المتحدة وشاه إيران بنفض يديهما من حركة المقاومة الكردية في عام خمسة وسبعين.
ويفيد التحقيق أن العديد من المراقبين قلق من أن الكرد سيطعنون من الخلف ثانيةً، وتنقل الوكالة عن كارول أوليري الخبيرة الكردية في الجامعة الأميركية في واشنطن قولها؛ أنا قلقة من الحكومة الأميركية وليس من الزعماء الكرد، فالسؤال هو هل بإمكان الكرد أن يثقوا بالإدارة الأميركية؟ وليس العكس.
وتختتم أسوشيتد برس تحقيقها بالقول أن للكرد تناحراتهم الداخلية الخاصة التي أدت الى عقد تحالفات وكسر أخرى، إلا ان الفصيلين الكرديين الرئيسين يقولان أنهما وضعا خلافاتهما جانباً وعقدا العزم على التوحد من اجل إحلال السلام، وتنقل الوكالة عن ربين هيردي الكاتب في مجلة (رهند) الفصلية الكردية قوله؛ في بعض الأحيان يتوجب علينا عقد تحالفات مع تركيا أو إيران أو سوريه أو مع بغداد من أجل الحفاظ على أنفسنا، فما الذي يمكن أن نفعله، أنها لعنة الجغرافيا!

من جانب آخر كتبت وكالة رويترز للأنباء تقريراً عن مساعي الأطراف الكردية لتوحيد صفوفهم في مؤتمر المعارضة العراقية الذي سيعقد في لندن غداً، تقول فيه أن العديد من المحللين يرون أن هذا المؤتمر يمثل الفرصة الأخيرة للمعارضة العراقية لتثبت نفسها أمام العالم وأمام الشعب العراقي، فيما إستبشر مسؤول كردي ان يتمخض المؤتمر عن رؤية موحدة لعراق ديمقراطي تعددي فيدرالي، ويرسخ صدقية المعارضة التي تعرضت في السابق الى بعض التصدعات.

وينقل التقرير عن برهم صالح رئيس الوزراء في إقليم كردستان قوله؛ هذه فرصة لنا لإثبات أنفسنا، ربما ليس كحكومة مستقبلية، بل كقوة معارضة ذات صدقية، وأملنا أن يكون يوم التحرير قريباً، فقد كان للشعب العراقي مايكفيه، إذ لم يكن الطرفان الكرديان الرئيسان متحدين كما نراهما اليوم، فنحن نقف بصلابة الى جانب التغيير الديمقراطي في العراق، وفي السياسة نجد الكثير من حالات تضخم الأنا السياسية، ففي هذا الفهم لانختلف نحن العراقيين كثيراً.
وتنهي رويترز تقريرها بالإشارة الى ان الكرد العراقيين يعتقدون أن الهجوم الأميركي على بغداد سوف لن يطول إنتظاره، الأمر الذي حضهم على دفن خلافاتهم مع بعضهم البعض ككرد، ومع بقية الجماعات العراقية العربية المعارضة، فخلال عشرة أعوام من الحكم الذاتي إستطاع الكرد أن يبنوا إقليماً مزدهراً نسبياً، بصرف النظر عما يعانيه العراق من عقوبات إقتصادية، وعلى الرغم من التهديد الذي تمثله الحكومة العراقية، وعدائية الدول المجاورة.

على صلة

XS
SM
MD
LG