روابط للدخول

خبر عاجل

الدعم القطري للقوات الأميركية


نتابع فيما يلي تحليلاً نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بشأن الدعم الذي تقدمه قطر للقوات الأميركية، وتهيئة قاعدتي العديد والسيلية الجويتين للحرب المحتملة على العراق. (ميخائيل ألاندرينكو) أعد عرضاً لهذا التحليل.

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى تحليلا بقلم Jonathan Schantzer ، احد خبراء المعهد، عن العلاقات الاميركية القطرية في المجال العسكري. التحليل، وعنوانه "قصة قَطَرَيْن"، اشار الى ان الولايات المتحدة من المتوقع ان تبدأ مناورات في قاعدة السيلية القطرية من اجل اختبار ردود افعال القوات الاميركية على شتى التحديات في الشرق الاوسط.

ويمتدّ الاهتمام الاستراتيجي الاميركي بقطر الى ما بعد المناورات. ذلك ان الولايات المتحدة تعتبر قاعدة العديد التي تقع على بعد حوالي 20 ميلا عن الدوحة، تعتبرها مركزا للتنسيق في حال نشوب الحرب ضد العراق. يشار الى ان تلك القاعدة تتمتع بمدرج للطائرات طوله 15 الف قدم وتستطيع استيعاب آلاف الجنود وعشرات الطائرات. ويرابط 3.300 من الجنود الاميركيين في العديد، كما توجد فيها كميات هائلة من المعدات العسكرية، الامر الذي تسبّب في وصف قطر بانها من ابرز وأحدث الحلفاء للولايات المتحدة في الخليج.

وذكر التحليل ان اهمية التعاون الاميركي القطري في المجال العسكري كبيرة جدا على خلفية احتمال اندلاع حرب ضد العراق. لكن التحالف الاميركي القطري اعكرُ مما يبدو، حسبما قالJonathan Schantzer كاتب التحليل، مضيفا ان السياسات القطرية ليست موالية لاميركا بقدر ما هي براغماتية ترمي الى الحيلولة دون عدم الاستقرار والتعويض عن الدفاعات غير القادرة وإضعاف الاعداء.

التحليل لاحظ ان الصحف الاميركية كالت لقطر كثيرا من المديح في الآونة الاخيرة. فقد وصفتها صحيفة نيو يورك تايمز بانها "من اكثر الدول ليبراليةً وديمقراطيةً في منطقةٍ تسيطر عليها القبائل تقليديا". وكتبت وال ستريت جورنال ان قطر "عاشت ثورة اجتماعية" من خلال منح "حريات لا سابقة لها في الجزيرة العربية".

لكن التحليل الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، اعتبر هذه الصفات مضللة. الكاتب أوضح ان الجرائد العربية الثلاث التي تصدر في البلاد – وهي الشرق والوطن والراية – تتعرض لرقابة شديدة من قبل الحكومة. وحتى محطة الجزيرة التي تعدّ اكثر شبكة للتلفزيون العربي استقلالا، لا تعالج مسائل حساسة بالنسبة الى السياسة القطرية، بسبب ان الجزيرة تبث برامجها من الدوحة.

وليس هناك اشارات فِتَن في الشارع القطري، كما لا توجد احزاب سياسية في البلاد، ولم تشهد قطر انتخابات على المستوى التنفيذي.

لكن قطر شهدت انتخابات بلدية حرة ونزيهة عام 1999، وتستحق البلاد المديح لاطلاق عملية بطيئة ومضنية للتحرر والانفتاح، الامر الذي يجعلها تختلف عن الدول العربية المجاورة. بعبارة اخرى، فان قطر هي ملكية ديمقراطية قابلة للاصلاح لكن قمعية الى درجة معينة، تحكمها نخبة تخدم مصالحها، حسبما جاء في التحليل.

وتابع الكاتب ان السماح الذي قدّمته قطر للولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري في قاعدة العديد يُعتبر اشارة الى تأييد الدوحة الثابت للولايات المتحدة. يُذكر ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قدّم دعمه غير المشروط لواشنطن بعد انفجارات 11 ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن، الى حد انه سدد ثمن الاعلانات التلفزيونية عن تأييد بلاده في الحرب ضد الارهاب.

لكن هذا كله لا ينجم عن ولاء صادق لاميركا، كما يبدو، لان قطر تلعب لعبة دبلوماسية مقابل حصولها على حماية اميركية دبلوماسية وعسكرية.

يُذكر ان عدد سكان البلاد يبلغ 750 الف شخص، اما عدد المواطنين فيقدر بـ 130 الف فقط. هذا يعني ان عدد الاجانب اكبر من عدد القطرين الاصليين بخمس مرات. تضاف الى ذلك التحديات التي يمثلها الاعضاء المتنافسون في اسرة آل ثاني. ويُعتقد ان وجودا اميركيا قد يساعد في الاحتفاظ باستقرار النظام.

الجيش القطري صغير وغير مستعد بشكل مناسب لمواجهة الاخطار التي تنبثق من الجيران المسلحين جيدا. وشيدت قطر قاعدة العديد وعرضت على الولايات المتحدة استخدامها، كبديل من اصلاح عسكري غالٍ.

ويأمل الامير بان يساعد الوجود الاميركي في البلاد على حماية مستودعات قطر للنفط والغاز. ونسب التحليل الى المخطط القطري حسن الانصاري ان الدوحة مهتمّة باستخراج احتياطاتها الهائلة من الوقود، مشيرا الى ان الاحتياط القطري للغاز هو الاكبر من بين الاحتياطات المعروفة في العالم. وقال التحليل ان الوجود الاميركي يمثل شكلا قيّما من الاستثمار في منطقة غير هادئة.

وواصل التحليل الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان تعزيز الوجود الاميركي في قاعدة العديد هو رسالة لاذعة توجهها قطر الى السعودية، اكبر اعدائها في الخليج. يشار الى ان العلاقات بين البلدين تشهد توترا على مدى سنين، الى درجة ان الاشتباكات التي اندلعت بين قواتهما المسلحة اوائل التسعينات، اسفرت عن سقوط قتلى بسبب نزاع حدودي يعود الى عام 1935.

وبعدما أطاح الامير الحالي اباه الشيخ خليفة بن حمد عام 1995 فقد وجهت قطر اتهاما الى السعودية بتنظيم انقلاب فاشل عام 1996 من اجل اعادة الشيخ خليفة الى الحكم. كما شجبت السعودية قطر في الفترة الاخيرة لملاحظات تنتقد الرياض وبثتها الجزيرة. وبعد عدد من الخطوات الدبلوماسية، استدعت السعودية مبعوثها الى قطر في ايلول الماضي.

وكانت الولايات المتحدة تعتمد في السابق على استضافة السعودية لمركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة الامير سلطان. لكن الرياض اعلنت انها لن تسمح لواشنطن باستخدام اراضيها لشن هجوم على العراق. وفي غضون ذلك فان قطر عرضت على الولايات المتحدة قاعدة العديد عام 2000. واعتبر التحليل ذلك ضربة وجهتها قطر الى السعودية.

لكن التحليل اعتبر ان بعض سياسات الدوحة تتسم بالأزدراء لواشنطن. فمثلا، محطة الجزيرة للتلفزيون التي تمولها الحكومة القطرية جزئيا، لعبت دورا في اشعال الحقد ضد الاميركيين قبل 11 ايلول وبعده. كما ايدت قطر الرئيس العراقي صدام حسين عندما اهداه احدُ اعضاء الاسرة القطرية الحاكمة طائرة من طراز بوينغ 747 عام 2000.

اما الرأي العام القطري فلا يُعرف موقفه تجاه الوجود الاميركي لان السلطات تقمع اية معارضة. ورغم ذلك فان هناك مؤشرات الى عدم ارتياح الناس الى هذا. ونسب التحليل الى مسؤول لم يذكر اسمه ان الشعب قد يحتجّ على استخدام الاراضي القطرية لتدمير العراق، على حد قوله.

وتوصل التحليل الى استنتاج مفاده ان قطر ستتعاون مع الولايات المتحدة طالما ان ذلك يستجيب لمصالح الدوحة. لكن تغييرا محتملا في قيادة البلاد قد يؤدي الى تغيير في سياستها تجاه واشنطن، حسبما جاء في التحليل الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى.

على صلة

XS
SM
MD
LG