روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: ضغوط أميركية على الأمم المتحدة وعلى بغداد


تواصل الإدارة الأميركية ضغوطها السياسية والدبلوماسية باتجاهين: الأول الضغط على الأمم المتحدة لمراقبة وتكثيف التفتيش داخل العراق، والاتجاه الثاني الضغط على بغداد من أجل التعاون مع المفتشين. (ولاء صادق) أعدت عرضاً لتقريرين من وكالتين غربيتين تناولا هذا الموضوع.

تناولت وكالتان عالميتان للانباء مسألة اعمال التفتيش الدولية الجارية حاليا في العراق وموقف الولايات المتحدة منها، وهما وكالة الصحافة الالمانية ووكالة رويترز.

جاء في تقرير وكالة الصحافة الالمانية ان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش يحاول تركيز الاهتمام الدولي لا على اعمال التفتيش بل على سجل صدام حسين في التحايل.

ولاحظت الوكالة ان هذا التغيير ظهر يوم الاثنين مع عرض القنوات التلفزيونية صورا عن زيارات المفتشين مواقع عراقية ثم خروجهم منها خالي الوفاض، ومع اقتراب موعد الثامن من كانون الاول وهو موعد اعلان العراق عن برامج اسلحته.

ورات الوكالة ان اسوا سيناريو يمكن ان يحدث للرئيس بوش هو ان يعلن العراق عدم امتلاكه برامج تسلح نووي او كيمياوي او بيولوجي والا يعثر المفتشون على اي شيء. إذ يمكن للدعم الدولي لموقف الولايات المتحدة ان يتلاشى كما قالت الوكالة. ولذا تسعى ادارة الرئيس بوش الى استباق هذه النتائج والقاء المسؤولية لا على المفتشين بل على صدام حسين نفسه. واوردت الوكالة الالمانية تساؤل الرئيس بوش يوم الاثنين عما اذا كان هذا يعني ان صدام حسين غير من سلوكه المعهود السابق وقرر التعاون طوعا والامتثال بشكل كامل ؟ ثم اجابته وهنا اقتبس " الاشارات غير مشجعة حتى الان ". ونقلت الوكالة قول الرئيس بوش ايضا إن المفتشين لم يذهبوا الى العراق كي يلعبوا لعبة التخفي او لاكتشاف اسلحة الدمار الشامل. بل ذهبوا هناك كي يتأكدوا من رغبة العراق في التخلي عن اسلحته طوعا.

وتابعت الوكالة ان الرئيس بوش كرر الامر يوم الثلاثاء بالقول وهنا اقتبس:
" لا تتعلق المسألة بهل يمتلك صدام حسين اسلحة ام لا. فهو يملكها. بل هو لا يملكها فحسب انما استخدمها ايضا. القضية تتعلق بهل سيتخلى صدام حسين عن هذه الاسلحة وهل سيعترف بوجودها ويوافق على تدميرها، وكما نقلت الوكالة عن الرئيس بوش.

--- فاصل ---

وفي السياق ذاته لاحظت الوكالة تطرق وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى الموضوع نفسه في مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء إذ قال إن المسألة لا تتعلق بان تثبت الامم المتحدة والمفتشون امتلاك العراق اسلحة دمار شامل بل أن يثبت النظام العراقي رغبته في التخلي عن اسلحته وكما هو منصوص عليه في قرارات الامم المتحدة المتعاقبة.

ولاحظت وكالة الصحافة الالمانية ان العراق إن اعلن في الثامن من هذا الشهر امتلاكه اسلحة دمار شامل فيعني ذلك انه كذب على الامم المتحدة على مدى العقد الماضي. اما إن قال انه لا يملكها فسيعتبر بانه يكذب وينتهك قرارات الامم المتحدة. واوردت الوكالة قول آري فليشر السكرتير الصحفي للبيت الابيض يوم الاثنين وهنا اقتبس " يثبت سجل صدام حسين انه لم يطلع العالم على الحقيقة. وفي الثامن من كانون الاول سيكون عليه ان يقول ان كان يملك اسلحة ام لا. لننتظر ما سيقول. وان قال انه لا يملكها فسنعرف بانه يضلل العالم " انتهى كلام آري فليشر الذي أجاب عند سؤاله عن كيفية معرفة الولايات المتحدة بانه يكذب بالقول " لدينا معلومات استخبارية عما يملك صدام حسين ".

وتابعت الوكالة انه في حالة اعلان العراق عدم امتلاكه اسلحة فقد تكشف الولايات المتحدة عندئذ عما تعرفه عن برامج اسلحته او ان تتحول الى التحدث عن حقوق الانسان. وذكرت الوكالة بوصف منظمة العفو الدولية التقرير الذي اصدرته الحكومة البريطانية عن جرائم النظام العراقي بكونه محاولة لاستخدامه كحجة لشن عمل عسكري. وتحدثت الوكالة عن اشارة الوزير رامسفيلد الى التقرير يوم الثلاثاء عندما اعتبر انتهاكات حقوق الانسان في العراق سببا اضافيا لمواجهة صدام حسين. الا ان رامسفيلد وكما لاحظت الوكالة لم ينطق بكلمة تغيير النظام وهو تعبير قالت الوكالة انه اختفى من التصريحات الاميركية الرسمية منذ اختيار الرئيس بوش طريق اعمال التفتيش.

--- فاصل ---

اما وكالة رويترز فنقلت في تقرير لها امس قول مسؤول اميركي يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة تحث المفتشين الدوليين على اجراء اعمال تفتيش اكثر صرامة بحثا عن اسلحة الدمار الشامل العراقية الا انها تواجه معارضة. ونقلت الوكالة قول المسؤول وهنا اقتبس " رأْيُنا هو ان يتم اختبارهم باجراء اعمال تفتيش في مواقع عدة وفي وقت متزامن وعن امور مختلفة وباشخاص مختلفين " ثم اضافته بان هذه الطريقة ستضع العراق على المحك في مختلف انحاء البلاد، كما ستمنح القرار الذي سيتخذ اساسا او ستظهر في الاقل للاخرين بانهم لا يتعاونون، حسب قول المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته.

ونقلت الوكالة قول المسؤول ايضا إن هانز بليكس عارض المطالب الاميركية خلال لقاء له يوم الاثنين مع مستشارة الامن القومي غوندوليزا رايس عن طريقة تصرف المفتشين إذا اعلن العراق عدم امتلاكه اسلحة. الا ان الوكالة لم تنقل تعليق بليكس لعدم تمكنها من الحصول عليه.

وذكرت الوكالة بان بغداد التي سيكون عليها الاعلان يوم الاحد عما تملكه من اسلحة دمار شامل، تصر على عدم امتلاك مثل هذه الاسلحة ولا الصواريخ التي تنقلها بينما قالت واشنطن ان هذا الادعاء كاذب.

ونقلت الوكالة قول مسؤولين اميركيين إنهم سيمنحون اعمال التفتيش فترة تتراوح بين ثلاثة واربعة اسابيع او اكثر بعد الثامن من كانون الاول، في انتظار النتائج. ونقلت عن المسؤول الاميركي قوله انه ان لم يسرّع بليكس في اعمال التفتيش ويجعلها اكثر صرامة او إن فعل ذلك وأعاقه العراقيون، فستقدم الولايات المتحدة تقريرا الى مجلس الامن يبين بالتفاصيل ما تعرفه عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. واضاف المسؤول بالقول إن كون اعمال التفتيش غير محددة زمنيا امر غير صحيح.

--- فاصل ---

وذكرت الوكالة بتأكيد الرئيس بوش يوم الثلاثاء بان العراق يملك اسلحة محظورة وبتهديده من نتائج وخيمة ان لم تمتثل بغداد لمطالب الامم المتحدة.

ولاحظت الوكالة ان المتصلبين الاميركيين الذين يعتبرون العمل العسكري الطريقة الوحيدة للتعامل مع التهديد الذي يرونه في صدام حسين لا يشعرون بالارتياح لما يظهره العراق من تعاون مع المفتشين ويخشون من احتمال استمرار اعمال التفتيش فترة طويلة مما قد يخفف من الانذار بالحرب ومن الضغط على صدام.

وعلى صعيد اخر اشارت الوكالة الى وصف عدد من المسؤولين الاميركيين الطريقة التي يتبعها هانز بليكس وفريقه في التفتيش بكونها طريقة تقليدية، وقولهم انها تمنح صدام وقتا اضافيا للاخفاء وللتأجيل ولفهم تكتيكات المفتشين والتصرف على اساسها.

ونقلت الوكالة عن مسؤول اميركي قوله ان رايس حثت بليكس خلال اللقاء على استخدام السلطة التي منحه اياها مجلس الامن على صعيد اخراج العلماء العراقيين واسرهم من العراق كي يكشفوا بحرية ودون خوف عن تفاصيل برامج الاسلحة العراقية. الا ان بليكس يعارض الفكرة، حسب قول الوكالة التي اشارت الى اعتقاد المسؤولين الاميركيين ان اهم المعلومات عن الاسلحة العراقية تاتي من الهاربين من العراق وليس من خبراء التفتيش. واوردت الوكالة قول مسؤول " اما ان تحصل على هاربين او ان تخلقهم من خلال اخراجهم واسرهم من البلاد ". ثم انهت الوكالة تقريرها بالاشارة الى اجتماع عقده مسؤولو الادارة الاميركية يوم الثلاثاء لمناقشة قضية العراق والى اجتماع مقبل يوم الخميس.

على صلة

XS
SM
MD
LG