روابط للدخول

خبر عاجل

سخرية من ملف بريطاني حول العراق / تصريحات بوش حول التفتيش في العراق


سخرت صحيفتان بريطانيتان من ملف وزير الخارجية عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، ومن ازدواجية التعامل مع النظام العراقي. كما تناولت ثلاث صحف أخرى تصريحات الرئيس الأميركي (جورج بوش) حول عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق. (اياد الكيلاني) يعرض لكل ذلك في تقريره التالي.

افتتاحية وتعليق وثلاثة تقارير حصيلة جولتنا اليوم من الصحافة البريطانية التي تناولت الشأن العراقي، ففي افتتاحيتها بعنوان (الجميع يتغيرون حول العراق) تقول الـ Guardian إن ملف الحكومة البريطانية عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق يعتبر مبررا قويا لتوجيه الاتهام إلى الرئيس العراقي صدام حسين، ولكنه لا يعزز التوجه الهادف إلى غزو العراق.
وتؤكد الصحيفة أن ليس في وسع وزير الخارجية Jack Straw أن يمسك بعصا القضية العراقية من الوسط، فالغاية المعلنة لقرار مجلس الأمن برقم 1441، ولسياستي بريطانيا والولايات المتحدة، هي نزع أسلحة الدمار الشامل المهددة للسلام العالمي عن العراق. ولكن الوزير Straw ادعى أمس الاثنين – بحسب الصحيفة - أن نزع هذه الأسلحة سيحرم صدام من أقوى أدواته المستخدمة في إبقاء الشعب العراقي في حالة من الخوف والخضوع.
ولكن الافتتاحية تنبه إلى أن الملف يظهر أن دكتاتورية صدام حسين تتم المحافظة عليها بالوسائل التقليدية، أي الإعدام بدون محاكمة، والتعذيب، وغيرهما من وسائل الإخضاع البدائية.
لذا – تقول الصحيفة – ومن أجل التأكد من وضع حد لهذا العهد الإرهابي، فلا بد للسيد Straw أن يجعل من تغيير النظام في بغداد هدف بريطانيا الأساسي.
صحيح – تقول الصحيفة – أن إطاحة صدام ربما تكون الهدف النهائي، فهناك العديد من الراغبين في تحقيق ذلك في البيت الأبيض وفي الحكومة البريطانية، ولكن السيد Straw يعلم جيدا أن لا تأييد دولي يذكر لإطاحة الرئيس العراقي أو غيره من زعماء العالم بواسطة القوة الخارجية. فلو لم الوضع كذلك، تتساءل الصحيفة، فما الذي ستؤول إليه الأمور؟
وتشير الصحيفة إلى أن تنفيذ أحكام الإعدام في الولايات المتحدة، ووحشية بعض أفراد شرطتها، وامتلاكها أسلحة دمار الشامل، تثير القلق أيضا. فهل ستستند سياسة بريطانيا الآن إلى المطالبة بنزع سلاح أميركا – والتساؤل للـ Guardian – أم سيترتب علينا الآن أن نسعى لتغيير النظام في واشنطن؟

--- فاصل ---

وفي الـ Independent تعليق بعنوان (إذا كان صدام هذا الوحش المخيف، فما الذي جعلنا نزوده بالسلاح ونتعامل معه تجاريا؟)
تنسب فيه إلى ملف الخارجية البريطانية تأكيده بأن العراق مكان مرعب، وتضيف أنها تتفق مع اعتبار نظام صدام حسين نظاما وحشيا وقاسيا وقاتلا.
ولكن الصحيفة تعتبر أيضا أن وسائل التعذيب الوارد ذكرها في الملف، مألوفة في عراق حزب البعث، وأن الشعب العراقي والشرق الأوسط بشكل عام، بل العالم بأسره، سيكونون في وضع أسعد وأكثر أمنا بعد زوال صدام.
لماذا إذا – تتساءل الصحيفة – بذلت الحكومتان البريطانية والأميركية كل تلك الجهود في عقد الثمانينات من أجل تأييد وتسليح هذا الوحش؟ وتؤكد الصحيفة أن التحجج بأن نظام رجال الدين في إيران كان يشكل تهديدا أكبر آن ذاك للمصالح الغربية، أن هذا التحجج ليس كافيا، فلقد استخدم صدام حسين الأسلحة ذاتها التي زوده بها الغرب في غزوه ضمه الكويت، وهي نتيجة تفوق في خطورتها جميع الكوابيس الاستخبارية حول تهديدات رجال الدين الإيرانيين.
وعلينا أيضا – والقول للصحيفة – أن نظهر امتعاضنا من وزرائنا الذين يبررون مواقف الدول الصديقة لنا، إذ لم نسمع في واشنطن أو في عواصم الاتحاد الأوروبي سوى القليل من الاحتجاج إزاء اضطهاد الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين، أو إزاء سوء معاملة الجنرال (عبد الرشيد دستم) لسجناء الحرب في أفغانستان.
صحيح – تقول الـ Independent – أن صدام حسين ربما يكون على درجة من الجنون والشر والخطورة التي يصفه بها ملف الخارجية، ولكن الملفت يتمثل في رضائنا عنه على مدى تلك الفترة الطويلة من تعاملنا معه.

--- فاصل ---

وتناولت كل من The Times والـ Guardian والـ Financial Times تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش حول سير أعمال التفتيش عن أسلحة العراق المحظورة.
ففي تقرير له من واشنطن ينسب مراسل The Times – Roland Watson – ينسب إلى جورج بوش قوله الليلة الماضية إن استجابة العراق الأولية لأعمال التفتيش ليست مشجعة، تاركا لنفسه خيار مهاجمة بغداد قائما، حتى لو أخفق المفتشون في مهمتهم.
كما ينسب التقرير إلى بوش تأكيده بأن الرئيس العراقي صدام حسين لديه الآن ستة أيام ليظهر بأنه جاد في سعيه إلى تفادي الحرب.
بوش كان يتحدث في وزارة الدفاع (البنتاغون) حيث وقع تشريعا يخول بإنفاق 393 مليار دولار على التجهيز العسكري، ويخصص أموالا إضافية للحرب ضد الإرهاب، وأضاف أنه لن يعتبر إخفاق مفتشي الأمم المتحدة في العثور على أسلحة دمار شامل دليلا على عدم وجودها، تاركا بذلك السبيل ممهدا لشن هجوم على العراق بقيادة بلاده، حتى في غياب أدلة تقدمها الأمم المتحدة.
وتابع بوش قائلا: علينا أن نتذكر أن التفتيش لن ينجح إلا إذا انصاع العراق بشكل كامل، فالمفتشون لم يذهبوا إلى العراق كي يلعبوا لعبة مع صدام حسين، وليس ضمن واجبهم أو إمكانهم أن يكتشفوا هذه الأسلحة المرعبة في بلد واسع مثل العراق. أما تقديم الإثباتات بأن العراق قام فعلا بنزع أسلحته، فتقع مسئوليته على صدام حسين، كما تم الإيعاز إليه وبالكامل.

وتنسب الـ Guardian إلى الرئيس الأميركي إن العراق لديه حتى يوم الأحد القادم كي يقدم كشفا كاملا عن أسلحته للدمار الشامل، وبعكس ذلك فإنه يكون قد برهن ثانية أمام العالم على أنه اختار عدم تغيير سلوكه.
وينسب تقرير الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين وبريطانيين قناعتهم بأن صدام حسين – في حال إعلانه الأحد القادم أن العراق لا أسلحة دمار شامل لديه – سيكون لجأ إلى الكذب، مضيفين أن السيدين بوش وبلير سيتأملان عند إذ إشراك أعضاء مجلس الأمن في الاطلاع على معلومات استخبارية تتناقض مع مثل هذا الادعاء.

كما تنسب الـ Financial Times إلى الرئيس الأميركي تأكيده أمس الاثنين أن سلوك العراق منذ عودة المفتشين إلى العراق الشهر الماضي لا يدعو إلى التفاؤل.
وتابع بوش – بحسب التقرير – أن الهجمات على طائرات أميركية وبريطانية تقوم بمراقبة منطقتي الحضر الجوي في العراق، والأكاذيب في الرسائل الموجهة إلى الأمم المتحدة حول نوايا الولايات المتحدة، تشير إلى أن صدام حسين ليس جادا في خضوعه إلى قرار مجلس الأمن، موضحا أن الغاية من إجراء التفتيش ليست الكشف عن أسلحة محظورة، بل تأكيد المخزون منها الذي ينتظر من العراق الكشف عنه الأحد القادم.
وتخلص الصحيفة في تقريرها إلى أن العراق تلقى بعض الدعم الدبلوماسي من روسيا والصين، فلقد أكد في بكين كل من الزعيم الصيني Jiang Zemin والرئيس الروسي Vladimir Putin أن قضية العراق لا بد من حلها سلميا، ولكنها أكدا في الوقت ذاته على أن الحل لا بد له أيضا من الاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG