روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: سبب اهتمام الإدارة الأميركية بالرئيس العراقي / أخطار أسلحة الدمار الشامل العراقية


(ولاء صادق) تعرض فيما يلي لمقالين، تناول الأول التوضيح الذي قدمه نائب وزير الدفاع الأميركي حول سبب اهتمام الإدارة الأميركية بالرئيس العراقي، وقلقها من أسلحة العراق للدمار الشامل. فيما تناول المقال الثاني تحذيرات أطلقها أحد صقور المحافظين، ويرأس مجلس السياسة الدفاعية، من أخطار أسلحة الدمار الشامل العراقية.

نشرت ترودي روبن الكاتبة في فيلادلفيا انكوايرر مقالة نشرتها مجموعة صحف نايت رايدر قالت فيها انها تحدثت الاسبوع الماضي الى شخص يشعر بالتفاؤل ازاء مسألة العراق. وهذا الشخص رجل مهم ومسؤول في الادارة الاميركية وهو بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي. وقالت الكاتبة عنه انه الشخص المسؤول عن توضيح سبب اهتمام الادارة الاميركية بالرئيس العراقي وقلقها من اسلحة صدام البيولوجية والكيمياوية ومن احتمال انتقالها الى الارهابيين. واضافت الكاتبة بالقول إن هدف تغيير النظام في العراق ليس غير جزء من مشروع اكبر لا يتعلق بالاستيلاء على النفط او بحماية اسرائيل. اذ أن انشاء عراق جديد هو امر اساسي بالنسبة للادارة الاميركية ولدورها في عالم ما بعد الحادي عشر من اليلول.

وذكرت الكاتبة بان وولفويتز كان من المسؤولين في ادارة الرئيسين ريغان وبوش الاب وانه اشرف على مشروع مذهب دفاعي جديد طموح يدعو الى ان تقوم الولايات المتحدة بمنع بروز اي قوة عظمى في العالم يمكنها منافسة الولايات المتحدة فيه والى ان تعمل على اقناع هذه القوى بان هيمنتها على العالم مفيدة لهم بحيث يجب عدم التنافس معها. ثم سرعان ما تحولت هذه الفكرة كما قالت الكاتبة الى جوهر مذهب بوش الخاص بالامن القومي. اما عن موقع العراق في هذا المذهب فان من يتحدى الولايات المتحدة ليس الدول بل الارهابيون الدوليون والدول التي تساعدهم.

ويعتقد وولفويتز كما قالت الكاتبة ان القضاء على النظام الارهابي في العراق سيؤدي بدوره الى القضاء على الارهابيين على الصعيد العالمي كما سيتيح الفرصة لظهور حكومات ومؤسسات في العالم الاسلامي تحترم الكرامة الانسانية والحرية حسب رايه. وبكلمات اخرى لن يصبح العراق ديمقراطيا فحسب بل سينشر الديمقراطية في الشرق الاوسط باكمله.

ويعتقد وولفويتز ايضا وكما تابعت الكاتبة ان سقوط صدام لن يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة كما يروج البعض لذلك. بل هناك احتمال ان يكون الشعب العراقي من اكثر الشعوب تأييدا لاميركا في العالم العربي كما قال وولفويتز.

--- فاصل ---

ثم نقلت الكاتبة عن قادة في المعارضة العراقية اقرارهم باحتمال ان يرحب العراقيون بالقوات الاميركية شرط ان تكون الحرب قصيرة ودون خسائر مدنية كبيرة. الا انهم قالوا ان العراقيين يشعرون بالارتياب ازاء اميركا وقد يفتر ترحيبهم بها اذا ما اطالت البقاء في العراق. وطرحت الكاتبة مثل اسرائيل عندما اجتاحت جنوب لبنان فرحب بها شيعة الجنوب ثم ما لبثوا ان انقلبوا عليها في ما بعد. وقد ينتهي الامر الى نشوب صراع بين القبائل والمجموعات الاثنية والدينية حول السلطة والنفط كما قالت الكاتبة رغم ان وولفويتز يشك كثيرا في احتمال حدوث مثل هذه الفوضى.

والمشكلة وكما تابعت المقالة هي ان مهمة حل هذه الفوضى ستقع على عاتق القوات الاميركية رغم كون المسؤولين الاميركيين مدركين كما يبدو للاخطار التي قد يتضمنها احتلال طويل الامد للعراق كما قالت الكاتبة التي نقلت عن وولفويتز اعتقاده ان افضل انموذج يمكن تطبيقه لانشاء الديمقراطية في العراق هو انموذج فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية. وفي هذا الاطار اوردت الكاتبة ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال قبل فترة مشبهة بين الرئيس الفرنسي الراحل ديغول واحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي. الا ان الكاتبة لاحظت عدم وجود نقاط تشابه كثيرة بين الاثنين. وقالت انه سيكون على المسؤولين الاميركيين بعد دخولهم بغداد ان يتوسطوا بين الاكراد والشيعة والسنة والتركمان والاثوريين والعلمانيين والاسلاميين وشيوخ القبائل ومن يتبقى من مسؤولي حزب البعث والدول المجاورة الراغبة في التدخل. وان دور الولايات المتحدة سيكون مثل دور الحكم مع ما يمكن ان تلقى عليها من مسؤولية عند حدوث اخطاء وبسبب الشك في رغبتها في الاستيلاء على النفط. واضافت الكاتبة ان الاميركيين سيكونون افضل من صدام ولا شك ولكنها توقعت عدم امكانية انشاء الديمقراطية في العراق قبل انقضاء عقدين.

وقالت الكاتبة اخيرا إنها ربما تكون متشائمة جدا ودعت الى الانتباه خلال السعي الى تدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية واعربت عن املها في الا يكون مصير الاميركيين في العراق مثل مصير اسرائيل في جنوب لبنان.

--- فاصل ---

نشرت يو ايس نيوز في موقعها على الانترنيت مقالة تحدثت فيها عن رتشارد بيرل وهو من الصقور المحافظين ويرأس مجلس السياسة الدفاعية الذي يقدم المشورة الى البنتاغون. وجاء في المقالة ان بيرل اكثر الصقور الداعين الى التخلص من نظام صدام حسين وهو يعتبر العراق اختبارا اخلاقيا لحسم اميركا وان الزمن ليس في صالح الولايات المتحدة مع سعي صدام الى الحصول على القنبلة النووية والى التآمر مع الارهابيين. ويعتقد بيرل ان في الامكان ازاحة صدام باستخدام القوة الجوية الاميركية وقوات العمليات الخاصة وعن طريق اثارة تمرد على يد معارضي صدام في الخارج.

وتابعت المقالة ان بيرل من اهم مؤيدي المؤتمر الوطني العراقي. وهو يبلغ الحادية والستين من العمر وقد ادى دورا مهما في تطوير الاتجاه المحافظ الجديد. ولاحظت المقالة من خلال مراجعة تصريحات بيرل منذ احداث الحادي عشر من ايلول انه يعبر عن مواقف سرعان ما يعتمدها البيت الابيض بعد ذلك. وذكرت ان بيرل سعى الى الكشف عن الروابط بين الدول الساعية الى الحصول على اسلحة الدمار الشامل والجماعات الارهابية وذلك قبل ان يتحدث الرئيس بوش عن محاور الشر. كما طرح بيرل مذهبا جديدا للامن القومي يتنبأ بالمخاطر ويتجاوز اجراءات الردع التقليدية وشبه الامم المتحدة بعصبة الامم قبل ان يتحدث الرئيس بوش عن الفكرة نفسها كما حدد مقدما عددا من مطالب الولايات المتحدة لمفتشي الاسلحة الدوليين في العراق. هذا ويقول بيرل وكما تابعت المقالة إنها مجرد مصادفات.

ونقلت المقالة عن بيرل قوله إن اجتماع مجلس السياسة الدفاعية في الاسبوع الاول من الشهر المقبل سيركز على اقامة الديمقراطية في عراق ما بعد صدام. وهو يعتقد ان على دول اخرى ترعى الارهاب مثل سوريا ان تفهم الرسالة المتمثلة بسقوط صدام.

--- فاصل ---

وذكرت المقالة بتاريخ حياة بيرل ونقلت عن ميكائيل ليدين وهو احد المسؤولين في حكومة ريغان قوله إن بيرل من المؤمنين بان اميركا بلد ثوري ذو رسالة ثورية تتمثل في نشر الحرية. واشارت المقالة الى ان الاعلام يعتبر بيرل اكثر المسؤولين تسريبا للاخبار ثم ذكرت باختلافه مع زملائه في وزارة الخارجية في فترة الرئيس ريغان حول قضية السيطرة على الاسلحة وبدعوته الى عدم تحديد الدفاع المتمثل بالصواريخ البالستية التي كانت تعتبر في ذلك الوقت حجر الزاوية في الردع النووي.

وذكرت المقالة ايضا بحادثة دعا فيها بيرل المحلل لورنت مورافيك الى زيارة مجلس السياسة الدفاعية في شهر تموز فصور حكومة المملكة العربية السعودية باعتبارها مرتعا للشر في الشرق الوسط واقترح استهداف الرياض ان لم تمتثل لمطالب الولايات المتحدة على صعيد مكافحة الارهاب. فسعت وزارة الخارجية الى التقليل من شأن الاخبار التي تسربت عن هذا الموضوع وسارع وزير الخارجية كولن باول الى طمأنة المسؤولين السعوديين بان واشنطن لن تدير ظهرها لحليف قديم. وانتقد بيرل ايضا وكما تابعت المقالة وزارة الخارجية لسعيها الى انشاء تحالف عالمي ضد العراق ومنح المفتشين فرصة جديدة. وهو يعتقد ان من الخطأ اعتبار استخدام القوة حلا اخيرا.

ولاحظت المقالة ان بيرل لم يشارك في حرب ولكنه يحب التحدث عن المعارك وقد وصف برنت سكوكروفت مستشار الامن القومي السابق بالسذاجة لتردده في مهاجمة العراق وقال عن اوربا انها فقدت موقعها المعنوي. ونقلت المقالة عن احد الدبلوماسيين الاوربيين قوله ان بيرل يعتبر واحدا من اخطر مستشاري وزير الدفاع رامسفيلد.

والان ورغم عودة المفتشين الدوليين الى العراق وكما تابعت المقالة، يثق بيرل بان الرئيس بوش لن يتراجع عن اسقاط صدام وان ما قاله حتى الان ليس كلاما فارغا. ولكن بيرل يخشى من ان يلجأ صدام الى التحدي والى اخفاء اسلحته عن المفتشين الدوليين. وهو امر يخشى بيرل من انه قد يدفع دولا اخرى الى السقوط في وهم امكانية تجنب ازمة وتجنب حرب باتباع مثل هذه الاساليب.

على صلة

XS
SM
MD
LG