روابط للدخول

خبر عاجل

الحرب المرتقبة ضد العراق وتبعاتها


أحاديث الحرب المرتقبة ضد العراق وتبعاتها جاءت ضمن مواضيع أخرى ترتبط بالشأن العراقي تناولتها صحف أميركية في مقالات نشرتها اليوم الجمعة. قراءة موجزة لتلك المقالات نتابعها مع (شيرزاد القاضي) و (زينب هادي).

صحيفة واشنطن تايمز الأميركية نشرت مقالاً حول التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، كتبه نائب رئيس الوزراء السويدي السابق، بير أهلمارك Per Ahlmark، عبّر فيه عن عدم ارتياحه من تكليف هانز بليكس برئاسة طاقم التفتيش عن الأسلحة (أنموفيك).

كتب أهلمارك أن مهمة التفتيش عن الأسلحة، والعثور عليها وتدميرها، تعتمد على كفاءة القائمين بها، ووفقاً لقناعته ومعرفته السابقة لـ (هانز بليكس) التي تمتد الى أكثر من 40 سنة، فأن بليكس شخص ودود، لكنه ضعيف ويمكن إقناعه بسرعة.

تابع كاتب المقال أن بليكس فشل في السابق في أداء مهامه، عندما كان رئيساً للوكالة الدولية للطاقة قبل حرب الخليج، فقد أكد أن العراق لا يمثل تهديداً جدياً من الناحية النووية، بينما أظهرت الأحداث أن الرئيس العراقي مستمر في محاولة امتلاك أسلحة كيماوية وبيولوجية وكذلك قنابل ذرية وصواريخ لحملها.
وأشار الكاتب في هذا الصدد الى تأكيدات لخبراء عراقيين في برنامج الأسلحة النووية هربوا من البلاد، على أن النظام واصل مساعيه وخصص مبالغ كبيرة للحصول على معدات تفيد في صنع هذه الأسلحة.

أضاف الكاتب، أن بليكس مختص بالقانون الدولي، وكان وزيراً لخارجية السويد، وهو غير ملم بالتفاصيل التكنيكية، وقد تم ترشيحه لرئاسة طاقم التفتيش عام 1999، من قبل فرنسا وروسيا، وبموافقة إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
وبغض النظر عن تطورات الأمور فأن الأمم المتحدة، أهملت واجباتها بتكليفها هانز بليكس بمهمة رئاسة المفتشين، وفقاً لكاتب المقال.

--- فاصل ---

من ناحيتها نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مقالاً للكاتب المعروف سلمان رشدي، حول عزم الولايات المتحدة تغيير النظام في بغداد.
لفت رشدي في مقاله الى أن ذريعة شن هجوم عسكري على العراق يجب أن تكون واضحة، وهي أن صدام حسين، مارس سياسة قمعية ضد الشعب العراقي لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، فقد تسبب في تدهور الوضع الاقتصادي للعراقيين وإفقارهم، ومقتل الآلاف منهم في حروب عقيمة، واستخدم الغازات السامة ضدهم، وعذبهم واغتال العديد منهم.
ويقول الكاتب إن الرئيس العراقي صدام حسين، ومجموعة من أقربائه في تكريت، حّولوا العراق الى جحيم، وهذه حقيقة تم التغاضي عنها في الغرب، لفترة طويلة.

وأشار الكاتب الى محاولات المعارضة العراقية لجلب انتباه الغرب الى ما يحدث في العراق، دون جدوى.

وبالرغم من عدم تأكد الكاتب من التزام ما سماه بمحور ولفوويتز- تشيني- رمسفيلد بإقامة عراق حر ديمقراطي، إلا أنه يبقى الهدف المنشود، وأضاف الكاتب أن على محبي الحرية أن يهتموا بهذا الجانب، حيث يرغب العراقيون الديمقراطيون في تغيير النظام العراقي.
وفي غضون الحديث عن الديمقراطية، تساءل الكاتب عن مدى جدية الإدارة الأميركية وسعيها الى إلغاء نظام الحزب الواحد البعثي، وتجنب سيطرة عسكري آخر على السلطة في العراق، والاستعداد للبقاء في العراق لمدة طويلة لضمان قيام الديمقراطية في البلاد، والرد على اتهامات ستثار بأن النظام الجديد لن يكون سوى دُمية أميركية.

ويرى الكاتب أن مبرر شن هجوم على النظام، لتخليص الشعب العراقي من معاناته، أهم وأقوى من التمسك بذريعة التهديد الذي يمثله امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.

--- فاصل ---

من ناحيتها نشرت صحيفة انترناشيونال هيرالد تربيون، مقالاً كتبه المحلل السياسي البارز، جيم هوغلاند جاء فيه، أن الإدارة الأميركية لجأت في حالات كثيرة الى استخدام لغة صارمة في التعامل مع خصومها، وحققت نتائج مهمة سواء في تعاملها مع روسيا أو الصين أو إيران أو أوربا، بينما ساعد تهديد الإدارة باللجوء الى عمل استباقي، في حصولها على تأييد دول عربية وأفريقية وآسيوية.

لكن القوة قد تتحول الى ضعف، بحسب كاتب المقال الذي أضاف أن على الإدارة أن تدرس الوضع الدولي بشكل جيد لأنه شبيه بالوضع الذي ساد عام 1973، عندما نشبت الحرب العربية الإسرائيلية، واتخاذ بعض الدول لإجراءات بالمقاطعة النفطية، وحدوث تطورات سياسية واقتصادية هامة في العالم.
تابع كاتب المقال أن على الولايات المتحدة أن تستعد لمجابهة تطورات قد تحدث في المستقبل أيضاً، سواء بالنسبة الى مستقبل الأمم المتحدة أو استقرار العربية السعودية، أو تجارة النفط على المستوى العالمي.
لذلك يجب على أميركا أن تعرف مدى تأثير استراتيجيتها وأعمالها ومواقفها وكلماتها على دول أخرى لها مصالحها، بحسب المحلل السياسي هوغلاند، الذي يرى أن السياسة الخارجية، تفرض على الإدارة الأميركية أن تظهر مهارة وقابلية جيدة لمواجهة التحديات، أكثر مما كانت تقوم به في السابق.

--- فاصل ---

وفي مقال نشرته انترناشيونال هيرالد تربيون، للمحلل السياسي يوسف إبراهيم، عبّر الكاتب عن اعتراضه على الحرب حيث أوصى بعدم تصديق ما تردده الإدارة بأن الحرب المرتقبة ضد العراق هي جزء من الحرب ضد الإرهاب.
ويرى كاتب المقال أن الغاية من حرب يحتمل أن يشنها الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، هي لتعزيز شعبيته من خلال ركوب موجة الوطنية الأميركية التي برزت بعد الحادي عشر من أيلول، ولطموحه في السيطرة على نفط العراق.

ويعتقد الكاتب أن القاعدة تعيد تنظيم نفسها بشكل أفضل من السابق، وبدأت بضم عناصر جديدة من النساء والرجال العلمانيين الى صفوفها، مضيفاً أن واشنطن لا تستطيع البرهنة على أن للعراق روابط بالقاعدة.

تابع الكاتب أن صدام حسين لا يملك أسلحة نووية أو وسائل إطلاقها أو إيصالها الى الولايات المتحدة، ويفضل جيرانه في العربية السعودية، وإيران والكويت وقطر، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، احتواءه بدلاً من الإطاحة به.

وفي السياق ذاته يعتقد الكاتب أن كوريا الشمالية تمثل تهديداً يفوق التهديد العراقي، لأن حكومة بيونغ يانغ أعلنت حديثاً امتلاكها صواريخ وقنابل نووية، وهي تسعى الى تعزيز قدراتها في هذا المجال.

مضى الكاتب في القول إن حقيقة اضطهاد صدام لمجموعة كبيرة من الناس، مثلما يكرر بوش في خطاباته، استمرت لثلاثين سنة، دون أن تثير الأميركيين، وهناك دول عديدة تضطهد مواطنيها، من بينها دول حليفة للولايات المتحدة مثل مصر والعربية السعودية، والأردن، وغيرها.

لذلك فأن ما تتحدث به الإدارة الأميركية حول نشر الديمقراطية، وتغيير منطقة الشرق الأوسط، هو أمر لن يتحقق، لصعوبة نشر الديمقراطية في بلد ما من خلال احتلاله، بحسب المقال الذي نشرته انترناشيونال هيرالد تربيون الأميركية.
لفت كاتب المقال الى أن 22 مليون عراقي سيرحبون بموت صدام وعائلته وقوات حزب البعث، لكن ذلك لا يعني أنهم سيرحبون بالأميركيين.

واصل الكاتب أن العراقيين عانوا من العقوبات التي تصر الولايات المتحدة على استمرارها، متوقعاً أن يلجأ العراقيون بعد أن ينتهوا من تصفية حساباتهم مع صدام حسين وجماعته، الى الوقوف ضد أميركا وضد بعضهم البعض.
أضاف الكاتب أن إيران تقوم بتدريب 40 ألف عراقي شيعي للقتال في اللحظة المناسبة، خصوصاً عندما يتم التأكد من نية القوات الأميركية البقاء في العراق.

وتنبأ المحلل السياسي يوسف إبراهيم، بأن هجوماً تشنه أميركا سيؤدي الى حرب مناطقية واسعة تدخلها إسرائيل ولبنان وسوريا، وعبر عن قناعته بأن الأميركيين سيثيرون أسئلة كثيرة وهم يستقبلون أكياساً محملة بجثث مقاتلين أميركيين، ذهبوا ضحية حرب أهلية في العراق لأنهم أصبحوا أهدافاً لإيرانيين وعراقيين.

على صلة

XS
SM
MD
LG