من المقرر أن يلقي الرئيس جورج دبليو بوش في وقت متأخر الاثنين خطابا في سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية يتركز على العراق.
وكالات أنباء عالمية أفادت بأن بوش سيشرح القضية المطروحة ضد الرئيس العراقي صدام حسين، ولكن من غير المتوقع أن يكشف معلومات جديدة عن برامج التسلح العراقية.
يشار إلى أن الكونغرس الأميركي سيناقش في الأسبوع الحالي مشروع قرار يخوّل الرئيس بوش التحرك. ومن المتوقع أن يوافق مجلسا النواب والشيوخ بسهولة على الإجراء خلال أسبوع أو عشرة أيام على اكثر تقدير.
لكن وكالة (رويترز) نقلت عن أحد السياسيين الديمقراطيين البارزين هو السيناتور (أدوارد كينيدي) تصريحه لشبكة (سي. بي. أس.) التلفزيونية بأنه لن يؤيد هذا القرار. وقال إن "صدام حسين شخص خطير. ويملك أسلحة خطيرة. لكن الإدارة لم تثبت أن هذا يشكل خطرا مباشرا قائما ووشيكا على الولايات المتحدة"، بحسب تعبيره.
فيما توقع السيناتور (توم داشل)، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأحد أن يوافق المجلس على القرار بأغلبية خمسة وسبعين صوتا مقابل خمسة وعشرين صوتا. لكنه صرح بأنه لا يزال يسعى لتغيير صياغة المسودة التي يؤيدها البيت الأبيض.
من جهته، أوضح السيناتور الديمقراطي (بوب غراهام) أمس انه ينتظر من بوش أن يشرح كيف سيؤثر أي تحرك عسكري ضد العراق على الالتزام الأميركي الراهن في أفغانستان ويشرح عواقب ذلك المحتملة على الأمن القومي.
فيما صرح (ساندي بيرغر)، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق لشبكة (سي. أن. أن.) بأنه يريد من بوش أن يشرح المخاطر المحتملة. وأضاف قائلا: "أعتقد أنه ينبغي على الشعب الأميركي أن يفهم انه إذا مضينا قدما في هذا فإن الأمر ليس سهلا"، بحسب تعبيره.
استطلاعات جديدة للرأي العام أظهرت أن نحو ستين في المائة من الأميركيين يؤيدون شن حرب على العراق لكن الشكوك تتزايد حين يدور السؤال حول إمكانية وقوع خسائر في الأرواح الأميركية أو شن الحرب دون موافقة الأمم المتحدة.
وأفادت وكالات أنباء عالمية بأن تظاهرات جرت في بعض المدن الأميركية احتجاجا على احتمال شن الحرب.
ففي نيويورك، تجمع الأحد نحو عشرة آلاف شخص للاحتجاج على هجوم عسكري أميركي محتمل ضد العراق.
وتلت مجموعة مختلفة من الأشخاص من كل الأعمار "تعهد المقاومة" الذي يقول جزء منه "ليس باسمنا ستشنون حربا لانهاية لها وليس باسمنا ستغزون البلاد وتقصفون المدنيين وتقتلون مزيدا من الأطفال"، بحسب ما أفادت (رويترز).
وكان هذا التجمع أحد سلسلة تجمعات جرت في مدن أخرى بينها أنكوراج في ألاسكا ولوس أنجيليس وسان فرانسيسكو في كاليفورنيا ودنفر في كولورادو.
يشار، في هذا الصدد، إلى أن مئات من الشخصيات الأميركية المعروفة، بينهم مثقفون وفنانون، نشروا الجمعة عريضة بعنوان (ليس باسمنا) في صحيفة (لوس أنجيليس تايمز) تحث الأميركيين على مقاومة سياسات حكومتهم. ومن بين الموقّعين عليها: المخرجان السينمائيان أوليفر ستون وروبرت ألتمان والنجمتان جين فوندا وسوزان ساراندون وآخرون.
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر / إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.
وقبل أن نستمر في عرض المواقف الغربية، ننتقل إلى تركيا حيث
حذّر رئيس الوزراء (بلند إيجيفيت) الأحد من أن أنقرة يمكن أن تفكر في تدخل عسكري إذا أعلن كرد العراق دولة مستقلة قرب الحدود التركية.
وكالة (فرانس برس) نقلت عن (إيجيفيت) تصريحه لإحدى الشبكات التلفزيونية المحلية "سنراقب ما يحدث في شمال العراق وسنتخذ الإجراءات اللازمة إذا ظهر اقل تغيير سلبي"، على حد تعبيره.
وردا على سؤال حول احتمال أن تشمل هذه "الإجراءات" عملية عسكرية، قال (إيجيفيت): "آمل أن لا يحدث ذلك، ولكن إذا تبين أن ذلك ضروري فإننا قد نفكر بالأمر بالتأكيد"، بحسب ما نقل عنه.
عن احتمالات لجوء أنقرة إلى استخدام القوة في شمال العراق، أجرى مراسلنا في بيروت علي الرماحي المقابلة التالية مع خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين.
(رسالة بيروت والمقابلة مع الدكتور محمد نور الدين)
--- فاصل ---
في غضون ذلك، شارك عدد من كبار المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزت إبراهيم، شاركوا أمس في حضور استعراض في مدينة كركوك أفيد بأنه يستهدف تحذير الكرد ومناوئين آخرين من محاولة السيطرة على هذه المحافظة الشمالية الغنية بالنفط أثناء الهجوم الأميركي المحتمل.
وكالة (أسوشييتد برس) أفادت بأن تلفزيون العراق عرض لقطات من الاستعراض الذي شارك فيه مقاتلون من حزب البعث الحاكم وعدد من سكان المدينة من العرب والكرد والتركمان وهم في الملابس العسكرية أو الأزياء التقليدية.
ونُقل عن عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث محمد زمام عبد الرزاق قوله "إننا سنلقّن الأعداء درسا لم يشهدوا مثيلا له من قبل"، بحسب ما أفادت (أسوشييتدبرس).
هذا فيما نقلت وكالة (رويترز) عن الرئيس العراقي صدام حسين قوله في اجتماع مع كبار القادة العسكريين بحضور نجليه عدي وقصي:
"نحن لم نختر المعركة مع العدو بمعنى أننا لم نعد أنفسنا لمواجهة العدو وإنما العدو هو الذي يعد نفسه ليهاجمنا ولينتزع أهدافا عزيزة علينا نكون من دونها عبيدا من غير هوية ولا شرف ولا مال"، بحسب تعبيره.
وكالة الأنباء العراقية الرسمية ذكرت أن صدام ناقش تحسين القدرات العسكرية العراقية والاستعدادات لأي هجوم أميركي.
كما هاجم حملة الولايات المتحدة لإصدار مجلس الأمن قواعد مشددة جديدة من اجل عودة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق للبحث عن أي أسلحة دمار شامل قائلا إنها محاولة لتغطية الادعاءات الكاذبة، بحسب ما نقل عنه.
--- فاصل ---
وفي الوقت الذي تؤكد بغداد عزمها على تحقيق النصر في أي مواجهة محتملة، يواصل وزير الخارجية العراقي ناجي صبري جولة على الدول العربية في الخليج. وفي عُمان، سلّم الوزير العراقي أمس رسالة من الرئيس صدام حسين إلى السلطان قابوس قبل أن يتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتسليم رسالة مماثلة إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
هذا فيما تسلّم ولي العهد السعودي الأمير عبد الله رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك أفيد بأنها تتناول الشأن العراقي.
مراسل إذاعة العراق الحر في السعودية سعد المحمد تابع هذه التحركات الدبلوماسية ووافانا بالتقرير الصوتي التالي.
(رسالة السعودية الصوتية)
--- فاصل ---
في لندن، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم الاثنين أن أبرز المستشارين القانونيين لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعتبروا أن أي تدخل عسكري في العراق بهدف تغيير النظام سيكون "غير مشروع". وكالة (فرانس برس) نقلت عن الصحيفة أن هذا التحذير يفسر حذر بلير الذي يعبر باستمرار عن دعمه للتهديدات بتدخل عسكري أميركي ضد بغداد ويؤكد في الوقت نفسه أن الهدف منه سيكون إزالة أسلحة العراق وليس إطاحة نظام صدام. ونسبت الصحيفة اللندنية إلى المستشاريْن القانونيْين الرئيسيين للحكومة قولهما إن مشاركة بريطانيا في حرب تهدف علنا إلى تغيير النظام ستشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ويمكن أن تعرض على المحكمة الجنائية الدولية.
وفي التقرير الذي بثته وكالة (رويترز) عن هذا الموضوع، أفيد بأن المسؤولين في مكتب بلير لم يؤكدوا تلك النصيحة القانونية أو يعلقوا على ما نشرته صحيفة (فاينشيال تايمز).
--- فاصل ---
في غضون ذلك، يبدأ وزير الخارجية البريطاني (جاك سترو) جولة على بعض دول المنطقة في مسعى لكسب التأييد الإقليمي لسياسات واشنطن ولندن المتشددة تجاه بغداد.
(سترو) يستهل جولته في القاهرة مساء اليوم الاثنين حيث سيجري محادثات مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى.
التفاصيل مع مراسل إذاعة العراق الحر في العاصمة المصرية أحمد رجب.
(رسالة القاهرة الصوتية)
--- فاصل ---
في باريس، قلّل وزير الخارجية الفرنسي (دومينيك دو فيليبان) من أهمية الخلافات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث تقاوم فرنسا ودول أخرى ضغوطا أميركية لإصدار قرار جديد متشدد في شأن العراق.
وكالة (رويترز) نقلت عن الوزير الفرنسي قوله: "إننا في حوارٍ مع الأميركيين، وثمة تقارب في الأهداف".
وأضاف (دو فيليبان): "نعتقد أن بوسعنا أن ننجح بسرعة لأننا على نفس النهج الذي يعارض انتشار أسلحة الدمار الشامل، ونحن مقتنعون بضرورة التقدم السريع في هذا الاتجاه"، على حد تعبيره.
يذكر أن باريس اقترحت أن يُصدر مجلس الأمن قرارين اثنين في شأن العراق على أن يتضمن القرار الثاني نصا يدعو إلى استخدام القوة في حال عدم إذعان بغداد للقرار الأول حول تعاونها التام مع المفتشين.
وفي هذا الصدد، قال الوزير الفرنسي: "نعتقد أن نهج الخطوتين يوفر الشرعية والفعالية الضروريتين"، مضيفا أن أي قرار ينبغي أن يصدر بالتنسيق مع الأطراف الأخرى ذات العلاقة، خاصة الجانب العربي، بحسب ما نقل عنه.
--- فاصل ---
ومن الكويت، يفيد مراسلنا بأن رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي توقع رضوخ بغداد للمطالب الدولية الأمر الذي سيجنّبها التعرض لضربة عسكرية محتملة. لكن مراقبين سياسيين لا يتفقون مع هذه التوقعات.
التفاصيل في سياق التقرير الصوتي التالي الذي وافانا به مراسل إذاعة العراق الحر في الكويت محمد الناجعي.
(رسالة الكويت الصوتية)
--- فاصل ---
من نيويورك، نقلت وكالة (فرانس برس) عن السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد الدوري قوله الأحد إن بغداد مستعدة للنظر في الموافقة على قرار جديد من مجلس الأمن حول عمليات التفتيش عن الأسلحة المحظورة.
وفي تصريحات بثتها شبكة التلفزيون الأميركية (أيه. بي. سي.)، ذكر الدوري أن مجلس الأمن سيكون "حرا" في البحث في أي موقع في بغداد "بما في ذلك المواقع الحساسة".
وقال السفير العراقي: "لا نرفض أي قرار لمجلس الأمن ونحن على استعداد لبحث كل القرارات".
كما شدد على أن العراق "على استعداد للقيام بكل ما يلزم للانتهاء من هذه المسألة، مسألة أسلحة الدمار الشامل .. وذلك لسبب بسيط وهو أننا لا نملك أسلحة دمار شامل"، على حد تعبيره.
لكن الدوري رفض فكرة أن يرافق حراس مسلحون المفتشين. وقال إن واشنطن "تريد تعقيد الأمور لان هدفها ليس عمليات التفتيش وإنما تغيير نظام"، بحسب ما نقلت عنه وكالة (فرانس برس).
--- فاصل ---
أخيرا، وفي تقرير بثته وكالة الصحافة الألمانية من واشنطن، أفيد نقلا عن صحيفة (لوس أنجيليس تايمز) بأن الولايات المتحدة تستعد لاحتمال محاكمة الرئيس صدام حسين بتهم ارتكاب جرائم حرب.
الصحيفة ذكرت الأحد أن وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، إضافة إلى جهاز الأمن السري، يعكفون على دراسة ملفات ضد صدام واثني عشر مسؤولا عراقيا من أقرب مساعديه لاستخدامها بعد تغيير النظام في توجيه اتهامات إليهم بارتكاب جرائم إبادة الجنس والتطهير العرقي والإعدامات الجماعية والاغتصاب وجرائم أخرى ضد الإنسانية.
وأضافت (لوس أنجيليس تايمز) أن الحكومة الأميركية تؤيد تشكيل محاكم في "العراق الحر" تضم في عضويتها قضاة عراقيين وأجانب.
ونقلت عن سفير المهمات الخاصة في الخارجية الأميركية (بيير ريتشارد بروسبر) قوله: "ينبغي من جهتنا القيام بتوثيق الانتهاكات وجمع الأدلة التي تشير إلى المسؤولين الذين ارتكبوها. ونشعر بضرورة مساءلة هؤلاء عما حدث إذ لا يمكن تجاهل مقتل أكثر من مائة ألف شخص"، على حد تعبيره.
الصحيفة أوضحت أن القائمة التي تدرسها السلطات الأميركية المختصة تضم ستة من أفراد عائلة الرئيس العراقي.