روابط للدخول

خبر عاجل

احتمال تطبيق المبادئ الديمقراطية في عراق ما بعد صدام حسين


صحيفة إسرائيلية نشرت اليوم مقالاً تناولت فيه مستقبل العراق في فترة ما بعد صدام حسين، واحتمال تطبيق المبادئ الديمقراطية في العراق في تلك الفترة. (ميخائيل ألاندرينكو) أعد عرضاً لمقال الصحيفة الإسرائيلية.

نشرت صحيفة Jerusalem Post مقالا يوم الخميس الماضي عن مستقبل العراق فيما بعد انتهاء حكم الرئيس الحالي صدام حسين وإمكانية إشاعة الديمقراطية فيه.

كاتب المقال Russell Working المقيم في قبرص قارن الوضع المحيط بالعراق بمباراة التنس حيث يمنح بعض المحللين الرئيس الأميركي جورج بوش بضع نقاطٍ لخطابه الأخير في الأمم المتحدة، بينما يمنح البعض الآخر الرئيس العراقي نقاطا لدعوة المفتشين الدوليين إلى زيارة البلاد.

لكن ثمة معلقون ينظرون إلى ما هو أبعد من مسألة استئناف التفتيش ويتناولون مصير العراق فيما بعد حكم صدام. هؤلاء المعلقون يعتبرون أن بوش جدّي في عزمه على تغيير النظام في الحاكم في بغداد، حسبما جاء في المقال.

وطرح الكاتب ثلاثة أسئلة بهذا الخصوص – ماذا سيحدث في حال رحيل من أسماه (جزّار بغداد)؟ هل الشرق الأوسط الإسلامي جاهز للديمقراطية؟ وهل أن كل ما تأمل فيه المنطقة هو نظام دكتاتوري علماني على غرار الحكم السوري، إذا كف عن مساندة الإرهاب؟

ونقل Working عن المتشائمين يقينهم بأن العراق دولة مقسمة بين الكرد والسنة والشيعة، وأن مثل هذه الدولة لا يمكن أن ينبثق عنها نظام يكون منارة لحقوق الإنسان يهتدي بها الشرق الأوسط. إلا أن المتفائلين يؤمنون بشمولية الديمقراطية ويعتقدون أنه يجب أن يكون للناس دور في الحكم، حتى في بلد مثل العراق. وأعاد الكاتب إلى الأذهان جدلا دار أواخر الحرب العالمية الثانية عندما كانت الولايات المتحدة تتهيأ لاحتلال اليابان وهي دولة سادت فيها روح عسكرية متطرفة.

ونسب Working إلى مقال بقلم Robert D. Kaplan نُشر في مجلة The Atlantic Monthly في تشرين الثاني الماضي، أنه لا يمكن تعليق آمال كبيرة على تطبيق المبادئ الديمقراطية في العراق. Kaplan اعتبر العراق بلدا ينفرد سفّاك بحكمه، لذلك فإن إبعاد صدام سيهدد وحدة البلاد الممزقة على أسس إتنية "إذا لم نعمل بسرعة وإذا فشلنا بصورة براغماتية في تنصيب ناس يمكنهم الحكم" على حد تعبير Kaplan. وواصل أنه يجب التنازل عن السعي التبشيري الرامي إلى إشاعة الديمقراطية بين عشية وضحاها في بلد لا يملك تقاليد ديمقراطية. Kaplan اعتبر أن "هدفنا يجب أن يكون دكتاتورية علمانية انتقالية توحد الفئات التجارية على أسس طائفية وربما تؤدي إلى بديل ديمقراطي بعد إعادة بناء المؤسسات والاقتصاد" بحسب رأيه.

لكن Russell Working تساءل – هل من الضروري تنصيب دكتاتور جديد في العراق، وهل يستطيع سفاك جديد، ربما من بين عساكر صدام الوحشيين، هل يسيتطيع بالضرورة إقامة حكم ديمقراطي؟

وأشار الكاتب إلى أن الأميركيين واجهوا أسئلة مماثلة في اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ذلك أن تأريخ اليابان لم يقدّم للخبراء أدلة كثيرة على أن تكون هذه الدولة جاهزة لقبول حكومة تمثيلية بعد هزيمتها. ووصف بعض الخبراء اليابانيين بانهم أشبه بقطيع مطيع أو خلية نحل مخيفة، وأصروا على أنه لا يمكن تخويلهم حق انتخاب زعمائهم.

ورأى الكاتب أن البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط هو إسرائيل، وهي دولة غير إسلامية، مضيفا أن الكثيرين يعتقدون أن العرب سيبقون في ظل دكتاتوريات مدى الحياة.

لكن Working اعتبر أن الأمر قد يكون مختلفا في العراق. وأوضح أن كل شيء يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبذل في العراق نفس الجهود من أجل إشاعة الديمقراطية في اليابان. لكن الآفاق هنا لا تبعث على التفاؤل، أخذا في الاعتبار عدم رغبة إدارة الرئيس بوش في التورط في أفغانستان، حسبما جاء في مقال نُشر صحيفة Jerusalem Post الخميس الماضي.

على صلة

XS
SM
MD
LG