روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: تاريخ وآلية عمل مجلس الأمن ومؤاخذات بعض الدول على قراراته


بثت وكالة فرانس بريس تقريرين عن تاريخ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكيفية اتخاذ القرارات وأنواع العضوية فيه وميزات كل منها. كما عرضت لمؤاخذات عدد من الدول على ما تعتبره ازدواجية في المعايير. ولأن هذا المجلس يشهد حواراً دولياً مهماً حول كيفية حل الأزمة العراقية، نقدم فيما يلي عرضاً للتقريرين أعده ويقدمه (محمد إبراهيم) ويتضمن حديثاً مع دبلوماسي عراقي سابق.

من جديد تسلطت الأضواء الدولية على مجلس الأمن، وهو الهيئة الأكثر إثارة للجدل في الأمم المتحدة، بينما الحوار يشتد في أروقته حول إصدار قرار جديد عن العراق.
وفي نظرة تاريخية عابرة، لفت تقرير لوكالة فرانس بريس إلى أن مجلس الأمن شكل بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية من أجل الحفاظ على السلام الدولي، وهو أمر رأى تقرير الوكالة أنه بات شبه مستحيل.
وأفاد بأن حق النقض، الفيتو، الذي منحه ميثاق الأمم المتحدة لبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وهي الدول التي تتمتع بعضوية دائمة في المجلس، ضمن لها تقريبا إسقاط أي مشروع قرار يهدد مصالحها.
ويبدو أن الولايات المتحدة، التي تسعى من أجل إصدار قرار دولي جديد متشدد عن العراق وبرامج أسلحته، تواجه اليوم مهمة صعبة في التغلب على الدول الأربع الأخرى في المجلس وإقناعها بعدم استخدام حق النقض الفيتو.
ونقلت الوكالة عن براين أورغهارت، الذي أدار القسم السياسي في المنظمة الدولية منذ عام 1972 حتى تقاعده عام 1986، نقلت عنه أنه متى ما حصل اتفاق بين الخمسة الكبار فإن فعالية المجلس ستكون هائلة. وأشار إلى أن المجلس أمر في عام 1948 أطراف الحرب العربية الإسرائيلية بوقف القتال فالتزمت به. لكنه يرى أن المجلس لا يستطيع الآن فرض قرارات من هذا النوع.
وخلال الحرب الباردة أصبح الفيتو رمزا قويا ومهما للخصومة بين الخمسة الكبار في المجلس بدل التوحد، ويقول الدبلوماسي الدولي المتقاعد إنه رغم الشلل الذي يعاني منه المجلس إلا أنه كان محلا آمنا للتوازن النووي بين الدولتين العظميتين. وذكر أن أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 دفعتهم إلى الاحتكام للمجلس الذي لم يحل الأزمة لكن الولايات المتحدة التي وزعت على أعضائه صورا عن قاذفات الصواريخ السوفيتية نجحت في ضمان تسوية سياسية لها.
وفي الأيام الأولى، اعتبر الكثير في واشنطن ميثاق الأمم المتحدة بمثابة الوصايا العشر، لكن عددا من قرارات الجمعية العمومية التي صدرت في السبعينات، كمساواة الصهيونية بالعنصرية، دفع الكونغرس بالوقوف ضد الأمم المتحدة، كما يرى أورغهارت.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو إحدى عشرة مرة خلال الثلاثين عاما الأولى من عمر المجلس في مقابل مائة واثنتي عشرة مرة استخدمه الاتحاد السوفييتي. وبعد ذلك اضطرت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض أربعا وستين مرة لإسقاط قرارات معظمها ينتقد إسرائيل.
كلوفيس مقصود، البروفيسور في قسم العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن والذي كان مثل الجامعة العربية في الأمم المتحدة منذ شهر أيلول عام 1979 حتى الخامس عشر من آب عام 1990، يرى أن مجلس الأمن، من وجهة النظر العربية، يعاني من كارثة حقيقية عندما يفرض شروطه على العراق بينما يغض النظر عن انتهاكات إسرائيلية لقراراته.
إلا أن فيليس بينس، مديرة مشروع الشرق الأوسط في معهد الدراسات السياسية في واشنطن ترى أن ازدواجية المعايير كانت موجودة على الدوام في تشكيلة المجلس.
ورأت أن إصلاح وضع المجلس الذي يتمثل في إلغاء حق النقض الفيتو وتوسيع عضويته وإنهاء العضوية الدائمة، أمر غير مطروح على أجندة أحد. ولفتت إلى أن الدعوة إلى إصلاحات تجرى للجمعية العمومية تبدو أكثر واقعية.

--- فاصل ---

فرانس بريس ذكرت أن مجلس الأمن، الذي يشهد حاليا حوارا دوليا مكثفا يهدف إلى حل الأزمة العراقية، هو الهيئة الوحيدة التي يخولها ميثاق الأمم المتحدة فرض التزامات دولية على دولة عضو في المنظمة الدولية.
ولفت تقرير الوكالة إلى أن من حق الخمسة الكبار في مجلس الأمن، الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية، نقض أي قرار يطرح للتصويت فيما لا يحق ذلك للدول العشر الأخرى في المجلس وهي دول مدة عضويتها سنتان، ويتم تبديل ست منها سنويا.
والمجلس عادة يرد على أي تهديد للسلام بدعوة الأطراف ذات الصلة إلى التحاور والتفاوض. وإذا اندلع قتال بينها فإنه يدعو إلى وقف النار وربما يقوم بفرض قراراته بوسائل عدة من بينها منع بيع الأسلحة أو فرض عقوبات واسعة مماثلة لتلك المفروضة على بغداد بعد غزو قواتها للكويت عام 1990. وإذا فشلت هذه الطرق فإن المجلس قد يأمر باستخدام القوة.
الأعضاء غير الدائمين في المجلس يتوزعون بالشكل التالي : عضوان من أوروبا الغربية وعضوان من منطقة الكاريبي أو أميركا، وآخر من أوروبا الشرقية أما المقاعد الخمسة المتبقية فتنقسم إلى ثلاثة تشغلها أفريقيا واثنين لآسيا، بينها مقعد عربي. ويتم انتخاب الدول العشر المؤقتة في المجلس من قبل الجمعية العمومية.
يذكر أن بلغاريا والكاميرون وغينيا والمكسيك وسوريا انتخبوا العام الماضي وتنتهي دورتهم بحلول نهاية عام 2003. أما كولومبيا وآيرلندا وموريشيوس والنرويج وسنغافورة فإنها ستغادر المجلس في نهاية شهر كانون الأول المقبل.
المجموعات الإقليمية اختارت بالفعل أنغولا وتشيلي وألمانيا وباكستان وأسبانيا كي تحل محل الدول المغادرة.
رئاسة المجلس يتم تداولها بالتناوب الشهري وبحسب الأبجدية الإنكليزية. عملية التصويت تجرى علنا من خلال رفع الأيدي، ولكي يمر القرار بنجاح فإنه بحاجة إلى تصويت تسعة أعضاء بنعم لكنه لن يمر أبدا إذا رفضه أحد الأعضاء الخمسة الكبار.
المجلس يقدم للجمعية العمومية أسماء مرشحين لمنصب الأمين العام حيث يجري التصويت سرا على قبوله أو رفضه على أن تحتفظ الدول الخمس الكبرى بحق النقض الفيتو، وفي عام 1996 تم منع بطرس بطرس غالي من دورة ثانية.
ولتسليط الضوء على كيفية تعاطي أعضاء المجلس بمختلف مسؤولياتهم وحقوقهم مع أي مشروع قرار يطرح للمناقشة مثل مشروع القرار المرتقب عن العراق، اتصلنا بالسفير العراقي السابق في هولندا، السيد صفاء الفلكي، الذي بدا حديثه بشرح عام قال فيه:

(مقابلة - الجزء الأول)

ولدى سؤاله عن نظرته لكيفية مناقشة القرار العراقي المقرر طرحه على المجلس قريبا وما هي هوامش المناورة الدبلوماسية والسياسية في ظل الخلافات القائمة في وجهات نظر الأطراف الكبيرة في المجلس فقال:

(مقابلة - الجزء الثاني)

على صلة

XS
SM
MD
LG